نيكولا نورمان لـ"العين الإخبارية": سلطان الجابر يحظى بإعجاب كبير
وهذا ما تحتاجه أفريقيا مناخيًا
قال الدبلوماسي الفرنسي البارز نيكولا نورمان، إن الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، شخصية تحظى بإعجاب كبير من جميع الخبراء في مجال المناخ، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن "أفريقيا تلعب دورا مهما في الحماية من تغير المناخ
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، تناول نورمان، الذي عمل سفيرا لفرنسا في العديد من الدول الأفريقية، مدى استجابة أفريقيا لملف تغير المناخ، والتعويل على تولي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات، رئاسة مؤتمر (COP28)، وما تحتاجه أفريقيا مناخيا.
وقال نيكولا نورمان، إن الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات، "شخصية إماراتية تحظى بإعجاب كبير"، متابعا "الدكتور سلطان بن أحمد الجابر شخص ذكي للغاية بحسب ما حدثني به جميع الخبراء. لذلك يجب عليه أيضا أن يسلط الضوء على مسألة الحفاظ على الغابات، وهناك أكبر حوضين للغابات في العالم هما الأمازون والكونغو".
وفي 12 يناير/كانون الثاني الماضي، وبتوجيه من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، أصدر الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة قرارا بتكليف الدكتور سلطان بن أحمد الجابر المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي رئيساً معيَّناً للدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP28”.
نورمان الذي شغل عددا كبيرا من المناصب الدبلوماسية الرفيعة، قال في حوار خاص مع "العين الإخبارية"، إن "أفريقيا تلعب دورًا مهمًا في الحماية من تغير المناخ.. ويتعلق الأمر بشكل أساسي، بالحفاظ على غابات حوض الكونغو".
وتابع نورمان أيضا: "فيما يتعلق بأفريقيا، هناك عنصران مهمان هما: الحفاظ على الغابات ولا سيما في حوض الكونغو وتقديم المساعدة في هذا الأمر دون إهماله، وأيضا معالجة مسألة الانفجار الديموغرافي".
وفي نقطة الحفاظ على الغابات، لفت الدبلوماسي السابق إلى قمة "الغابة الواحدة" في ليبرفيل (الغابون) قبل أيام قليلة، والتي حضرها حضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، موضحاً أن "ذلك (أي القمة) مهم للغاية للحفاظ على الغابات المهددة بشدة".
وهدفت قمة "الغابة الواحدة" بالأساس إلى حماية أحواض الغابات الاستوائية، مع التركيز على حماية أحواض الكونغو التي تعد ثاني كتلة للغابات في العالم والرئة الثانية للعالم، إذ تمتد على مساحة 220 مليون هكتار موزعة على دول عدة من بينها الغابون وجمهورية الكونغو الديموقراطية والكونغو.
الدبلوماسي الفرنسي السابق انتقل لنقطة أخرى مرتبطة بمسألة الغابات، وقال: "من الواضح أن الانفجار السكاني الذي يحدث في هذه المنطقة يمثل تهديدا كبيرا لغابات حوض الكونغو. لذلك، هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات للحفاظ على هذه الغابات".
الدبلوماسي الفرنسي السابق، قال أيضا: "تٌمتص الكثير من غازات الاحتباس الحراري عبر هذه الغابات، لذلك فإن الحفاظ عليها إجراء وقائي وعلاجي"، مضيفا "بالنسبة لأفريقيا، من الضروري قبل كل شيء الحفاظ على الغابات، لهذا، تحتاج أفريقيا إلى بعض المساعدة من الدول الغربية".
وتقدم نورمان بمقترح، قائلا: "علينا التعامل مع المشكلة الديموغرافية في أفريقيا خاصة جنوب الصحراء، حيث يوجد حاليا 120 مليون نسمة، وفي عام 2100 من المتوقع أن يصل العدد إلى 5 مليارات نسمة".
وتابع أن "17% من سكان العالم حالياً يعيشون في أفريقيا"، محذراً من أنه بحلول نهاية القرن، "سيكون 40% من سكان العالم في أفريقيا".
ومضى موضحا "القضية السكانية ستؤثر سلباً على المناخ، من ناحية، ولكن قبل كل شيء، سوف تؤدي إلى تفاقم قضية تغير المناخ".
نورمان قال إن "5 مليارات نسمة سوف يدمرون الغابات، الأمر الذي بدوره سيؤدي إلى تدمير البيئة، وسيخلق كوارث إنسانية، وربما مشاكل أمنية أيضا وسيظل يساهم في التدهور العام".
أما عن مشاكل المرأة الأفريقية، فأشار الدبلوماسي الفرنسي السابق إلى أن "أفضل طريقة للتعامل مع قضية الانفجار السكاني هو الاهتمام بتعليم الفتيات، لأن العديد من الفتيات يتركن المدرسة في وقت مبكر جدًا، في نهاية المرحلة الابتدائية، وبالتالي يتزوجن في سن صغيرة جدًا".
وقال: "إذا قمنا بتحسين وضع المرأة في أفريقيا، فسوف يقلل خطر الانفجار السكاني بمعدل معقول، ما سيكون مواتيا للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، إذ ستتمتع الشابات بوضع اجتماعي أفضل وسيشاركن أيضًا في التنمية الاقتصادية".
وتابع: "بذلك، سنحد من الفقر.. الفقر في أفريقيا سبب من أسباب تدمير البيئة ومن المهم معالجته"، مؤكدا أن العامل الرئيسي الذي يفسر تراجع التنمية في أفريقيا هو التعليم".
وختم نورمان حديثه قائلا: "من خلال الالتزام بحماية الغابات، وتطوير التعليم، يمكننا كبح تغير المناخ في أفريقيا".
aXA6IDE4LjIyNi4yNDguODgg جزيرة ام اند امز