كوبر لـ"العين الإخبارية": صندوق التنوع البيولوجي سيدعم هذه الدول
أمين اتفاقية التنوع البيولوجي: نتطلع لحشد تمويل بـ2 مليار دولار
قال ديفيد كوبر، القائم بأعمال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن التنوع البيولوجي، إن صندوق التنوع البيولوجي سيدعم هذه الدول.
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن الصندوق يسعى إلى حشد تمويلات قيمتها مليارا دولار الفترة المقبلة لتقديم خدماته بشكل أفضل لشعوب السكان الأصليين والدول النامية أيضا.
وانتهت الجمعية السابعة لمرفق البيئة العالمية، بالإعلان عن إطلاق صندوق إطاري عالمي لتمويل التنوع البيولوجي في العالم، الذي يستهدف حشد 200 مليار دولار سنويا للحفاظ على البيئة بحلول عام 2030، وإلى نص الحوار..
تقوم العديد من الجهات بضخ تمويل للتنوع البيولوجي بالفعل، فما الجديد الذي سيقدمه الصندوق؟
تقوم العديد من الجهات بالفعل، ومن ضمنها مرفق البيئة العالمية بمنح تمويل لمشروعات التنوع البيولوجي، لكن الصندوق الجديد يمثل فرصة مهمّة لاستكمال هذا التمويل، وبما يساعد على تنفيذ إطار "كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي" الذي خرج عن مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي لعام 2022، من خلال عدّة نقاط جديدة، أولها محاولة تبسيط دورة التمويل، وتسهيل وصول البلدان إليه، وحشد المزيد من التمويل من خلال المؤسسات المالية الدولية.
العنصر الجديد أيضاً هو الاتفاق على دعم الصندوق لأنشطة الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية وفقًا لأولوياتهم الخاصة، وإشراكهم بشكل كامل لأنهم يعيشون في مناطق غنية بالتنوع البيولوجي ويحافظون عليها، كما يعطي الصندوق تخصيصاُ أعلى للدول الجزرية الصغيرة النامية، والدول الأقل نمواً.
ما رأيك في المساهمات التي قدمتها الدول لصندوق التنوع البيولوجي كبداية؟
قدّمت كندا مساهمة أولية في الصندوق قيمتها 200 مليون دولار كندي، كما قدمت المملكة المتحدة 10 ملايين دولار أمريكي كبداية، وهذه المساهمات الأولية تشير إلى بداية جيدة لمعالجة فقدان التنوع البيولوجي في جميع أنحاء العالم، إذ أنه من المهم أن نرى موارد كافية في الصندوق الجديد حتى نتمكن من البدء في تنفيذ مبادرات الحفاظ على البيئة، ودعم الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية.
أيضاً، ستسهل مساهمات الجهات المانحة لتشغيل المبكر للصندوق قبل مؤتمر التنوع البيولوجي (COP16) العام المقبل، وستظهر التزام البلدان بتنفيذ إطار التنوع البيولوجي، ونحن بحاجة إلى المزيد من المانحين لحشد 200 مليون دولار أمريكي لتنفيذ المرحلة الأولى من عمل الصندوق، وأعتقد أن البداية مبشرة وأننا بدأنا في السير على الطريق الصحيح.
في رأيك، ما أهم الخطوات التالية لإنجاح عمل الصندوق؟
أدعو الجهات المانحة إلى تكثيف جهودها حتى نعبر خط البداية بسرعة، وأنا أتفهّم أنه لضخ المزيد من التمويل فإنه يتعين على البلدان أن تمر بإجراءات كثيرة في تخطيط ميزانياتها، لذلك، أعتقد أنّه يمكن رؤية قدر أكبر من التمويل في العام المقبل 2024، وسيكون من الجيد أن نستطيع خلال هذا العام على سبيل المثال حشد مليار دولار، وأن نصل إلى تحقيق تمويل قدره 2 مليار دولار خلال السنوات المقبلة.
