3 وجوه جديدة و3 عائدين بعد غياب إلى أمم أفريقيا 2019

3 وجوه جديدة و3 منتخبات تعود للمشاركة بعد غياب طويل في كأس أمم أفريقيا 2019 التي تستضيفها مصر في يونيو ويوليو المقبلين

اكتمل عقد المتأهلين إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا 2019 التي تنظمها مصر خلال الفترة من 21 يونيو/ حزيران إلى 19 يوليو/تموز، حيث يظهر 24 منتخبا في العُرس الأفريقي المرتقب للمرة الأولى في تاريخ البطولة؛ منها 3 منتخبات تصل للنهائيات للمرة الأولى في تاريخها، وهي مدغشقر وبوروندي وموريتانيا، ومثلها تعود للمشاركة بعد غياب طويل، وهي كينيا وناميبيا وتنزانيا.

وجوه جديدة

تأهلت منتخبات مدغشقر وبوروندي وموريتانيا إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية للمرة الأولى في تاريخها، مستفيدةً من ارتفاع عدد المنتخبات المشاركة في البطولة إلى 24 منتخبا، حيث حصدت جميعها المركز الثاني في مجموعاتها.

الجاموس يناطح الكبار

تأسس اتحاد مدغشقر لكرة القدم عام 1961، وانضم للاتحاد الأفريقي عام 1963، ويلقب منتخبه باسم "البارايا"، وهو أحد أنواع الجاموس المنتشرة في البلاد.

يعد المهاجم باولن فوافي المحترف ضمن صفوف نادي مصر المقاصة المصري هو أبرز لاعبي الفريق، بينما كان لاعب خط الوسط نجيفا راكوتوهاريمالالا هو صاحب هدف التأهل في شباك غينيا الاستوائية. 

نجح منتخب البارايا في أن يقتنص أولى بطاقات التأهل للمونديال الأفريقي؛ بعد أن حصد 10 نقاط خلال 4 مباريات؛ ليضمن التأهل قبل جولتين من ختام التصفيات، واكتفى الوافد الجديد بالنقاط العشر حتى الختام، حيث حقق 3 انتصارات وتعادلا وحيدا بينما تعرض للهزيمة في لقاءين كانا تحصيل حاصل، ليحل وصيفا للمجموعة الأولى خلف منتخب السنغال الذي ظفر بالصدارة برصيد 16 نقطة. 

استهل منتخب مدغشقر المشوار بفوز مفاجئ على المنتخب السوداني في عقر داره (3-1)، أعقبه بتعادل مثير أمام المنتخب السنغالي (2-2)، في لقاء شهد حضورا جماهيريا رهيبا وشهد وفاة مشجع وإصابة العشرات جراء التدافع، ثم كان الفوز الثنائي على منتخب غينيا الاستوائية "ذهابا وعودة" بالنتيجة ذاتها (1-0)، ليضمن التأهل للبطولة قبل حتى أن يحسم الاتحاد الأفريقي لكرة القدم مستضيفها خلفا للكاميرون، قبل أن يخسر آخر مباراتين أمام كل من السودان والسنغال (1-3) و(0-2) على التوالي.

السنونو يحلق في سماء القارة

تأسس اتحاد بوروندي لكرة القدم عام 1948، وانضم للاتحاد الأفريقي عام 1972، ويلقب منتخب بوروندي باسم "السنونو"، وهي طيور صغيرة لا يتجاوز حجم الواحد منها 20 سم.

يعد سايدو بيراهينو، المحترف في صفوف ستوك سيتي الإنجليزي هو أبرز لاعبي الفريق، كما يبرز سيدريك أمسي مهاجم التعاون السعودي، كأحد أخطر مهاجمي الفريق بعد أن أحرز 3 أهداف خلال مشوار التصفيات.

نجح منتخب السنونو طوال التصفيات في أن يحلق بعيدا عن الهزائم؛ حيث حقق 3 انتصارات وتعادل في مثلها، ليتأهل وصيفا للمجموعة الثالثة برصيد 12 نقطة خلف منتخب مالي صاحب الصدارة برصيد 14 نقطة.

استهل منتخب بوروندي مشواره بالفوز على جنوب السودان بثلاثية نظيفة، أعقبه بـ3 تعادلات أمام الجابون خارج الديار (1-1) ثم أمام مالي ذهابا وعودة (0-0) و(1-1) على الترتيب، ليعود للانتصار من جديد على جنوب السودان بخماسية مقابل هدفين.

وخاض المنتخب مواجهته الأخيرة على ملعبه وبين أنصاره ضد منافسه على الوصافة المنتخب الجابوني، في لقاء احتاج فيه فقط للتعادل ليخطف تذكرة التأهل الأولى في تاريخه، وهو ما نجح فيه بالتعادل (1-1)، ليحتفل الطائر الصغير بالوصول إلى أجواء المونديال القاري.

