على حافة الجحيم.. 5 صراعات محتملة في المستقبل

تبدو احتمالات اندلاع حروب جديدة حول العالم أكبر مما نتصور، مع تصاعد التوترات الدولية وتقدم التكنولوجيا العسكرية.
وشهد العام الجاري تحول نزاعات إقليمية إلى حروب مشتعلة من المناوشات الصاروخية الخاطفة بين الهند وباكستان في مايو/أيار الماضي، إلى حرب الـ12 يوما بين إيران وإسرائيل، والتي لا تزال نتائجها مفتوحة حتى الآن.
ومع اقتراب الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، يحذّر خبراء الاستخبارات الأمريكية وعدد من المتخصصين الجيوسياسيين من 5 بؤر توتر رئيسية قد تشهد انفجار حروب كبرى في السنوات المقبلة، سيكون لها تداعيات عسكرية واقتصادية وسياسية عميقة على الولايات المتحدة والعالم، وفقا لما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
1- الهند وباكستان
ترجع خلفية التوترات بين البلدين إلى نزاع تاريخي ممتد منذ تقسيم شبه القارة عام 1947، ويتمحور حاليا حول إقليم كشمير.
ويثير الصراع بين الهند وباكستان مخاوف واسعة حول العالم باعتباره نزاعا عالي المخاطر حيث يمتلك البلدان معًا ما يقارب 350 رأسًا نوويًا.
وتنذر أي مواجهة بين نيودلهي وإسلام أباد باحتمال أن تتحول سريعًا إلى حرب نووية كارثية، وهو ما قد يهدد ملايين البشر ويؤثر على مناخ وغذاء العالم.
ورغم خطورتها فإن احتمالات الحرب بين الهند وباكستان تتزايد في ظل هشاشة أنظمة السيطرة النووية والضغط السياسي الداخلي في كلا البلدين.
ومع ذلك فقد تحد الأولويات الداخلية لكل دولة من احتمالات تفجر الأوضاع في ظل استعداد الهند لمواجهة الصين، وأزمات الأمن والاقتصاد التي تضغط على باكستان.
2- الصين وتايوان
ترجع خلفية هذه الحرب المحتملة إلى الصين التي تعتبر تايوان جزءا من أراضيها، في حين يميل سكان الجزيرة للانفصال، وفق "بوليتيكو".
وفي حال اندلاع الحرب فستشكل اختبارا مباشرا لدور الولايات المتحدة كقوة عظمى في القرن الـ21، حيث أن سقوط تايوان بيد الصين سيعيد رسم تحالفات آسيا ويدفع دولًا مثل اليابان وكوريا الجنوبية للتفكير بامتلاك السلاح النووي، على حد قول المصدر ذاته.
3- روسيا ودول البلطيق
تعد إستونيا ولاتفيا وليتوانيا دولا أوروبية صغيرة لكنها أعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وبالتالي فإن أي هجوم روسي سيعني اختبار المادة الخامسة من معاهدة الحلف.
وستكون مثل هذه الحرب بمثابة تهديد مباشر لأمن أوروبا، كما أنها تثير المخاوف من احتمال مواجهة نووية في حال تصاعد النزاع.
ووفقا لـ"بوليتيكو"، فإن رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إعادة أمجاد الاتحاد السوفياتي وإضعاف النظام الغربي، قد تزيد من احتمالية نشوب هذه الحرب.
إلا أن استنزاف روسيا الكبير في حرب أوكرانيا وخسائرها في الجنود والمعدات قد تحول دون انخراط موسكو في حرب جديدة مع دول البلطيق.
4- الهند والصين: الحدود الأكثر توترا
تخوض الهند والصين نزاعا حدوديا طويل الأمد منذ الحقبة الاستعمارية، وأدى هذا النزاع إلى اندلاع حرب عام 1962 بالإضافة إلى مناوشات متقطعة كان آخرها في عام 2020.
وفي حال اندلاع هذه الحرب فستكون مواجهة بين أكبر دولتين في العالم من حيث عدد السكان. كما أنها ستؤثر على آسيا بأكملها، وقد تربك التحالفات الإقليمية.
وفي ظل غياب قنوات التواصل لتخفيف التصعيد، والاحتكاكات الدائمة على خط السيطرة، فإن الحرب بين الهند والصين تبدو أكثر ترجيحا.
لكن إدراك الطرفين للأضرار الخطيرة للحرب على الاقتصاد فضلا عن الضغوط الدولية الهائلة المترتبة عليها سيجبر كلا من الهند والصين على التفكير مليا قبل اتخاذ قرار الحرب.
5- شبه الجزيرة الكورية
اندلعت الحرب الكورية في الفترة ما بين عامي 1950 و1953 ورغم انتهاء المواجهات إلا أن الحرب لم تُحسم باتفاق سلام رسمي، ولا تزال المنطقة من الأكثر عسكرة حول العالم.
ويثير وجود 30 ألف جندي أمريكي في كوريا الجنوبية فضلا عن القدرات النووية المتنامية لجارتها الشمالية المخاوف من تجدد الاشتباكات بين الجانبين.
وتتزايد احتمالات اندلاع الحرب في ظل هشاشة نظام كوريا الشمالية واعتماد زعيمها كيم جونغ أون على السلاح النووي كورقة بقاء.
لكن ضعف ثقة بيونغ يانغ بقدراتها النووية الفعلية، ورغبة كيم في تجنب حرب قد تهدد حكمه من الأمور التي قد تسهم في منع اندلاع معركة مع سول.