ترامب ووزير خارجيته.. مزاح أم رسالة مبطنة؟

في بعض الأحيان، تحمل الكلمات بعض التلميحات المختلفة عن المعنى الأصلي، إذا فٌسرت في سياقها، أو قٌورنت بوقائع سابقة، لتكون أكثر دلالة.
هذا ينطبق على بعض التعليقات الغريبة التي ألقاها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن وزير خارجيته ماركو روبيو، يمكن أن تحمل بعض التلميحات في حال وضعت في سياقها وجرى مقارنتها بما حدث في الولاية الأولى للملياردير.
وفي خطاب حالة الاتحاد أمام غرفتي الكونغرس، أمس، تحدث ترامب عن تصميمه على الاستيلاء على قناة بنما، مشيرا إلى أنه جعل روبيو مسؤولاً عن ذلك.
قبل أن يقول: ”الآن نعرف على من نلقي اللوم إذا حدث أي شيء خاطئ“.
ولم يتوقف الرئيس عن الحديث عن وزير الخارجية، إذ علق على نتيجة التصويت على تعيينه في مجلس الشيوخ، وحصوله على 99 صوتا، دون أن يرفضه أي عضو.
وعن ذلك، قال ترامب: ”أنا إما أن أكون سعيدًا جدًا جدًا بذلك، أو أن أكون قلقًا جدًا بشأنه“.
الرئيس استدرك وقال "روبيو سيقوم بعمل رائع".
ولم يكن مقصد ترامب واضحًا فيما يتعلق بحديثه عن القلق من نتيجة التصويت على تعيين روبيو، وربما كان ذلك كله من باب المزاح.
صدام سابق
لكن الرجلين تصادما في الماضي، ولطالما كانت الأفكار المتشددة لسياسة روبيو الخارجية غير ملائمة لإدارة ترامب.
وبدا أن تعليق ترامب الأخير يشير إلى أن روبيو كان بطريقة ما اختيارًا مقبولًا حتى لكل الديمقراطيين الذين صوتوا له في مجلس الشيوخ.
لكنها لن تكون المرة الأولى التي يبعث فيها ترامب برسالة (على ما يبدو بشكل خفيف) إلى أحد كبار المعينين غير المتوافقين معه تماماً.
ففي فترة ولايته الأولى، أدلى الرئيس بتعليقات مماثلة إلى حد ما حول المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة آنذاك، نيكي هايلي. ونشب بينهما فيما بعد خلاف كبير للغاية، وتنافسا على بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الماضية، وفق صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
لذلك، فإن حديث ترامب عن روبيو، يعيد إلى الأذهان الموقف المشابه الذي أطلقه ضد هيلي، قبل أن تتحول علاقتهما إلى خصومة سياسية.
فهل تصريحاته هذه المرة مع رأس الدبلوماسية الأمريكية مجرد فكاهة، أم أنها بداية لتوتر جديد في العلاقة بين الرجلين؟
aXA6IDMuMTQ5LjIzMS40MCA=
جزيرة ام اند امز