المرابطون ينتصرون

تأسس اتحاد موريتانيا لكرة القدم عام 1906، وانضم للاتحاد الأفريقي عام 1968، ويُلقب منتخب موريتانيا باسم "المرابطون"، نسبة لدولة المرابطين الإسلامية التاريخية التي نشأت في تلك المنطقة منذ مئات السنين.

يعد لاعب خط الوسط أداما با النجم الأبرز في صفوف المنتخب الموريتاني، وينشط في صفوف فريق غازي عنتاب بدوري الدرجة الأولى التركي.

جاء أداء المرابطين طوال التصفيات متسما بالحسم بين النصر أو الهزيمة؛ حيث حقق الفريق 4 انتصارات وتلقى هزيمتين، ليتقاسم صدارة المجموعة التاسعة مع نظيره الأنجولي برصيد 12 نقطة لكل منهما، وتصدر الأنجوليون الترتيب بفضل تفوقهم في المواجهات المباشرة بمجموع اللقاءين (4-2)، ليحل الوافد الجديد ثانيا، ويطيح بمنتخب بوركينا فاسو من البطولة.

بدأ الموريتانيون التصفيات بداية حماسية بالفوز خارج الديار على منتخب بوتسوانا بهدف نظيف، وبوركينا فاسو بهدفين نظيفين، تلتها هزيمة قاسية أمام أنجولا (1-4)، لكن الرد كان سريعا بالفوز في الجولة الرابعة على أنجولا بهدف دون رد، قبل أن يحسموا صراع التأهل بالفوز على بوتسوانا (2-1)، لتكون الخسارة أمام بوركينا فاسو (0-1) في الجولة الأخيرة بمثابة تحصيل حاصل.

العائدون من بعيد

أما منتخبات كينيا وناميبيا وتنزانيا فقد أفاقت من سباتها العميق ونجحت في التأهل إلى البطولة القارية بعدما غابت عنها لفترة طويلة، مستفيدة هي الأخرى من زيادة عدد المنتخبات المشاركة إلى 24.

الحظ يعيد البريق لنجوم هارامبي

تأسس اتحاد كينيا لكرة القدم عام 1960، وانضم للاتحاد الأفريقي عام 1968، ويلقب منتخب كينيا باسم "نجوم هارامبي".

ويعد فيكتور وانياما المحترف في صفوف توتنهام الإنجليزي أبرز لاعبي الفريق، كما يبرز ميكاييل أولونجا، مهاجم كاشيوا ريسول الياباني، كأحد أخطر مهاجمي الفريق، وقد أحرز هدفين خلال مشوار التصفيات.

تأهل نجوم هارامبي شهد مباحثات وقرارات إدارية من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، حيث قرر إيقاف نشاط الاتحاد السيراليوني لكرة القدم بسبب التدخل الحكومي في شؤونه، وصدق الاتحاد الأفريقي لكرة القدم على القرار، ليتم استبعاد منتخب سيراليون من التصفيات وإلغاء نتائجه من المجموعة السادسة التي كانت تضم المنتخب الكيني أيضا.

وبناء على استبعاد نتائج منتخب سيراليون ضمن المنتخب الكيني التأهل فور صدور القرار، لتصبح البطاقة الثانية مطروحة بين كل من المنتخب الغاني ونظيره الإثيوبي.

وحقق المنتخب الكيني انتصارين وتعادلا وهزيمة في المباريات الـ4 التي تم احتساب نتائجها بعد إلغاء نتائج سيراليون، ليحتل وصافة المجموعة السادسة بـ7 نقاط، خلف منتخب غانا صاحب الصدارة بـ9 نقاط.

استهلت كينيا مشوارها بالهزيمة خارج الأرض (1-2)، ولحسن حظ الكينيين كانت تلك الهزيمة أمام سيراليون، وهي التي تم إلغاؤها فيما بعد، ثم كانت المفاجأة بالفوز على المنتخب الغاني بنتيجة 1-0، تلاها التعادل سلبيا خارج الديار مع المنتخب الإثيوبي، قبل الفوز عليه (3-0) على الأراضي الكينية، ليصل المنتخب للنقطة رقم 7، وبعد قرار استبعاد سيراليون خاض المنتخب الكيني مباراة غانا كتحصيل حاصل ليخسر بهدف دون رد على الأراضي الغانية.

وشارك المنتخب الكيني من قبل 5 مرات في النهائيات الأفريقية، أولاها في الكونغو عام 1972 وآخرها في تونس عام 2004، وخرج خلال المشاركات الخمس من الدور الأول، ولم يحقق سوى فوز وحيد على حساب منتخب بوركينا فاسو بثلاثية دون رد في مشاركته الأخيرة قبل 15 عاما.

