النيجر يسدد ثمن الانقلاب.. أكبر حصيلة لضحايا الإرهاب في عامين
صعّدت جماعات متطرفة في النيجر هجماتها عقب إطاحة الجيش بالرئيس المنتخب، ما يثير الشكوك حول التعاون مع الجيش الأمريكي.
وحتى الانقلاب الذي وقع في أواخر يوليو/تموز، كانت هذه الدولة الواقعة في غرب أفريقيا حليفاً موثوقاً للولايات المتحدة وأوروبا - وقصة نجاح في منطقة تعاني من الانقلابات، وحليفا رئيسيا لواشنطن في محاربة التطرف، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
إلا أن حوادث العنف التي استهدفت المدنيين من قبل فرع تنظيم داعش في الساحل تضاعفت أربع مرات في الشهر التالي للانقلاب، حين قُتل عشرات الجنود في هجمات ألقي باللوم فيها على داعش وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين الموالية لتنظيم القاعدة في الأشهر الأخيرة. وفقًا لإحصاءات بيانات مواقع وأحداث النزاعات المسلحة.
قصة نجاح لم تدم طويلا
وبرزت منطقة الساحل الأفريقي، التي تضم النيجر، في السنوات الأخيرة كنقطة ساخنة عالمية للتطرف، حيث شهدت 43 بالمائة من 6701 حالة وفاة في عام 2022، وفقًا لـ مؤشر الإرهاب العالمي، الذي أعده معهد الاقتصاد والسلام.
لكن النيجر، على النقيض من ذلك، شهدت في تلك الفترة انخفاضًا في عدد الوفيات في العامين الماضيين، وعزا المحللون هذا التراجع في أعداد ضحايا الإرهاب إلى جيش النيجر القوي ومساعدة فرنسا والولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، والجهود الناجحة التي قادها بازوم للحوار مع الجماعات المتطرفة المحلية، بما في ذلك تسريح المقاتلين.
لكن الوضع تبدل عقب الانقلاب العسكري، حيث كان شهر أغسطس/ آب هو الشهر الأكثر دموية منذ مارس/ آذار 2021. وتوقع محللون ومسؤولون غربيون أن تكثف الجماعات المتطرفة نشاطها بسبب الوضع السياسي في النيجر، وسط شكوك بشأن قدرة الجيش النيجيري على مواجهتهم.
تعليق المساعدات الأمريكية
وبعد فترة وجيزة من الانقلاب، أوقفت الولايات المتحدة عددًا من عمليات مكافحة الإرهاب والأنشطة المشتركة مع جيش النيجر، وفقًا لمسؤول كبير في وزارة الخارجية، تحدث مثل المسؤولين الآخرين بشرط عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الوضع. وسحب البنتاغون بعض قواته وعزز الباقي في قاعدتين في أغادير ونيامي. وفي هذه الأثناء أوقف الفرنسيون العمليات العسكرية.
وعقب الفشل في إحراز تقدم في المفاوضات مع المجلس العسكري، وصفت وزارة الخارجية في وقت سابق من هذا الشهر رسميًا الاستيلاء على السلطة بأنه "انقلاب"، ما يعني أن الولايات المتحدة باتت غير قادرة على مساعدة الجيش النيجيري وأن العمليات الأمريكية الحالية في النيجر تقتصر على حماية قواته، ناهيك عن خفض المساعدات الأمريكية بأكثر من 500 مليون دولار، على الرغم من إمكانية استمرار المساعدات الإنسانية.
حاضنة شعبية للانقلاب
ويرى محللون ومسؤولون إنه على الرغم من الانقسامات الداخلية التي يعاني منها المجلس العسكري، لكنه نجح في حشد الدعم بين العديد من النيجريين، الذين يتجمع المئات منهم كل ليلة في المطار العسكري وهم يلوحون بأعلام النيجر روسيا ومالي وبوركينا فاسو، لتأييد قرار الحكومة بسحب الجيش الفرنسي.
لكن البعض هنا يتساءلون عما إذا كان الانقلاب يستحق هذه المشقة، فيما يبدي آخرون حزنا على غياب الديمقراطية.
وأعرب موسى تشانجري، ناشط المجتمع المدني، عن شعوره بالقلق لأن غالبية الشباب المؤيدين للمجلس العسكري ليس لديهم تصور عما يعنيه العيش في ظل نظام عسكري وأن الحكومة ليس لديها خطة لتجاوز الأفكار القديمة التي كانت سائدة منذ عقود.
aXA6IDMuMTQyLjIxMi4xMTkg جزيرة ام اند امز