تهديد "إيكواس".. خبير عسكري نيجري يرسم لـ"العين الإخبارية" خارطة الضربات والمخاطر
حالة من الترقب تعيشها النيجر، بعد تجاهل قادة الانقلاب المهلة التي حددتها لهم "إيكواس" لإعادة الرئيس محمد بازوم للسلطة.
وفي خضم هذا الترقب، كشف ضابط عسكري نيجري سابق، أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس"، حددت نقاطا معينة لاستهدافها بالنيجر، في حال نفذت وعيدها.
باونتي ديالو، خبير أمني وضابط سابق، قال لـ"العين الإخبارية"، إن المعلومات التي بحوزته تشير إلى أن "إيكواس حددت نقاطا معينة لاستهدافها بالنيجر في حال تنفيذ تهديدها بشن عملية عسكرية ضد المجلس العسكري".
وعلى ذمة ديالو، فإن مخطط الهجوم العسكري على النيجر الذي وضعه قادة جيوش مجموعة "إيكواس"، "يشمل أهدافا محددة في العاصمة نيامي على أن تتطور العملية العسكرية لاحقا حسب تطور الأوضاع على الأرض".
لكن الخبير الأمني، حذر من أن تنفيذ التكتل لتهديداته العسكرية ضد المجلس العسكري الانقلابي في النيجر "يحمل مخاطر كبيرة على حياة المسؤولين السابقين (في نظام الرئيس المعزول محمد بازوم) ولن يبقى أحد منهم على قيد الحياة".
مبررا الجزئية الأخيرة، بأن "قادة الجيش قد يتخذون من أولئك المسؤولين دروعا بشرية في مواجهة القصف أو أي تدخل عسكري".
وفي هذا الصدد، أشار إلى أن جيش النيجر "بإمكانه مواجهة أي تدخل تقوم به قوات إيكواس على الأرض، كونه خاض تجربة طويلة في مواجهة الجماعات الإرهابية".
وكانت الإيكواس قد أمهلت سلطات الانقلاب في النيجر أسبوعا انتهى ليل الأحد-الإثنين، لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى منصبه وفكّ الاحتجاز المفروض عليه منذ انقلاب 26 يوليو/تموز الماضي.
ورغم أن قادة جيوش هذه الدول وضعوا الأسبوع الماضي إطار "تدخل عسكري محتمل" دون الحديث عن أية تفاصيل حول خطتهم، أكد مصدر في المنظمة أن خطوة كهذه لن تحدث على الفور.
ولم يتسن للعين الإخبارية الوصول فورا لأي مصدر في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس"، للتعليق على ما جاء على لسان الخبير العسكري النيجري.
وفي إشارة إلى الدور الفرنسي في دعم هذه العملية، يقول ديالو إنه "على باريس أن تقبل هذه التحولات الحاصلة في المنطقة".
قمة استثنائية
ويعقد قادة إيكواس "قمة استثنائية" حول النيجر، غدا الخميس، في أبوجا، بحسب ما أعلنته المنظمة غداة انتهاء المهلة التي حددتها للانقلابيين لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى منصبه.
وقالت "إيكواس" في بيان لها إن "قادة منظمة غرب أفريقيا سيعقدون قمة استثنائية جديدة حول الوضع السياسي في جمهورية النيجر".
وذكرت وسائل إعلام فرنسية، أن رؤساء أركان المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس"، خططوا لنشر قوة عسكرية قوامها 25 ألف عسكري، للتدخل المحتمل في النيجر، وسيأتي الجزء الأكبر من هذه القوات من نيجيريا.
وأشارت إذاعة "آر إف آي" الفرنسية إلى أن رؤساء أركان "إيكواس"، خططوا لنشر قوة عسكرية قوامها 25 ألف عسكري للتدخل المحتمل في النيجر، معظمها سيأتي من نيجيريا.
فيما قال مسؤول في الرئاسة النيجيرية للإذاعة، إن "نيجيريا مصرة على أن تكون قائدة للعملية، وستوفر أكثر من نصف القوات التي تنوي التدخل في النيجر إذا لزم الأمر".
وعشية انعقاد قمتها، لم يتمكن وفد مشترك يضم ممثلين عن "إيكواس" والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، من التوجه، أمس الثلاثاء، إلى النيجر، حسبما أعلنت المجموعة الاقتصادية مساءً.
ولفتت "إيكواس" إلى أن هذه المهمة أُلغيت على أثر رسالة وجهتها السلطات العسكرية في النيجر قالت فيها إنها لن تستقبل هذا الوفد الثلاثي.