عودة المحاربين الشجعان

تأسس اتحاد ناميبيا لكرة القدم عام 1990، وانضم إلى الاتحاد الأفريقي عام 1992، ويلقب منتخب نامبيا باسم "المحاربون الشجعان".

ينشط كل لاعبي المنتخب الناميبي في الدوري الجنوب أفريقي عدا 3 لاعبين وهم برايان بريندل الذي يلعب في الدوري الناميبي مع فريق سيفيكس، وأوليفر ريسر الذي يلعب لفريق كوبس الفنلندي، وبينسون شيلونجو مهاجم فريق الإسماعيلي المصري.

خاض المحاربون الشجعان التصفيات ضمن المجموعة الـ11 التي ضمت معهم منتخبات زامبيا وموزمبيق وغينيا بيساو، وقسم المحاربون جولاتهم الست بالتساوي بين الفوز والتعادل والخسارة، فجمعوا 8 نقاط تأهلوا بها في وصافة المجموعة خلف غينيا بيساو، وبفارق المواجهات المباشرة عن منتخب موزمبيق الذي حصد العدد نفسه من النقاط.

بدأ المحاربون سجلهم بالهزيمة أمام منتخب غينيا بيساو بهدف دون رد، ثم التعادل إيجابيا (1-1) أمام منتخب زامبيا، ثم جاء الفوز على المنتخب الموزمبيقي في الجولتين الثالثة والرابعة (2-1) و(1-0) على التوالي، قبل التعادل سلبيا مع المتصدر غينيا بيساو، ليخوض منتخب ناميبيا المباراة الأخيرة من أجل أي نقطة تضمن له التأهل، لكنه خسر أمام زامبيا بنتيجة (1-4).

وأصبحت آمال منتخب ناميبيا في التأهل معلقة بالمباراة الأخرى بين المتصدر غينيا بيساو ومنافسه المباشر منتخب موزمبيق، وكانت فرصة الناميبيين الوحيدة هي عدم فوز المنتخب الموزمبيقي، وهو ما تحقق بشكل درامي؛ حيث أحرز منتخب موزمبيق هدف التقدم في الدقيقة 89 من المباراة، لكنه تلقى هدف التعادل في الدقيقة الأخيرة منها لتنتهي المباراة 2-2، ويتم رسميا إعلان عودة المنتخب الناميبي لحلبة المونديال الأفريقي بعد غياب دام 11 عاما.

شارك المنتخب الناميبي في النهائيات الأفريقية من قبل في نسختين، وهما نسختا بوركينا فاسو عام 1998 ومصر عام 2008، وفي المناسبتين ودع البطولة من الدور الأول بعد تذيل مجموعته دون أي فوز.

ملوك الطوائف يعودون

تأسس اتحاد تنزانيا لكرة القدم عام 1930، وانضم إلى الاتحاد الأفريقي عام 1964، ويُلقب منتخب تنزانيا باسم "ملوك الطوائف"، وهو اسم يعود لفترة حكم المسلمين لشبه جزيرة أيبيريا "الأندلس".

يُعَد مبوانا ساماتا، مهاجم جينك البلجيكي، هو النجم الأبرز في صفوف تنزانيا، بجانب سايمون مسوفا، مهاجم الدفاع الحسن الجديدي المغربي.

وفاز المنتخب التنزاني في مباراتين وتعادل في مثلهما كما تعرض للهزيمة في مثلهما أيضا ليجمع 8 نقاط، انفرد بها بوصافة المجموعة الثانية عشرة خلف المنتخب الأوغندي المتصدر برصيد 13 نقطة، وبفارق نقطتين أمام أقرب ملاحقيه منتخب ليسوتو صاحب المركز الثالث.

جاء النصف الأول من المشوار مخيبا للآمال، حيث لم يحصد سوى نقطتين في 3 مباريات، فتعادل إيجابيا (1-1) على أرضه أمام ليسوتو، تلاه تعادل سلبي أمام أوغندا ثم الهزيمة بثلاثية نظيفة أمام كاب فيردي، لكن جاءت استفاقة الملوك في الدور الثاني ليجمع الفريق 6 نقاط من أصل 9 متاحة، حيث فاز على كاب فيردي بهدفين دون رد، قبل أن يسقط بالتخصص أمام منتخب ليسوتو بهدف نظيف، ليختتم المشوار بفوز عريض على المنتخب الأوغندي بثلاثية نظيفة أمّنت له 3 نقاط حسمت أمر بطاقة التأهل الثانية عن المجموعة.

شارك المنتخب التنزاني في النهائيات الأفريقية من قبل في نسخة واحدة عام 1980 في نيجيريا، ووقع خلالها في المجموعة الأولى مع كل من أصحاب الأرض والمنتخب المصري ومنتخب كوت ديفوار، فتذيل المجموعة بنقطة واحدة من تعادل وهزيمتين.