ابنة معتقلة بريطانية بإيران.. خوف وعزلة وتكره "وداع"
جابلاييلا تعيش في خوف دائم منذ دخول والدتها السجن وكلمة الوداع بالنسبة لها تعني ضربا من المعاناة
قالت صحيفة التايمز، الأحد، إن الطفلة جابرييلا، ابنة البريطانية المعتقلة في إيران نازانين زخاري راتكليف، تعيش حياة عصيبة وسط خوف وعزلة بعد سجن والدتها، كما تكره النطق بكلمة "وداع".
وانتقلت الطفلة جابرييلا (5 سنوات) بعد اليأس من الإفراج عن والدتها للعيش مع والدها في لندن، بعد أكثر من 3 سنوات عاشتها مع جدها وجدتها لأمها.
ونقلت التايمز عن والدها ريتشارد راتكليف قوله إنها "تعيش في خوف دائم وعزلة منذ دخول والدتها السجن، كما تكره كلمة الوداع وتعيش ضربا من المعاناة".
كما كشف ريتشارد، أثناء حديثه عن حياة ابنته، تفاصيل مفجعة عن التأثير النفسي لسجن زوجته على ابنتيهما.
وكان أكثر من 2.5 مليون شخص وقعوا على عريضة تطالب السلطات الإيرانية بإطلاق سراح نازانين دون جدوى.
وقال ريتشارد: "لم تدخل المدرسة، تتعلم اللغة الإنجليزية ثانية، لأن معظم محادثاتها أثناء عيشها مع أجدادها في طهران بالفارسية".
وأضاف: "الذهاب إلى سجن إيفين سيئ السمعة في إيران لزيارة والدتها كان في بعض الأحيان يصيبها بألم في معدتها.. كانت تظل في غرفة الزيارة، وتعود مرارا وتكرارا لتقبيل والدتها.. حتى الآن لا تزال تكره كلمة الوداع".
وقال ريتشارد راتكليف إن ابنته كانت تقول: "أمي، السجن مكان سيئ، لأنه يبعدك عني".
وقامت الطفلة جابرييلا برفقة جدتها، التي تسميها مانامي، بزيارات منتظمة إلى والدتها التي تقضي عقوبة بالسجن لمدة خمس سنوات بمزاعم التجسس.
وأردف راتكليف: "عندما اعتقلت نازانين للمرة الأولى، لم يُسمح لها بالزيارة.. لم تذق جابرييلا طعم النوم في تلك الأسابيع الأولى، حيث تفزع من نومها لتصرخ باسم والدتها كل ليلة، وتطور الأمر إلى حمى، فتخرج إلى باب المنزل يوميا للبحث عن أمها".
يقول ريتشارد راتكليف: "أصبحت الزيارات جزيرة للالتقاء مع جابرييلا للارتماء في حضن نازانين، حيث تشاركتا القصص والألعاب.. لقد كانت شغوفة بالقيام بالأشياء - ركزت على صنع حيوانات الأوريغامي، أو سماع حكايات من الدمى والحدائق".
في عيد ميلاد جابرييلا في يونيو/حزيران، قبل أسابيع قليلة من عودتها إلى لندن، طلبت والدتها إقامة احتفال لها في السجن.
وأضاف الأب: "زينت النساء في سجن إيفين غرفة الزيارة بالأقمشة والألعاب.. أعطتها إحدى السجينات دفترا سحريا وقلما ورديا، فرسمت صورة لأمها وأبيها وصورتها بجانب شمس كبيرة، وكتبت كلمة (حب)".
وحكم القضاء الإيراني في 10 سبتمبر/أيلول 2016 على البريطانية من أصل إيراني "نازانين" بالسجن لمدة 5 سنوات بتهمة التجسس، إلا أنها تنفي ذلك بشدة.
وموظفة الإغاثة البريطانية من أصول إيرانية معتقلة لدى طهران منذ 3 أعوام، حيث حاولت مليشيا الحرس الثوري تجنيدها بغية استخدامها للتجسس ضد لندن مقابل إطلاق سراحها بعد تدهور أوضاعها الصحية.
واستدعت وزارة الخارجية البريطانية السفير الإيراني لدى لندن حميد بعيدي نجاد، 14 يناير/كانون الثاني الماضي، لمطالبته بمنح نازانين زاغاري رعاية طبية فورية بعد ظهور ورم بصدرها مؤخرا، فضلا عن تشنجات عصبية، لكن دون جدوى.
وتواجه الحكومة البريطانية ضغوطا متزايدة بشأن مواطنتها نازانين زاغاري راتكليف، التي تعتقلها السلطات الإيرانية، بعد إفراج طهران عن مدونين أستراليين كانا محتجزين لديها بتهم تجسس، والسماح لهما بالعودة إلى بلدهما.
aXA6IDE4LjIyNS4xNDkuMTU4IA== جزيرة ام اند امز