ظروف احتجاز بازوم.. رسائل مسربة تكشف ماذا يأكل رئيس النيجر المعزول

مع إعلان الانقلاب على رئيس النيجر، وعزله من منصبه، بات محمد بازوم الذي كان بمثابة شريك موثوق للغرب، في منطقة غالبا ما شهدت انقلابات عسكرية، موضع اهتمام الدول الغربية، التي تطالب بإطلاقه وإعادته لمنصبه.

ذلك الاهتمام تجسد في تعبير الولايات المتّحدة الأربعاء، عن قلقها على صحة رئيس النيجر المحتجز، بعد أن تحدث إليه وزير الخارجية أنتوني بلينكن هاتفياً.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر للصحفيين: "نشعر بقلق بالغ على صحته وسلامته الشخصية وسلامة عائلته"، رافضًا تقديم تفاصيل عن الاتصال الذي أجراه بلينكن في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء بتوقيت الولايات المتحدة.

فماذا نعرف عن ظروف احتجاز الرئيس المعزول؟

كان رئيس وزراء النيجر أوحمودو محمدو أعلن مؤخّراً أنّ الرئيس محمد بازوم محتجز مع زوجته ونجله من دون كهرباء ولا ماء.

وقال حزب رئيس النيجر المعزول (النيجر من أجل الديمقراطية والاشتراكية)، الأربعاء، إن بازوم وعائلته محتجزون في ظروف "قاسية" و"غير إنسانية" في مقر إقامتهم، حيث لا توجد مياه جارية ولا كهرباء ولا يمكنهم الحصول على سلع طازجة أو الوصول للأطباء، داعيًا إلى تعبئة وطنية لإنقاذهم.

إلا أن التفاصيل الدقيقة لوضع رئيس النيجر المعزول، كشف عنها الأخير بنفسه في سلسلة من الرسائل النصية، وجهها إلى صديق له، واطلعت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، عليها.

وقال محمد بازوم، في رسائله، إنه ظل معزولا وأجبر على تناول الأرز الجاف والمعكرونة من قبل المجلس العسكري الذي أطاح به، مضيفًا أنه "حُرم من أي اتصال بشري" منذ يوم الجمعة، ولم يمدّه أحد بالطعام أو الدواء.

وأضاف الرئيس المعزول، أنه "يعيش بدون كهرباء منذ أسبوع، مثله مثل العديد من النيجريين". وقطعت نيجيريا الكهرباء عن النيجر المجاورة، ردا على الانقلاب.

ومنذ ذلك الحين، ساءت جميع الأطعمة القابلة للتلف التي تم توفيرها له، وهو الآن يأكل المعكرونة الجافة والأرز، بحسب رسائل بازوم، فيما قال رئيس الوزراء في حكومته، حمودو محمدو، للتلفزيون الفرنسي إن الرئيس في حالة معنوية جيدة على الرغم من تعرضه لـ"وضع كارثي".

هل من حلول دبلوماسية؟

قال أمير كانو السابق الأربعاء إنه زار نيامي لإجراء محادثات وساطة مع القادة العسكريين في النيجر الذين نفّذوا انقلاباً قبل ثلاثة أسابيع.

وصرح الأمير السابق لكانو (شمال نيجيريا) سنوسي لاميدو سنوسي للتلفزيون النيجيري الرسمي "تحدثنا إلى رئيس الدولة" الرجل القوي الجديد الجنرال عبد الرحمن تياني، و"سنعود إلى نيجيريا لننقل للرئيس" بولا تينوبو "رسالة" من الجنرال، مضيفا أنه ليس مبعوثاً من الحكومة.

تأتي تصريحاته عشية قمة حاسمة يعقدها قادة الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) برئاسة تينوبو لتسوية الأزمة الأخيرة في منطقة الساحل.

وقال سنوسي المعروف بأنّه صديق مقرب من تينوبو الحاكم السابق لولاية لاغوس: "جئنا بأمل أن يمهّد وصولنا الطريق امام محادثات حقيقية بين قادة النيجر وقادة نيجيريا".

وكان تينوبو أعلن أنّ الدبلوماسية هي "السبيل الأفضل الواجب سلوكه" لحلّ الأزمة في النيجر، علماً بأنّ إكواس لوحت بتدخل عسكري محتمل لإعادة الحكومة النيجرية المنتخبة إلى السلطة.

يأتي ذلك، فيما قال مصدر بحكومة نيجيريا إن المجلس العسكري بالنيجر التقى بمبعوثين اثنين للرئيس النيجيري ورئيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) بولا تينوبو في عاصمة النيجر نيامي اليوم الأربعاء.