مملكة نيوزيلندا "المحجبة".. انتفاضة غير المسلمات بـ"غطاء الرأس" ضد الإرهاب
آلاف النيوزيلنديين يحتشدون للتعبير عن مناهضتهم للعنصرية وتكريما لـ50 مسلما قتلهم إرهابي أسترالي في هجوم على مسجدين بالبلاد.
بأغطية رأس وورود ولافتات إنسانية ورقصة، التحمت فئات الشعب النيوزيلندي خلف مسلمي هذا البلد، ليظهروا دعماً من نوع خاص لضحايا الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مسجدين بمدينة كرايست تشيرش.
ومنذ الإعلان الأول عن المجزرة الإرهابية، شهدت مدن نيوزيلندا، فعاليات متنوعة تصدت بقوة لنظرية تفوق العرق الأبيض، وما نتج عنها من إقدام إرهابي أسترالي على قتل 50 شهيداً مسلماً في مسجدين خلال صلاة الجمعة.
- رئيسة وزراء نيوزيلندا: الأمومة أثّرت على ردة فعلي بعد الهجوم الإرهابي
- برج خليفة يتزين بصورة رئيسة وزراء نيوزيلندا.. رسالة شكر وتسامح
واليوم الأحد، احتشد آلاف في مدن نيوزيلندا، للتعبير عن مناهضتهم للعنصرية وتكريما للضحايا، مع إعلان رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن إقامة مراسم إحياء ذكرى القتلى على مستوى البلاد.
نيوزيلنديات بغطاء الرأس
البداية كانت من رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، التي سارعت إلى أسر ضحايا الهجوم الإرهابي، لتقديم واجب العزاء، السبت 16 مارس/آذار الجاري، حيث ظهرت مرتدية الحجاب تقديرا لهم.
ومرت الأيام، لتظهر مئات النيوزيلنديات غير المسلمات، خلال مراسم تأبين لضحايا الجريمة، أمس السبت، مرتديات غطاء الرأس، بعضها مصنوع بأيدي مسلمين من كرايست تشيرش، لإظهار دعمهن للمسلمين كما فعلن في أحداث مشابهة الأسبوع الماضي.
ولم تكن صورة الشرطية النيوزيلندية ميشال إيفانز أقل انتشاراً على شاشات وصحف العالم من لقطات مواطناتها المحجبات؛ إذ حرصت "ميشال" على ارتداء الحجاب خلال تأديتها الخدمة بحراسة مقبرة في كرايست تشيرش.
وفي الصورة التي تم تداولها بشكل واسع، ظهرت الشرطية إيفانز معلقة وردة حمراء على سترتها المضادة للرصاص كنوع من التضامن الرمزي الذي قوبل بالامتنان في جميع أنحاء العالم.
3 دعوات للحجاب
وفي مراسم التأبين المسائية، السبت، سادت لغة الورود بين جميع المشاركين فيه، كرد فعل سريع متضامن مع أسر الضحايا والمصابين، وغالبيتهم إما مهاجرون وإما لاجئون، من دول منها باكستان والهند ومصر وتركيا والصومال والكويت وبنجلاديش.
وخلال صلاة الجمعة، بدت مشاهد تضامنية لم تعدها البلاد بداية من رفع الأذان لأول مرة عبر التلفزيون والإذاعة الوطنين، والوقوف دقيقة صمت، وارتداء النساء الحجاب.
ولعل أشهر الدعوات التي لاقت استجابة واسعة كانت لارتداء الحجاب، وعلى رأسها "الحجاب من أجل التضامن"، و"الحجاب من أجل الانسجام"، و"الحجاب يوم الجمعة".
مملكة آمنة بالمحيط الهادئ
بمرور السنوات، تشكلت ملامح مملكة نيوزيلندا من جزيرتين رئيسيتين مضاف إليهما حوالي 600 جزيرة صغيرة، حيث تقع جميعاً في جنوب غرب المحيط الهادئ، إذ تتمتع بنظام حكم ملكي دستوري.
وغالبية سكان نيوزيلندا من أصل أوروبي (74%)، بينما الماوري الأصليون هم أكبر أقلية بنسبة (15%)، ويشكل الآسيويون وشعوب جزر المحيط الهادئ أيضاً مجموعات أقلية كبيرة، فيما تتصدر اللغة الإنجليزية المشهد بـ 96%.
وإليزابيث الثانية هي ملكة نيوزيلندا وقائدة الدولة ويمثلها الحاكم العام، بينما يمارس السلطة السياسية التنفيذية مجلس الوزراء النيوزيلندي، والذي ترأسه حالياً جاسيندا أرديرن.