هل تعتقد أنّ تغيير السياسات الوطنية للبلدان ضروري لتحقيق أهداف التنوع البيولوجي؟
من الضروري تكثيف العمل داخل البلدان لتحديد أهداف التنوع البيولوجي فيها وربطها بالإطار العالمي، ثم ترجمة هذه الأهداف إلى التزامات وطنية تتم من خلال تعديل القوانين والسياسات طويلة المدى. على سبيل المثال، أشارت كندا إلى أنها ستتحرك لتقديم قانون المساءلة عن الطبيعة، والذي من شأنه أن يدعّم خططها في الحفاظ على التنوع البيولوجي.
أيضاً، هناك آليات تم الاتفاق عليها في الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر التنوع البيولوجي، لمراجعة كل دولة لأهدافها والتزاماتها، ولمعرفة إذا كانت هناك حاجة لتصحيح المسار.
ورأينا العديد من البلدان تتخذ إجراءات لتحديث الاستراتيجيات وخطط العمل الوطنية للتنوع البيولوجي، على سبيل المثال، أصدرت اليابان استراتيجيتها المحدثة للتنوع البيولوجي منذ بضعة أشهر، و نتوقع أن تفعل فرنسا ذلك في وقت لاحق من العام، ونأمل أن نرى المزيد من الدول تفعل ذلك قبل الدورة السادسة من مؤتمر الأطراف والتي ستنعقد العام المقبل.
ما رأيك في تجربة البرازيل في إبطاء معدل إزالة الغابات؟
ظهرت جهود واضحة لدولة البرازيل في تقليل معدّل إزالة الغابات في منطقة الأمازون، وسوف يقومون بتوسعة البرنامج قريبا ليشمل مناطق أخرى، ونجحت الدولة بسياسة حكومية واضحة تحت ولاية الرئيس لولا دا سيلفا، في تقليل معدل إزالة الغابات في منطقة الأمازون بنسبة 80 %.
هذا يعني أن وضع السياسات يجعل التجربة تنجح، وهذا ينبغي أن يمنحنا الأمل في أن العالم يمكن أن يحقق نتائج جيّدة بالعمل.
هل الحصول على تمويل لحماية التنوع البيولوجي هو المهمّة الوحيدة للصندوق؟
الوصول إلى تمويل مخصّص للتنوع البيولوجي أمر مهم، ولكن يجب أيضاً أن نناقش بشكل تفصيلي كيفية توزيعه، وهل سيتم ذلك بناء على الحاجة أم الطلب، وكيف يمكن تطبيق المقترحات بالشكل الأمثل، وكل هذا لا يزال يتم مناقشته، لكن المهمّة الأساسية للصندوق هي اختصار الوقت وتبسيط عملية وصول الدول إلى التمويل.
كيف سيتكامل عمل صندوق التنوع البيولوجي الجديد مع صندوق المناخ الأخضر؟
أعتقد أن الصندوقين سيعملان بشكل متكامل، إذ أن الكثير من التمويل المناخي يمكن أن يدعم التنوع البيولوجي، والعكس صحيح.
وبشكل أساسي، يتعين علينا معالجة تغير المناخ إذا أردنا عكس اتجاه فقدان التنوع البيولوجي، وإذا لم نحافظ على درجة حرارة قريبة من 1.5 درجة، فلن نتمكن من تحقيق أهداف وغايات إطار التنوع البيولوجي، كما يعد تغير المناخ سببا مهماً في لفقدان التنوع البيولوجي.
في المقابل، فإن الاستثمار في النظم البيئية والتنوع البيولوجي مهم لتحقيق التخفيف لأنها تساعد على امتصاص الكربون، كما أنها مهمّة لمساعدة المجتمعات على التكيف، خاصة مع زيادة مطالبات الدول النامية بزيادة تمويل التكيف لتصبح قادرة على التصدي لآثار تغير المناخ.
aXA6IDE4LjE5MC4xNzYuMTc2IA== جزيرة ام اند امز