انقلابيو النيجر يتحدون "إيكواس" بـ21 وزيرا جديدا
لا تهديدٌ ولا وعيدٌ يبدو أنه سيوقف قادة الانقلاب في النيجر عما اقترفته أيديهم من قلبٍ للحكم في بلد غارق بالفقر.
فها هو رئيس ما يسمى "المجلس الوطني لحماية الوطن" (المجلس العسكري) الذي تم تشكيله بعد الانقلاب، وقع، في وقت متأخر من أمس الأربعاء، مرسوما يقضي بتشكيل حكومة جديدة.
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في موقع actuniger النيجري، تتكون الحكومة من 21 وزيرا، بينهم اثنان وزير دولة ووزير منتدب.
وتتألف الحكومة الانتقالية الجديدة من شخصيات مدنية وعسكرية برئاسة علي لامين الزين ، رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد والمالية.
وأمس الأول الثلاثاء، أعلن المجلس العسكري، تعيين الزين رئيسا للوزراء، بعد أسبوعين من الانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم، ووبعد يوم من انتهاء مهلة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس".
والمجلس الوطني لحماية الوطن"، يتولى مؤقتا، السلطتين التنفيذية والتشريعية. ورئيسه هو الجنرال عبد الرحمن تياني، الذي يقوم بمهام رئيس الدولة.
يأتي ذلك، تزامنا مع "قمة استثنائية" يعقدها قادة إيكواس حول النيجر، اليوم الخميس، في أبوجا، بحسب ما أعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا،
وقالت "إيكواس" في بيان لها إن "قادة منظمة غرب أفريقيا سيعقدون قمة استثنائية جديدة حول الوضع السياسي في جمهورية النيجر".
وذكرت وسائل إعلام فرنسية، أن رؤساء أركان المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس"، خططوا لنشر قوة عسكرية قوامها 25 ألف عسكري، للتدخل المحتمل في النيجر، وسيأتي الجزء الأكبر من هذه القوات من نيجيريا.
وعشية انعقاد قمتها، لم يتمكن وفد مشترك يضم ممثلين عن "إيكواس" والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، من التوجه، الثلاثاء، إلى النيجر، حسبما أعلنت المجموعة الاقتصادية مساءً.
ولفتت "إيكواس" إلى أن هذه المهمة أُلغيت على أثر رسالة وجهتها السلطات العسكرية في النيجر قالت فيها إنها لن تستقبل هذا الوفد الثلاثي.
وكانت إيكواس قد أمهلت سلطات الانقلاب في النيجر أسبوعا انتهى ليل الأحد-الإثنين، لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى منصبه وفكّ الاحتجاز المفروض عليه منذ انقلاب 26 يوليو/تموز الماضي.
من هو لامين الزين؟
لامين الزين خبير اقتصادي دولي، ورئيس وزراء سابق للنيجر، وعمل ممثلا مقيما لبنك التنمية الأفريقي (AfDB) في تشاد وساحل العاج والغابون.
ولد رئيس الوزراء الجديد عام 1965 وتخرج في مركز الدراسات المالية والاقتصادية والمصرفية في مرسيليا وجامعة باريس 1، والمدرسة الوطنية للإدارة بفرنسا المعروفة بـ"لينا".
بعد تخرجه من فرنسا عام 1998 تدرج في مناصب حكومية عديدة، فعمل في وزارة الاقتصاد والمالية منذ عام 1991، ثم أصبح وزيرا للمالية من 2002 إلى 2010 ، حتى الإطاحة بالرئيس السابق مامادو تانغا، ثم لم يستعن به الرئيس المعزول محمد بازوم، ولا سلفه محمدو إيسوفو..
يعول على لامين الزين كشخصية اقتصادية دولية لها علاقات واسعة بالمجتمع الدولي، وإقليم الساحل الأفريقي، في إقناع الرافضين للانقلاب بوجاهة طرح المجلس العسكري، خاصة فيما يتعلق بخطته لإنقاذ البلاد من التعثر التنموي والمعيشي.