صدامات ونهب وشغب.. "صدى القصر" يشعل شوارع النيجر
لهيب القصر الرئاسي في نيامي سرت عدواه لترتد بالشوارع في شكل صدامات وأعمال نهب وشغب تُفاقم المخاوف ببلد يقف على رمال متحركة.
فعلى مدار 3 أيام شهدت فيها النيجر انقلابا بدأه الحرس الرئاسي باحتجاز الرئيس محمد بازوم بمقر إقامته ودعمه الجيش، نبضت الشوراع على وقع النيران والمظاهرات والاشتباكات.
ففي منتصف يوم الخميس، أي بعد وقت قصير من سريان الأنباء حول احتجاز بازوم بالقصر، تدفق العشرات نحو المقر الرئيسي للحزب الحاكم، وقاموا بتخريبه وإضرام النيران في المركبات الرابضة أمامه في وقت كانت فيه كوادر الحزب تعقد اجتماعا طارئا.
وبتصاعد أعمدة الدخان وألسنة اللهب، دب الخوف في نفوس السكان وساد الذعر من تنامي الفوضى واستغلالها من قبل العصابات والمندسين.
ولم يكتف أنصار الانقلاب بتخريب مبنى الحزب الحاكم حينها، بل عمدوا إلى إلقاء الزجاجات الحارقة، قبل أن تنضم إليهم حشود أخرى وتتسع دائرة الشغب والنهب.
وازداد الأمر سوءا حين حاول بعض نشطاء الحزب الفرار من المكان، حيث استشاط أنصار الانقلاب غضبا وحاصروا مقر الحزب، فيما انتهز البعض الفوضى السائدة ونهبوا كل ما اعترض طريقهم سواء داخل المقر أو بالمحلات المجاورة له.
وفي منتصف نهار الخميس، اندلع حريق في المنطقة بسبب الزجاجات الحارقة، وتصاعدت ألسنة اللهب لتطول أكثر من 50 سيارة، فيما تعرضت جميع مكاتب مقر الحزب للنهب، وفق إعلام محلي.
هلع وعدم يقين
في البداية، لم يكن معظم المحتشدين بالمكان على دراية بما يحدث فعلا، فكل ما بلغهم هو أن بازوم محاصر في قصره، ومع أنه حتى تلك اللحظة كان من الممكن أن تعود الأمور إلى نصابها، إلا أن أعمال الشغب بدأت مبكرا.
ومن أمس، وتحديدا الخميس، ظل الأمر مشوشا رغم إعلان الجيش انضمامه للحرس الرئاسي في انقلابه على الرئيس، لكن الشارع كان قد بدأ حراكه وحشد أنصاره في شكل معسكرين متضادين: أنصار بازوم وكانوا في شكل مجموعات صغيرة، مقابل المئات من مناوئيه.
ورغم قلة عددهم، استثمر أنصار بازوم الفوضى التي عادة ما تسود بالساعات الأولى لمثل تلك الأحداث، ونظموا مظاهرات داعمة للرئيس، قبل أن يقرروا التوجه إلى المجمع الرئاسي، غير أنه تم وقف تقدمهم على بعد خطوات فقط من المدخل.
أطلق الحرس الرئاسي طلقات تحذيرية في الهواء كانت كفيلة بتفريق الحشود، وأحدثت تدافعا أسفر عن إصابات، ولاحقا عاد أنصار بازوم أدراجهم إلى وسط العاصمة حيث تجمع محتجون مؤيدون للانقلاب، وحدثت صدامات بين المعسكرين خلفت أيضا إصابات قبل أن تتفرق الحشود.
وساد هدوء نسبي بعد ظهر الخميس في الشرايين الرئيسية للعاصمة رغم أحداث الصباح، وفرضت السلطات العسكرية الجديدة حظرا للتجوال من الساعة العاشرة مساء حتى الخامسة صباحا، لينتقل بذلك الحراك من الشوارع إلى مواقع التواصل.
ومن اليوم، أي الجمعة، عادت الحشود إلى الشوارع مجددا، ومع إعلان عزل بازوم، توسع نطاق المظاهرات الداعمة للجيش، واشتعلت شوارع العاصمة في وقفات استثمرها مندسون للنهب وأعمال الشغب.
aXA6IDMuMTQ1LjU3LjQxIA==
جزيرة ام اند امز