بوكو حرام جنوبا وداعش شمالا.. رئيس النيجر يحذر من طوق الإرهاب
قلق يبديه رئيس النيجر من تدهور الوضع الأمني في الجارة مالي والتهديد الإرهابي الذي يخيم على مدينة ميناكا المتاخمة لحدود النيجر.
مخاوف تأتي وسط مؤشرات ميدانية تشي بأن المدينة الواقعة شمال شرقي مالي قد تسقط بأيدي داعش، التنظيم الإرهابي الذي كثف من هجماته في محاولة -وفق خبراء- لإقامة "إمارة ميناكا" في شمال مالي.
وتتمتع المناطق الشمالية في مالي بموقع استراتيجي على الحدود مع النيجر، يجعلها قريبة من طرق التهريب من وإلى دول الساحل الأفريقي.
وفي مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية وقناة فرانس 24، قال رئيس النيجر محمد بازوم إنه "من المحتمل جدا أن تسقط مدينة ميناكا" المالية بأيدي داعش في الصحراء الكبرى.
وحذر من أن مقاتلي التنظيم "قادرون عسكريا على ذلك"، في إشارة ضمنية إلى الهجمات المتواترة والمجازر التي ارتكبها داعش في منطقة تعتبر هدفا استراتيجيا لتأسيس ولايته.
واعتبر بازوم في المقابلة التي جرت على هامش أشغال الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، أن وجود القوات المسلحة المالية وقوات "فاجنر" في ميناكا "لم يمنع من وقوع هذا التدهور، والتوتر غير المسبوق بين (عرقيات) الفولان والطوارق".
وأشار إلى احتمال وقوع "مجازر واسعة النطاق" بين العرقيتين، مستبعدا في الآن نفسه أن يهاجم التنظيم مدينة غاو شمالي مالي، "رغم تحقيقه تقدما كبيرا باتجاهها".
وباحتدام الهجمات على مدينة ميناكا، تخشى النيجر أن يحشرها الإرهاب بين فكي بوكو حرام جنوبا وداعش شمالا، ما يهدد بسيناريو مرعب في ظل ثغرات أمنية يفرضها الوضع المتقلب بالجارة مالي.
ومنذ فبراير/ شباط 2015، تتعرض منطقة ديفا جنوب شرقي النيجر لهجمات من قبل تنظيم بوكو حرام، الذي مدد نشاطه من معقله في شمال شرقي نيجيريا إلى الجارة، وسط مخاوف من اتساع رقعة الهجمات.
الساحل.. ناقوس خطر
في خطاب ألقاه، الخميس، أمام الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، دق بازوم ناقوس الخطر بشأن الوضع الأمني المقلق في منطقة الساحل، داعيا المجتمع الدولي إلى إيلاء الموضوع أهمية خاصة.
وقال: "على الصعيد الأمني ، تدهور الوضع في منطقة الساحل"، مشيرا إلى أن "كل شيء بدأ، كما نتذكر، منذ عام 2011 وسقوط النظام الليبي".
وتابع أن "الأراضي الشاسعة في جنوب ليبيا أصبحت منصة للجريمة المنظمة العابرة للحدود حيث تهريب الأسلحة والمخدرات والوقود والمهاجرين الذين يحافظون على انعدام الأمن الهيكلي في جميع دول الساحل المجاورة".
وأكد بازوم أن "مالي، التي تواجه منذ 2011 هذا العنف المتولد من ليبيا، لم تسترد عافيتها حقًا" و"أصبحت بدورها حاضنة الإرهاب في منطقة الساحل".
وباتت الحدود النيجرية الملتهبة مع مالي تقض مضجع سلطات البلد الأول، في ظل تواتر الهجمات وتفاقم المخاوف من قيام إمارة داعشية جديدة على طول الخط الشمالي الفاصل مع مالي.
وقبل أيام، وقعت اشتباكات عنيفة بين جيش النيجر مدعوما بقوات برخان الفرنسية، وعناصر تابعة لداعش في منطقة ميامي قرب الحدود مع مالي.
وبحسب مصادر محلية، أوقعت القوات النيجرية خسائر في صفوف داعش، وتمكنت من إحباط هجوم كانت تخطط لتنفيذه بالمنطقة الحدودية.