NGAD.. مقاتلة الجيل السادس الأمريكية بين الهيمنة والاستنزاف المالي
بينما تتسابق القوى العظمى نحو مقاتلات الجيل السادس، تواجه الولايات المتحدة معضلة استراتيجية ومالية مع برنامج NGAD، الذي بات أشبه بثقب أسود يبتلع المليارات دون ضمان تفوق حاسم.
فهل يستحق تطوير مقاتلة جديدة كل هذا الاستنزاف، في ظل امتلاك إف-22 رابتور، التي لا تزال الأقوى عالمياً؟ أم أن واشنطن عالقة في سباق تقني مكلف تحركه السياسة أكثر من الضرورة العسكرية؟
فكهدية غير مرغوب فيها، في يوم عيد الميلاد، كشفت الصين عن طائرتها الحربية من الجيل السادس.
حلقت الطائرة الحربية الصينية من الجيل السادس حول العالم والتقطت بعض الصور الجميلة، وسط سخرية من أنصار الصين من الأمريكيين بسبب بطئهم الكبير، رغم أن الولايات المتحدة اختبرت بالفعل مقاتلتها للجيل السادس قبل عدة سنوات.
ونقطة الخلاف الحقيقية بين الأمريكيين: لماذا من الضروري لأي جيش تطوير طائرة من الجيل السادس؟ وخاصة عندما يمتلك الأمريكيون طائرة "إف-22 إيه رابتور"، التي تعد أقوى طائرة حربية على كوكب الأرض حاليا ومن المرجح أن تظل كذلك لعدة سنوات قادمة؟
إن طائرة الجيل السادس الأمريكية المقترحة " NGAD" أفضل قليلاً من طائرة الجيل الخامس، كما أن التجهيزات التكنولوجية التي قد تجعلها فريدة من نوعها يمكن تطبيقها على مقاتلات الجيل الخامس؛ فمثلا يمكن بسهولة إضافة طائرات مسيرة من طراز "Loyal Wingman"، إلى طائرة إف-22 لتوفير الدعم الجوي والمراقبة الإضافية، كما يمكن -أيضًا- إضافة قدرات الذكاء الاصطناعي.
ويبدو أن الأخبار الواردة من بكين كان لها تأثيرها المقصود، حيث تضاعف وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) التزامها بالطائرة التجريبية من الجيل السادس "NGAD " التي تعد باهظة الثمن.
وبالتاعون مع شركة رايثلون العسكرية، تعمل القوات الجوية على توسيع عملها على الدفع التكيفي لـ" NGAD " وهو ما تبلغ تكلفته 3.5 مليار دولار (ارتفاعًا من التقدير الأصلي للتكلفة البالغ 975 مليون دولار).
وفي حين تعد قصة برنامج "NGAD" حزينة ومأساوية، لم تدخل هذه الطائرة مرحلة الإنتاج الكامل بعد، وقد مرت بالفعل بزيادات هائلة في التكاليف لدرجة أن القوات الجوية الأمريكية يمكنها بسهولة إعادة تشغيل خط إنتاج مقاتلة إف-22 الذي تم إلغاؤه قبل الأوان بتكلفة أقل كثيراً من تكلفة بدء إنتاج الجيل السادس من المقاتلات.