الروس يمسكون بـ«خطوط بوكروفسك».. نوافذ ميدانية وأهداف محتملة
نقطة مهمة مر بها مسار القتال في أوكرانيا مع سيطرة الجيش الروسي على مدينة بوكروفسك الاستراتيجية، وفتحه الطريق أمام "نجاحات أخرى".
ونشرت وزارة الدفاع الروسية مقطع فيديو هذا الأسبوع، قالت إنه يُظهر جنودا روسا يرفعون علمهم في الساحة المركزية لمدينة بوكروفسك.
وشهدت بوكروفسك التي كان يقطنها نحو 60 ألف شخص قبل الحرب، معارك منذ أشهر عدة. وتسلّل مئات الجنود الروس إلى المدينة منذ سبتمبر/أيلول، ما أضعف دفاعات القوات الأوكرانية.
وتكتسي المدينة أهمية استراتيجية كبرى لوقوعها عند تقاطع طرق وخطوط سكك حديد تؤدي إلى آخر معاقل القوات الأوكرانية في الشرق.
وتعليقا على سقوط المدينة، قال خبير الشؤون الأوكرانية بصحيفة بيلد الألمانية، جوليان روبكه: "بالنسبة لأوكرانيا، يمثل فقدان المدينة المتوسطة الحجم، التي أعلنتها كييف في وقت ما ”حصنًا“، هزيمة مؤلمة أخرى في حرب الدعاية ضد روسيا".
وتابع "يثبت هذا السقوط أن الجيش الأوكراني غير قادر حاليًا على وقف تقدم روسيا، بل يمكنه فقط إبطائه".
ماذا يعني سقوط المدينة؟
من الناحية الاستراتيجية، لم تعد هذه المدينة، التي كانت في السابق مركزًا مهمًا للنقل، ذات أهمية بالنسبة لكييف، حيث إن معظم الطرق والخطوط الحديدية من وإلى بوكروفسك إما مدمرة أو مسدودة أو تؤدي إلى الأراضي التي تحتلها روسيا، على قول روبكه.
لكنه عاد وقال "بالنسبة لروسيا، فإن الاستيلاء على المدينة المدمرة يمثل نجاحًا تكتيكيًا. فالكرملين لا يهتم بالبنية التحتية القابلة للاستخدام، بل يهتم فقط بامتلاك هياكل متينة بالقرب من الجبهة، حيث يتم تخزين الذخيرة والقوات، ويمكن تشغيل الأسلحة الثقيلة مثل الدبابات أو المدافع انطلاقا منها".
ومضى قائلا في مقال طالعته "العين الإخبارية": "بذلك يمكن أن تكون المدينة المدمرة نقطة انطلاق لتقدم روسي آخر غربًا، نحو منطقة دنيبروبتروفسك في وسط أوكرانيا".
كما أن السيطرة على بوكروفسك تتيح لموسكو قطع الطرق اللوجستية الأوكرانية المؤدية إلى مدينة مينوهراد المجاورة، والتي لا تزال تحت سيطرة أوكرانيا جزئياً. ومن المرجح أن تسيطر القوات الروسية عليها قريباً، وفق الخبير في الشؤون الأوكرانية.
ومع ذلك، والحديث لـ"روبكه"، "لا يبدو أن الاستيلاء على بوكروفسك سيكون له تأثير كبير على معركة السيطرة على بقية منطقة دونباس. فمدينتا سلوفيانسك وكراماتورسك، وهما المدينتان الأكبر حجماً المتبقيتان في المنطقة، تبعدان أكثر من 50 كيلومتراً، ولم تبدأ بعد المعركة الحاسمة للسيطرة عليهما".
غير أن قناة "فرانس 24" قالت في تحليل نشرته على موقعها "يُصعّب سقوط المدينة إيصال الإمدادات إلى القوات الأوكرانية في محاور أخرى من الجبهة، كما يوفر للقوات الروسية منصة للتقدم غربا حيث الدفاعات الأوكرانية أقل كثافة، وشمالا باتجاه مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك الكبيرتين".
أكبر مكاسب
وكان الكرملين قال الإثنين الماضي عبر منصة "تليغرام"، إن "رئيس الأركان فاليري غيراسيموف قدّم تقريرا لـ(الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين حول تحرير مدينتي كراسنوارميسك (الاسم الروسي لبوكروفسك) وفوفشانسك"، قبل أن تنشر وزارة الدفاع صور رفع العلم الروسي بالمدينة.
في المقابل، تتحدى كييف مظاهر السيطرة الروسية، إذ أعلنت القوات الأوكرانية، الثلاثاء، أن القتال ما زال مستمرا بمدينة بوكروفسك.
وكتبت القيادة العسكرية الشرقيّة الأوكرانية، التي تتولى العمليات في تلك المنطقة، في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: "تتواصل عمليات البحث والهجوم والقضاء على العدو في بوكروفسك".
وبصفة عامة، أظهر تحليل اعتمادا على بيانات معهد دراسة الحرب، أن القوات الروسية حققت الشهر الماضي، أكبر مكاسب لها على الأرض في أوكرانيا منذ عام.
وخلال شهر واحد، سيطرت روسيا على مساحة 701 كيلومتر مربع، وهو ثاني أكبر تقدم لها بعد مكاسب نوفمبر/تشرين الثاني 2024 التي بلغت 725 كيلومترا مربعا.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTAg
جزيرة ام اند امز