دراسة حديثة: أخطاء إدارية واحتيال على المعاشات بـ«المناطق الزرقاء»

كشفت دراسة حديثة عن وجود أخطاء إدارية واحتيال على المعاشات وراء الادعاءات المتعلقة بطول عمر سكان ما يُعرف بـ"المناطق الزرقاء"، والتي تشتهر بارتفاع معدلات العمر لدى سكانها.

نُشرت الدراسة في 19 سبتمبر 2024، وأعدتها الباحثة أمبر مورغان، وتم تحريرها من قبل ماجي دوناهيو، حيث أظهرت أن هذه الادعاءات مبنية في الغالب على أخطاء كتابية واحتيالات مالية تتعلق بمعاشات التقاعد.

تعود شهرة "المناطق الزرقاء" إلى الصحفي والباحث دان بوتنر، الذي صاغ هذا المصطلح في أوائل الألفية، مشيرًا إلى مناطق حول العالم يُعتقد أن سكانها يتمتعون بحياة أطول وأكثر صحة.

من بين هذه المناطق: أوكيناوا في اليابان، إيكاريا في اليونان، لوما ليندا في كاليفورنيا، سردينيا في إيطاليا، ونيكويا في كوستاريكا.

وقد أُثيرت الكثير من التساؤلات حول هذه الادعاءات بعدما نشرت دراسة جديدة من جامعة كوليدج لندن للباحث سول جاستن نيومان، تكشف أن البيانات المتعلقة بالعمر المتقدم جدًا مليئة بالأخطاء الإدارية والاحتيالات.

تشير الدراسة إلى أن العديد من الأشخاص الذين يُزعم أنهم بلغوا أعمارًا تزيد عن 100 عام في هذه المناطق لم يتم تسجيل وفياتهم رسميًا، بل تم الإبقاء على سجلاتهم لتلقي المعاشات التقاعدية. كما أن كثيرًا من هؤلاء "المعمرين" لم يكن لديهم وثائق موثوقة تثبت أعمارهم الحقيقية، مما أثار الشكوك حول صحة الادعاءات المتعلقة بطول العمر في هذه المناطق.

واستنادًا إلى اكتشافات نيومان، تم التعرف على علاقة قوية بين ارتفاع معدلات الفقر وزيادة التقارير المضللة عن طول العمر.

وقد أدت هذه النتائج إلى التشكيك في دقة البيانات التي تتعلق بالمعمرين في المناطق الزرقاء.

حصل نيومان على جائزة "إيج نوبل" في علم السكان، وهي جائزة تُمنح للأبحاث التي تحمل طابعًا فكاهيًا ولكنها تحفز التفكير.

منذ أن قدم بوتنر هذا المفهوم، انتشر بشكل واسع في الثقافة الشعبية، خاصة مع ظهور مسلسلات مثل "عِش حتى الـ100: أسرار المناطق الزرقاء" على شبكة نتفليكس في عام 2023، حيث قام بوتنر بزيارة تلك المناطق وتحدث مع عدد من المعمرين عن أنماط حياتهم وأسرار طول العمر لديهم. كانت هذه الأفكار مصدر إلهام للكثيرين في مجالات الصحة واللياقة البدنية، مما أدى إلى انتشار نصائح مبنية على أسلوب حياة سكان هذه المناطق.

ومع ذلك، توضح دراسة نيومان أن العديد من هذه الأفكار قد تكون مبنية على بيانات غير دقيقة، مما يضع شرعية "المناطق الزرقاء" محل تساؤل، ويطرح تحديات جديدة في مجتمع أصبح مهووسًا بفكرة طول العمر وتحقيقه.

aXA6IDMuMTQ0LjIzNS4xMzgg

جزيرة ام اند امز