انتهاء مهلة القوات.. هل يتوقف الديك الفرنسي عن الصياح في النيجر؟
حالةٌ من الترقب والحذر تسود أجواء النيجر، مع انتهاء مهلة رحيل القوات الفرنسية، ومواصلة المظاهرات المطالبة بمغادرة سفير باريس.
فلليوم الرابع على التوالي، لم يهدأ الغضب، إذ يواصل الآلاف في النيجر التظاهر، مطالبين برحيل القوات الفرنسية، وهو مطلب المجلس العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد بازوم في 26 يوليو/تموز الماضي.
مظاهرات تخللها على مدار الأيام الثلاثة الماضية هتافات من قبيل "فلتسقط فرنسا.. فرنسا ارحلي"، على وقع هجوم لفظي شنّه النظام العسكري في نيامي، ضد فرنسا، متهما إياها بـ"التدخل الصارخ" عبر دعم بازوم.
وجرت المظاهرات قرب قاعدة عسكرية تضم قوات فرنسية، وأماكن أخرى، بدعوة من ائتلافات عدة من المجتمع مدني مناهضة للوجود العسكري الفرنسي في هذا البلد الواقع في غرب القارة الأفريقية.
فقط هي الأمطار الغزيرة التي هطلت في منتصف نهار يوم السبت، أدت إلى تفكك الكتلة الهائلة من المتظاهرين في بعض الأماكن.
ذروة التصعيد
وبعد أسبوع من الانقلاب، بلغ التوتر الدبلوماسي ذروته بين النظام العسكري الحاكم وفرنسا، حين ألغى الأخير اتفاقات عسكرية عدة مبرمة مع باريس، تتعلق بجنودها الـ 1500 الذين ينتشرون في النيجر للمشاركة في محاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة.
كما سحبوا الحصانة الدبلوماسية والتأشيرة من السفير الفرنسي سيلفان إيتيه، وطالبوه بـ"مغادرة" البلاد.
لكن فرنسا في المقابل، أصرّت على وجود سفيرها في النيجر، رغم انتهاء مهلة 48 ساعة للمغادرة، مبررة ذلك برفضها الاعتراف بالانقلاب.
وفي تعليقها على أزمة السفير، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، في مقابلة مع صحيفة لوموند، أمس الأحد "إنه ممثلنا لدى السلطات الشرعية في النيجر"، في إشارة إلى الرئيس المحتجز محمد بازوم.
وأضافت "لا يتعين علينا الرضوخ لأوامر وزير لا يتمتع بشرعية".
يُذكر أنه بموجب المادة 22 من اتفاقية فيينا الناظمة للعلاقات الدبلوماسية، فإن مباني السفارة "مصانة" ولا يجوز لموظفي الدولة المضيفة "دخولها إلا بموافقة رئيس البعثة".
من النيجر للغابون
وبالكاد أكمل انقلاب النيجر شهره الأول، حتى حملت أحشاء القارة الأفريقية انقلابا آخر، وجدت فرنسا نفسها فيه أمام اختبار جديد في القارة السمراء.
ففي صباح الثلاثين من أغسطس/آب، كانت الغابون على موعد مع انقلاب عسكري أطاح بـ55 عاما من حكم عائلة بونغو، حيث كان الرئيس علي بونغو على أعتاب ولايته الثالثة، قبل إلغاء نتائج الانتخابات.
وبالنسبة لباريس، يختلف انقلاب الغابون عن نظيره في النيجر ، لا سيما في غياب العداء تجاه القوة الاستعمارية السابقة، إلى جانب عدم قطع التعاون العسكري أو المساعدات التنموية.
وتعتبر الغابون واحدة من أقدم حلفاء فرنسا الأفارقة وأكثرهم ولاء.
ويقول مراقبون إن التوتر بين فرنسا والنيجر جاء في أعقاب الانقلاب الذي أطاح بالرئيس بازوم في 26 يوليو/تموز الماضي.
لكن التوتر زادت حدته أيضا مع إشارة باريس إلى رغبتها في عدم الاعتراف بهذا المجلس العسكري الذي يقوده الجنرال عبد الرحمن تشياني، رئيس الحرس الرئاسي منذ 2011، وعدم متابعة أي من طلباته أو قراراته.