كارلوس غصن يفر إلى لبنان.. وغموض حول محاكمته
مصدران رسمي وأمني لبنانيان أكدا وصول الرئيس السابق لتحالف رينو-نيسان كارلوس غصن إلى بيروت من دون أن يتضح كيف غادر اليابان
قال كارلوس غصن، المدير المطاح به لتحالف رينو-نيسان لصناعة السيارات والذي كان ينتظر المحاكمة في اليابان، الثلاثاء إنه في لبنان.
أضاف في بيان نقلته وكالة رويترز "لم أفر من العدالة... لقد فررت من الظلم والاضطهاد السياسي".
وتابع أنه "لم يعد رهينة لنظام قضائي ياباني مزور حيث يتم افتراض الذنب". وقال إن بإمكانه "أخيرا التواصل بحرية مع وسائل الإعلام"
وقالت صحيفة ليزيكو الفرنسية إن المدير السابق لتحالف رينو ونيسان لصناعة السيارات، وصل إلى لبنان دون أن توضح مصير محاكمته أو مصدر الخبر.
وأفادت الصحيفة بأن كارلوس غصن، الذي كان ينتظر المحاكمة في اليابان، قد غادر متجها إلى لبنان مساء الإثنين.
ونقلت الصحيفة عن مصدر لها لم تسمه، وعن تقرير لصحيفة لوريون لوجور اللبنانية، هذا الخبر.. ولم يرد أي تأكيد من مصادر رسمية حتى الآن.
ومن غير الواضح كيف تسنى لغصن، الذي يحمل الجنسيتين الفرنسية واللبنانية، مغادرة اليابان، حيث كان يخضع لقيود صارمة على تنقلاته، مفروضة بأوامر قضائية.
ومن جانبها، أكدت وكالة الأنباء الفرنسية، وفق ما قاله مصدران رسمي وأمني لبنانيان لها وصول الرئيس السابق لتحالف رينو-نيسان كارلوس غصن، اللبناني الأصل، إلى بيروت، من دون أن يتضح كيف غادر اليابان حيث يخضع لإقامة جبرية بعد اتهامه بمخالفات مالية.
وقال مصدر أمني لبناني: "غصن وصل الأحد إلى مطار بيروت". وأكد مصدر رسمي آخر وصوله العاصمة اللبنانية، مشيرا إلى أنه "لم يتضح كيف غادر اليابان".
وكانت صحيفة الجمهورية اللبنانية أشارت في وقت سابق إلى أن غصن "دخل إلى مطار بيروت، ولم يعرف ما إذا كان قد غادر اليابان بإذن قضائي أم لا".
كان غصن قد أُلقي القبض عليه بعد فترة وجيزة من هبوط طائرته الخاصة في مطار بطوكيو في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2018.
وقضى نجم عالم صناعة السيارات، البالغ من العمر 65 عاما، 130 يوما في السجن بعدما أوقف في مطار طوكيو قبل أكثر من عام. وأفرج عنه لاحقا بكفالة قبيل محاكمة يرجّح أن تجرى الربيع المقبل.
ويواجه غصن أربع تهم -ينفيها جميعا- تشمل إخفاء الدخل والتكسب من مدفوعات لموزعين في الشرق الأوسط.
محامي غصن
وأعرب محامي كارلوس غصن عن "ذهوله" لنبأ وجود موكله في لبنان.
وقال جونيشيرو هيروناكا للصحفيين ، إنه لم يجر أي اتصال معه منذ رحيله إلى لبنان في ظروف لا تزال غامضة.
وأضاف "أنها مفاجأة تامة. إنني مذهول"، مؤكدا أنه لم يتلق اتصالا من غصن وعلم "من التلفزيون" أن الرئيس السابق لتحالف رينو-نيسان خرج من اليابان حيث كان ينتظر محاكمته بأربع تهم تتعلق بمخالفات مالية.
وأقالت نيسان غصن، قائلة إن تحقيقاتها الداخلية كشفت عن مخالفات، من بينها إخفاء حقيقة راتبه عندما كان مديرها التنفيذي، وتحويل خمسة ملايين دولار من أموال الشركة إلى حساب مرتبط به.
وطلب محامو غصن من المحكمة إسقاط جميع التهم الموجهة له.
وهم يتهمون ممثلي الادعاء بالتواطؤ مع مسؤولين حكوميين وتنفيذيين في نيسان؛ للإطاحة به من أجل منع أي استحواذ على الشركة من الشريك الفرنسي في التحالف رينو، التي كان غصن يرأس مجلس إدارتها أيضا.
وعقب إلقاء القبض عليه، أمضى غصن فترة طويلة قيد الاحتجاز، غير أنه أُفرج عنه حديثا، لكن تحت قيود مشددة تستلزم بقاءه في اليابان.
وأعلنت عائلة كارلوس غصن الرئيس السابق لمجموعة نيسان، الشهر الماضي، أنه سيُسمح له بالتحدّث لزوجته لأول مرّة منذ 8 أشهر، بعدما رفعت محكمة في طوكيو حظراً كانت تفرضه على الاتصال بينهما.
وينتظر غصن الذي تم الإفراج عنه بكفالة في طوكيو محاكمته في 4 تهم تتعلق بمخالفات مالية يشتبه بأنه ارتكبها عندما كان رئيسا لشركة السيارات اليابانية العملاقة التي أنقذها من الإفلاس.
كانت محكمة طوكيو منعت غصن من الاتصال بزوجته كارول رغم الالتماسات العديدة التي قدمها فريق الدفاع عنه في هذا الصدد، حيث وصف الإجراء بـ"القاسي" وبأنه بمثابة "عقاب".