"انقلاب" النيجر.. واشنطن تلوح بسلاح المساعدات وطلب من مجلس الأمن
في بلد عانى من انعدام استقرار سياسي مزمن منذ أن نال استقلاله عن فرنسا في عام 1960، بات "الانقلاب" الذي أطيح على أثره بالرئيس المنتخب، حديث العالم.
فبينما أدانت دول عدة "الانقلاب" داعية إلى الإفراج عن أول رئيس من أصل عربي يرأس البلد الأفريقي، صعّدت الولايات المتحدة الأمريكية من لهجتها، محذرة من قطع المساعدات العسكرية عن النيجر التي تعاني من نشاط إرهابي.
واقتربت العمليات القتالية للتصدي لإرهابيين تابعين لتنظيمي القاعدة و"داعش" من العاصمة نيامي، وأصبحت على بعد نحو 100 كيلومتر منها.
وفي محاولة من الولايات المتحدة؛ لإجهاض الانقلاب، أعلنت الجمعة أن الإطاحة بالرئيس المنتخب للنيجر محمد بازوم تُعرّض للخطر المساعدات العسكرية الأمريكية لهذه الدولة الفقيرة ذات الموقع الاستراتيجي.
وظهر الجنرال عبد الرحمن تشياني قائد الحرس الرئاسي في النيجر الذي يقف وراء الانقلاب، على التلفزيون الرسمي الجمعة باعتباره الرجل القوي الجديد في البلاد. واعتقل بازوم رغم احتجاجات الحكومات الأفريقية والأوروبية والأمريكية.
تحذير أمريكي
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي للصحفيين: "نذكر أولئك الذين يحاولون الاستيلاء على السلطة بالقوة بأن الإطاحة بالرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد بازوم، ستعرّض تعاون الولايات المتحدة الكبير مع حكومة النيجر للخطر".
وأضاف متحدث مجلس الأمن القومي، أن "الاستيلاء العسكري قد يدفع الولايات المتحدة لوقف التعاون الأمني وسواه مع حكومة النيجر"، محذرًا من أن الانقلاب "من شأنه أن يقوي المنظمات المتطرفة العنيفة ويقوض الاستقرار" و"يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن والعنف في المنطقة".
لكن كيربي أكد أن واشنطن ما زالت تأمل في التوصل إلى حل، قائلا: "نعتقد أنه لا يزال هناك مجال للدبلوماسية هنا، وأن هذه الدبلوماسية تتم متابعتها بنشاط ليس من الولايات المتحدة فحسب، لكن أيضا من جانب حلفائنا وشركائنا الأفارقة أيضا".
وتواصلت الولايات المتحدة مع بازوم ومسؤولي الدفاع في النيجر، لكن كيربي لفت إلى أنه لا يعلم عن "أي محادثات محددة" مع زعيم الانقلاب، قائلا: "إلى جانب الشركاء الدوليين الآخرين، نراقب هذا الوضع من كثب لتحديد خطواتنا التالية بشكل جماعي".
وأضاف المسؤول الأمريكي، أن قرابة ألف جندي أمريكي في النيجر سيبقون في أماكنهم حاليا، متوجهًا إلى شعب النيجر بالقول: "من المهم أن تعرفوا أن الولايات المتحدة وهذه الإدارة تقف إلى جانبكم".
استعادة النظام
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية أمس الجمعة إن الوزير أنتوني بلينكن أبلغ رئيس النيجر المخلوع محمد بازوم خلال اتصال هاتفي بأن الولايات المتحدة ستعمل على ضمان استعادة النظام الدستوري بالكامل في أعقاب انقلاب عسكري هناك.
وأضافت الوزارة أن بلينكن تحدث هاتفيا أيضا مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا وبحث معها الجهود المبذولة لاستعادة النظام الدستوري في النيجر.
طلب من مجلس الأمن
في السياق نفسه، أدان مجلس الأمن بالأمم المتحدة الجمعة بشدة "المساعي الرامية لتغيير السلطة الشرعية للنيجر على نحو غير دستوري"، داعيا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن رئيس النيجر محمد بازوم.
وشدد المجلس المؤلف من 15 عضوا في بيان تم الاتفاق عليه بالإجماع على ضرورة حماية بازوم وأسرته وأعضاء حكومته، مضيفًا أن "أعضاء مجلس الأمن عبروا عن قلقهم إزاء التأثير السلبي للتغييرات غير الدستورية للحكم في المنطقة وزيادة الأنشطة الإرهابية والوضع الاجتماعي والاقتصادي المتردي".
وشهدت النيجر أربعة انقلابات وقع آخرها (من دون الأخذ في الاعتبار التطورات الحالية) في فبراير/شباط 2010 وأطاح حينها بالرئيس مامادو تاندجا.
أما أول عملية انتقالية ديمقراطية للسلطة فشهدتها البلاد في عام 2021 عندما تولى بازوم الرئاسة بعدما تنحّى سلفه طوعا.
aXA6IDMuMTQ1LjM0LjUxIA== جزيرة ام اند امز