حادث بروكلين الأمريكية.. هل يصيب العطب "التفاحة الكبيرة"؟
في ساعة الذروة في جادة سانسيت بارك في بروكلين بمدينة نيويورك أطلق مجهول الرصاص داخل عربة مترو ما أدى لإصابة 16 شخصا.
ورغم أن 10 من بين المصابين جرحوا برصاص المهاجم إلا أن سلطات الولاية أكدت في وقت لاحق أنه لا أحد بين المصابين في حالة خطرة.
ويعيد الحادث إلى الأذهان أزمنة كانت المدينة من بين أكثر المناطق خطرا في الولايات المتحدة الأمريكية في سبعينيات القرن الماضي حينما نشطت بها بحكم أهميتها عائلات الجريمة المنظمة.
ونيويورك هي مدينة أمريكية تقع في ولاية تحمل الاسم نفسه، وتعد الأكبر في البلاد من حيث عدد السكان، والمركز المالي الأهم في العالم.
وخلال عقود حكمت عائلات المافيا قبضتها على نيويورك قبل أن يتمكن العملاء الفيدراليون من الإيقاع بهم، واحتاجت المدينة سنوات للتعافي من السمعة التي اكتسبتها.
وخلال سنوات السبعينات حينما عانت المدينة من ضائقة اقتصادية وشاع فيها الخوف جراء حرب استعرت بين عائلات الجريمة المنظمة سعى تشارلز جيليت رئيس مكتب نيويورك للزوار والمؤتمرات ، إلى الترويج للمدينة باسم "التفاحة الكبيرة"، لاستعادة ألقها.
أصل التسمية
من غير المعروف على وجه الدقة لماذا حملت المدينة هذا اللقب من بين العديد من الألقاب التي أطلقت عليها، لكن البعض يذهب إلى أن اللقب ارتبط بالمدينة نظرا لشيوع بين السكان المحليين التفاح في شوارعها خلال فترة الكساد الكبير في أواخر عشرينيات القرن المنصرم.
ولكن على ما يبدو ارتبط الاسم أيضا بسباقات الخيول التي كانت تنظم في المدينة خلال العشرينيات، حيث يشار إلى مضامير سباق الخيول بـ"التفاحة الكبيرة".
وفي السبعينيات استخدم الصحفي الرياضي جون فيتز جيرالد، اللقب للإشارة إلى نيويورك، وربما تلقفه في الوقت نفسه تشارلز جيليت في محاولة لإعادة رونق المدينة الشهيرة.
واليوم الثلاثاء خفتت صورة التفاحة الحمراء الكبيرة تحت وطأة برك الدماء على الأرض وحالة الفوضى التي عمت محطة المترو في الشارع 36 بمنطقة سانسيت ومشاهد المصابين.
وقالت قائدة شرطة نيويورك كيشانت سيويل في مؤتمر صحافي عقد في بروكلين فوق محطة مترو الأنفاق حيث وقع حادث إطلاق النار، إنه "فيما كان القطار يدخل المحطة، وضع المشتبه به قناعا واقيا من الغاز. ثم فتح عبوة كانت في حقيبته وامتلأت عربة (المترو) بالدخان. وبعد ذلك بدأ إطلاق النار".
ووفقًا لشبكة NBC الأمريكية، رصد شخص يلقي جسما مجهولا قبل سماع دوي إطلاق النار في المحطة المكتظة.
وفق آخر حصيلة معلنة أصيب في الحادث 16 شخصا.
وقالت المسؤولة الكبيرة في هيئة الإطفاء في نيويورك لورا كافانا إن 10 من بين 16 جريحا وقعوا ضحية الحادث، أصيبوا بالرصاص.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو نشرها شهود برك دماء وأشخاصا ممددين على أرضية أحد قطارات الأنفاق، وكذلك على رصيف محطة.
ولاتتعامل السلطات حتى اللحظة مع الحادث بوصفه جريمة إرهابية فيما لم يعرف بعد هوية منفذه.
العطب يصيب التفاحة
وبعد عامين من الهدوء سجلت فيه المدينة رقما قياسيا في انخفاض مستوى العنف خلال عامي 2018 و2019، ارتفع بشكل ملحوظ حوادث إطلاق النار خلال العامين اللاحقين.
وحتى أوائل شهر أبريل/نيسان الجاري، سجلت مدينة نيويورك 296 حادثة إطلاق نار، في حين أن الفترة نفسها من العام الماضي، سجلت 260 حادثة مماثلة، بحسب بيانات رسمية صادرة عن الشرطة.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن حوادث إطلاق النار والعنف تزايدت بشكل ملحوظ في نيويورك حتى أنها أصبحت تشغل عمدة المدينة، إريك أدامز، الذي تولى منصبه في مطلع العام الجاري.
ويقول مراقبون إن زيادة مستوى العنف في نيويورك جاء عقب انتهاء الإغلاق الناجم عن وباء كورونا، وسط تحذيرات من أن المدينة قد أصبحت أكثر خطرا.
وفي مسعى لاحتواء الظاهرة قام العمدة وهو رجل شرطة سابق بنشر 7 وحدات من شرطة مكافحة عنف الأسلحة، إلى جانب إجراءات أخرى موازية من أجل تعزيز الأمن.
aXA6IDMuMTQ3LjcxLjE3NSA=
جزيرة ام اند امز