أصوله هندية ويحارب "الشذوذ".. "نسخة مطورة" من ترامب تزحف للبيت الأبيض
بمرور الوقت، تظهر نسخ مطورة من ظواهر بعينها وسياسيين تصدروا المشهد، وهذه العملية تحدث للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
إذ أحدث فيفيك راماسوامي (38 عاماً) الذي جمع ثروته في مجال التكنولوجيا الحيوية، ويصف الناشطين من أجل البيئة بـ"طائفة دينية"، مفاجأة في مشهد الانتخابات التمهيدية الأمريكية.
- زخم محاكمة ترامب.. القضاء يخشى "كرنفالا إعلاميا"
- دوامة محاكمات ترامب.. ضربة ثلاثية قبيل الانتخابات التمهيدية
جاء ذلك بعد أن حقق صعودا غير متوقع في سعيه للفوز ببطاقة الترشح للرئاسة عن الحزب الجمهوري، مراهنا على خطابه حاد النبرة ليوصله إلى أبواب البيت الأبيض.
ويصل راماسوامي في رهانه إلى حد تقديم نفسه كـ"نسخة مطورة" من دونالد ترامب، فيقول: "أريد أن أدفع برنامجه أبعد من ذلك".
يأتي ذلك بالرغم من الفرق الشاسع بينهما الذي يزيد عن 40 نقطة لصالح الرئيس السابق البالغ من العمر 77 عاما ويتصدر استطلاعات الرأي من الجانب الجمهوري.
"سرطان ثقافي"
ورغم أن راماسوامي دخيل تماما على العمل السياسي، فقد أحدث مفاجأة كبيرة بوصوله إلى المرتبة الثالثة في استطلاعات الرأي لنيل ترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات التمهيدية التي تنظم مطلع عام 2024، ما أثار قلق حاكم فلوريدا رون ديسانتيس أقرب منافس لترامب والذي يعتمد خطابا سياسيا شبيها للغاية.
ميدانيا، جعل راماسوامي الأب لولدين من محاربة ثقافة الـ"ووك" woke أو الوعي حيال الإساءات العنصرية والتمييز، المنسوبة إلى اليسار الأمريكي محور معركته لا بل هاجسا حقيقيا.
ويقول: "إنّنا في وسط أزمة هويّة"، متهما نخب البلاد ببث "سرطان ثقافي" ولا سيما حيال المسائل المتعلقة بحقوق "الشواذ".
ويحقق المرشح المفاجأة في معركته هذه نجاحا، إذ أدرجت صحيفة نيويورك تايمز كتابه "Woke Inc." الذي يطور فيه طروحاته في هذا المجال ضمن قائمة الكتب الأكثر مبيعا في الولايات المتحدة.
"حرق الفحم"
ووسط ميدان منافسة يزداد اكتظاظا، إذ تخطى عدد المتبارين لتحدي الرئيس الديمقراطي جو بايدن عام 2024 عشرة مرشحين، تمكن راماسوامي من إحداث الفرق، بفضل برنامج متشدّد.
وهو يدعو إلى إرجاء سن الاقتراع إلى 25 عاما وتسريح 90% من موظفي الاحتياطي الفيدرالي ووزارة العدل. أما الحل الذي يقترحه لتنشيط النمو في الولايات المتحدة، فيقضي بـ"حرق الفحم دون أي تردّد".
غير أن الخبير السياسي كايل كونديك قال لوكالة "فرانس برس"، إنه "على غرار كل المرشحين الآخرين، الوسيلة الوحيدة ليحظى راماسوامي بفرصة هي أن ينهار ترامب".
وإن كان معظم المرشحين للانتخابات التمهيدية الجمهورية يتفادون انتقاد ترامب بصورة مباشرة خشية إثارة عداء قاعدته الانتخابية، فإن راماسوامي يمضي أبعد من ذلك.
وحضر المرشح أمام المحكمة خلال إحدى جلسات مثول ترامب لتوجيه التهمة إليه في قضايا مرفوعة ضدّه، ودعا جميع منافسيه للتعهد بالعفو عن ترامب في حال انتخابهم.
وهذا الموقف لفت انتباه الملياردير الجمهوري الذي قال عنه مؤخرا "إنه يتدبّر أمره جيدا"، في حين أنه معروف بتوجيهه انتقادات لاذعة إلى معارضيه ومنافسيه السياسيين.
"حلم أمريكي جديد"
ولد راماسوامي في ولاية أوهايو العمّالية عام 1985 لوالدين من الهندوس هاجرا من الهند.
انتسب إلى مدارس كاثوليكية وواصل دراساته العليا في جامعة هارفارد حيث استهوته موسيقى الراب ونصوصها الليبرتارية المنادية بالحريات الشخصية، وهو من محبي مغني الراب إمينيم.
وبعد متابعة دروس لفترة وجيزة في جامعة يال، أسس شركة "رويفانت" للتقنيات الحيوية وجمع ثروة شخصية قدّرتها مجلة فوربز بأكثر من 600 مليون دولار.
تخلى عن مقعده في مجلس إدارة الشركة في فبراير/شباط ليكرس وقته لحملته الانتخابية التي يؤمن بنفسه قسما كبيرا من تمويلها.
وقال "هذه ليست مجرد حملة انتخابية، إنها حركة ثقافية لبناء حلم أمريكي جديد للجيل المقبل".