أزمة النيجر.. واشنطن تناور من أجل آخر قطع "الدومينو"
لا تزال واشنطن تعتقد بوجود "نافذة" مفتوحة للدبلوماسية لحل أزمة النيجر في هامش مناورة تأمل أن يمنحها آخر قطعة في لعبة الدومينو.
هكذا يبدو الموقف الأمريكي من تواتر الأحداث في النيجر عقب الإطاحة بالرئيس في انقلاب حمل العسكر إلى السلطة ضمن تسلسل مماثل تشهده المنطقة.
وواشنطن التي تعوّل على النيجر في مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل، سبق أن أدانت بشدّة الإطاحة بالرئيس محمد بازوم من دون أي إشارة إلى "انقلاب"، محافظة بذلك على هامش مناورة ضئيل.
انقلاب وإرهاب وفقر.. ثالوث نيجري يرفع أسهم الرعب بالساحل الأفريقي
وفي حين كانت فرنسا من أولى الدول التي أمرت بتعليق مساعداتها المباشرة وبإجلاء رعاياها ورعايا دول أوروبية أخرى، لم تقرر الولايات المتحدة إلى الآن لا تعليق المساعدات ولا إجلاء مواطنيها.
وتعتبر واشنطن أن هناك "نافذة" مفتوحة للدبلوماسية ولإعادة الرئاسة إلى بازوم، وقد أشادت بالرسالة الحازمة التي وجّهتها دول غرب أفريقيا للعسكريين الانقلابيين.
والثلاثاء، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي: "لا مؤشرات لدينا تفيد بوجود تهديدات مباشرة للمواطنين الأمريكيين أو لمنشآتنا" في النيجر.
وتابع "لذا نحن لم نغيّر موقفنا فيما يتعلّق بوجودنا في النيجر في الوقت الراهن"، كما لم نقرر تعليق المساعدات.
فرنسا تبدأ إجلاء رعاياها من النيجر.. والعسكريون "خارج جدول الأعمال"
وأضاف "إذا تعيّن علينا إجراء تعديلات فسنجريها"، مشيرا إلى عدم وجود ما يستدعي ذلك في الوقت الراهن، مشددا على أن الولايات المتحدة "تراقب الأمور على مدار الساعة".
توصيف
لدى سؤاله عن السبب الذي يحول دون توصيف الولايات المتحدة ما يحدث في النيجر بأنه "انقلاب"، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، الإثنين "لم نتوصل بعد إلى هذا التوصيف لأن الأوضاع في تطور مستمر".
ولفت إلى أنه "لم يتّضح بعد ما إذا هذه المحاولة (للاستيلاء على السلطة) ستنجح في نهاية المطاف".
وبحسب القانون الأمريكي، يجبر هذا التوصيف الولايات المتحدة على وقف كل أشكال التعاون الاقتصادي والعسكري، باستثناء ما يتعلّق بمكافحة الإرهاب.
لكن أبعد من التوصيف القانوني واللغوي، ينطوي الأمر بالنسبة لواشنطن على الحفاظ على هامش للمناورة في حال فشل الانقلاب، بحسب دبلوماسيين.
وتقدّم الولايات المتحدة للنيجر مئات ملايين الدولارات من المساعدات، لاسيما الإنسانية، وتنشر في البلاد نحو ألف جندي في إطار مكافحة الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل.
لعبة الدومينو
أبدت واشنطن دعمها الكامل لموقف الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا التي أعطت المجموعة العسكرية الانقلابية في النيجر مهلة أسبوع "لاستعادة الانتظام الدستوري".
ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي توجّه إلى نيامي في مارس/ أذار الماضي، في زيارة كانت الأولى لوزير خارجية أمريكي لهذا البلد، أجرى محادثات مكثفة مع الدول الشريكة في المنطقة، لا سيما مع فرنسا والرئيس بازوم.
وفي مقابلة سابقة مع وكالة فرانس برس، سلط بلينكن الضوء على الدعم الذي توفّره واشنطن لنيامي من خلال برنامج لإعادة دمج الإرهابيين التائبين، ومشروع لتحسين الري وتحصين الزراعة في مواجهة التغيّر المناخي في البلاد القاحلة والفقيرة.
وتسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى انخراط أكبر في أفريقيا بهدف التصدي للتاثيرات المتزايدة، خصوصا الروسية، غير أن الانقلاب في النيجر يعاكس هذه الجهود.
وأشار بلينكن بوضوح إلى أن مواصلة تقديم المساعدات الأمريكية للنيجر تتوقّف على تطوّر الأوضاع ميدانيا واستعادة النظام الديمقراطي.
وشدّد على أن واشنطن يمكن أن تتّخذ قرارا بهذا الشأن في الوقت المناسب، من دون تحديد أي جدول زمني لذلك.
aXA6IDMuMTM4LjMyLjUzIA==
جزيرة ام اند امز