خبراء: سقوط يابال بيد «الشباب» يُفعل العشائر ميدانيًا.. والجو لأمريكا

سيطرة حركة "الشباب" على مدينة يابال الاستراتيجية الصومالية، بمثابة ناقوس خطر من عودة الإرهاب إلى منطقة رئيسية في حركة التجارة الدولية.
ويوم الأربعاء، أعلنت حركة "الشباب" الإرهابية الصومالية، سيطرتها على عدن يابال، البلدة الواقعة في وسط البلاد، التي تعتبر استراتيجية للجيش.
وهذا التطور بالغ الخطورة، ليس فقط لرمزية الموقع، ولكن لأهميته العسكرية والاستراتيجية في خطوط الدفاع الأولى عن العاصمة مقديشو. فالبلدة لطالما كانت نقطة ارتكاز للقوات الحكومية في عملياتها بوسط الصومال، وسقوطها يعيد تشكيل خريطة التهديدات الأمنية في البلاد، وفق مراقبين.
وبعد يوم عدن يابال، أشاد وزير الدفاع الصومالي جبريل عبدالرشيد حاجي، اليوم الجمعة، بـ"بسالة قواته في مواجهة عناصر الشباب الإرهابية قرب بلدة دينوناي التابعة لإقليم باي جنوب غربي البلاد"، ما أسفر عن مقتل أكثر من 35 من عناصر التنظيم وإصابة أكثر من 60 آخرين، وفق إعلام رسمي صومالي.
بالتزامن، اختتم مؤتمر مناهضة حركة "الشباب" أعماله في مقديشو، بمشاركة أكثر من 700 مندوب من شرائح المجتمع، الجمعة، وأصدر بيانا يدين الهجمات التي تنفذها الحركة ضد المدنيين، وسلط الضوء على أهمية تعزير القتال ضد عناصرها.
ويشهد الصومال هجمات إرهابية في الفترة الأخيرة، رغم أن الجيش الصومالي أجبر التنظيم المرتبط بالقاعدة على الانكفاء واتخاذ موقف دفاعي في عامَي 2022 و2023
في هذا السياق، يرى مراقبون أنه ما لم تستطع الحكومة استعادة زمام المبادرة ميدانيا، وتفعيل دور العشائر والمجتمعات المحلية في صد هذا التمدد، فإن حركة الشباب ستراكم مكاسبها وتُحولها إلى قاعدة ضغط إرهابي على العاصمة.
عملية عسكرية
كما يتوقع المراقبون، أن يكون هناك رد عبر عملية عسكرية لاستعادة بلدة يابال، من خلال حشد القوات الحكومية ومليشيات العشائر المتحالفة معها، مع دعم جوي واستخباراتي من الشركاء الدوليين.
ويقول آدم جبريل، الباحث في الشأن الأفريقي، إن سيطرة حركة الشباب على عدن يابال، هي بمثابة رسالة بأنها "لا تزال قادرة على المبادرة، والمناورة، ما قد يُلهم خلايا نائمة داخل العاصمة، أو يفتح الطريق لعمليات نوعية في مناطق حيوية، مثل المطار الدولي أو مقرات حكومية".
ويضيف في حديث لـ"العين الإخبارية"، أنه "من المتوقع أن تسعى الحكومة إلى تحريك البعد العشائري في عدن يابال والمناطق المجاورة، عبر اتفاقات محلية أو تعبئة المجتمعات التقليدية ضد الشباب".
ويتابع أن "الردع الأمريكي وحده لن يجبر حركة الشباب على الانكماش الكامل، ما لم يترجم إلى استراتيجية شاملة بالتعاون مع دول الجوار التي تشارك بقوات ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي للقضاء على هذا التنظيم وتحجيمه".
تكثيف الضربات الأمريكية
في المقابل، يرى زكريا إبراهيم، الباحث في الشأن الصومالي ومنطقة القرن الأفريقي، أن الولايات المتحدة "تلعب دورا حاسما في ردع حركة الشباب، من خلال ضربات دقيقة بطائرات مسيّرة تستهدف قيادات ومواقع الحركة".
إبراهيم يضيف في حديث لـ"العين الإخبارية"، أنه "يرجح أن تشهد المرحلة المقبلة تصعيدًا في هذا النوع من العمليات، خاصة إذا ما شعرت واشنطن بأن سقوط عدن يابال يفتح نافذة لتهديد استقرار مقديشو أو للمصالح الأمريكية في المنطقة".
وقالت الحكومة الصومالية، أمس، إن غارتين جويتين مشتركتين بين الصومال والولايات المتحدة أسفرتا عن مقتل 12 مسلحا من حركة الشباب وسط الصومال وتدمير سفينة تحمل أسلحة للجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
لكن مراقبين في المنطقة يرون أن "الضربات الأمريكية الجوية على الشباب لم تمنع الحركة من التوسع جغرافيا، وبالتالي يظل الأثر تكتيكيا أكثر منه استراتيجيا"، ويتطلب تحركات على الأرض أكثر نجاعة.
aXA6IDE4LjE5MS4xNzEuMjYg جزيرة ام اند امز