نيويورك تايمز: إغراءات أسعار النفط التحدي الرئيسي لاتفاق أوبك
الاتفاق سيدفع أسعار النفط للارتفاع على المدى القريب ولكن يبقى السؤال إلى أي مدى سيصمد المنتجين أمام إغراءات الأسعار الجديدة؟
نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن محللين لسوق النفط أن اتفاقيتي خفض إنتاج الدول الأعضاء بمنظمة أوبك والدول غير الأعضاء ستعزز من ارتفاع سعر النفط على الأجل القصير، ولكن التحدي الحقيقي يكمن في إغراءات زيادة الإنتاج على المدى الطويل.
وأشار المحللون إلى أنه على الرغم من أن حجم الخفض يبلغ 2% من حجم الإنتاج العالمي للنفط، إلا إنه يحظى باهتمام بالغ من تجار النفط لكون الاتفاقيتين تتعلقان بالسعودية وروسيا أكبر دولتين لإنتاج وتصدير النفط.
وقد توصلت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" مع الدول غير الأعضاء يوم السبت لخفض الإنتاج بواقع 558 ألف برميل يومياً اعتباراً من يناير/ كانون الثاني 2017.
ويأتي هذه الاتفاق بعد أيام من اتفاق الدول الأعضاء بأوبك على خفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يومياً.
من جانبه، أكد روبرت مك نالي رئيس مجموعة Rapidan للبحوث أن اتفاقيتي خفض إنتاج الدول الأعضاء بأوبك والدول غير الأعضاء تشبه بعض الاتفاقيات التي شهدها تاريخ صناعة النفط عند انخفاض أسعار البترول، مشيراً إلى أن هذه الاتفاقيات تتمتع بنجاح على المدى القصير نظراً لتأثيرها النفسي على المتعاملين بالسوق.
واعتبر رئيس مجموعة Rapidan التي تقع مقراها بواشنطن، أن التحدي الرئيسي لاتفاقيتي خفض الإنتاج هو مدى قدرتها على الصمود على الآجل الطويل، نظراً لاحتمالية استسلام بعض الدول المشاركة في الاتفاقيتين لإغراءات زيادة الإنتاج بعد زيادة سعر النفط.
من جانبه، قال بوهشان باهير، محلل لشئون منظمة أوبك بمؤسسة الأبحاث IHS Markit، إن اللافت للنظر إن اتفاقين تخفيض إنتاج أعضاء أوبك والدول غير الأعضاء جاء بعد عدة شهور شهدت زيادة في إنتاج النفط.
وأوضح أنه يصعُب مراقبة حجم الإنتاج الذي سيضخه منتجين النفط في السوق، فضلاً عن أن دولاً مثل روسيا نادراً ما تظهر خفض الإنتاج أو التعاون مع الآخرين في هذا الصدد، لذا سيصبح دور روسيا مؤثراً في تحديد واقعية اتفاقيتي خفض الإنتاج.
وأشار إلى إنه في حالة تنفيذ التخفيضات سيتراجع حجم المعروض في سوق النفط العالمية في حدود 2% فقط، ورغم أن هذه النسبة ليست كبيرة، ولكن سينظر إليها باهتمام كبير من قبل تجار النفط لأن الاتفاقيتين تخصان السعودية وروسيا أكبر دولتين لتصدير النفط في العالم.
واختتمت نيويورك التايمز التقرير بأن اتفاقيتي خفض الإنتاج تعكس قلق كبار الدول المنتجة من مخاوف تراجع السعر خاصة بعد أن انخفض دون 30 دولار للبرميل في الشتاء الماضي، وهو ما كان سبباً كافياً لانخراط كبار منتجي النفط لاتخاذ تدبير ضبط الإنتاج بغرض التأثير على الأسواق.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC4xNzIg جزيرة ام اند امز