انقلاب النيجر.. شكوك واعتقالات وألمانيا تدرس الانسحاب
لا تشير التطورات في النيجر إلى تجاوب العسكر مع وساطة تشادية لتفادي صدام محتمل بين نيامي والمجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (إيكواس).
وزار الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي نيامي أمس، بحسب مصادر تحدثت عن تطوعه للوساطة بين القادة العسكريين المنقلبين على الرئيس النيجري محمد بازوم وأيكواس، التي فرضت عقوبات اقتصادية ومالية على البلد الأفريقي الفقير.
وقال حزب النيجر من أجل الديمقراطية والاشتراكية الذي كان حاكما في البلاد، في بيان، إن المجلس العسكري ألقى اليوم الإثنين القبض على رئيس الحزب فوماكوي جادو ووزير النفط ساني محمدو ووزيرة التعدين يعقوبة أوسيني حديزاتو.
وأعلن الحزب الحاكم السابق في النيجر، الإثنين، أن الحكام العسكريين الجدد، الذين استولوا على السلطة في البلاد في انقلاب الأسبوع الماضي، قد قاموا باعتقال 180 عضوا على الأقل بالحزب.
وقال المتحدث باسم الحزب، حميد إن جاديه، إنه تم أيضا اعتقال وزير الداخلية حمادو أدامو سولي ووزير النقل ألما عمر ونائبه كالا موتاري.
وقال إن "الاعتقالات التعسفية" تعد دليلا على "السلوك القمعي والديكتاتوري وغير القانوني" للعسكريين.
وتشير الخطوة إلى مضي المجلس العسكري في التمسك بالسلطة رغم الانتقادات الدولية وتلويح إيكواس بتدخل عسكري.
إلى ذلك، قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، اليوم الإثنين، إن بلاده تعمل على تقييم الخيارات فيما يتعلق بقواتها الموجودة حاليا في النيجر وانسحابها العسكري من الجارة مالي.
وقال الوزير للصحفيين خلال زيارة لمنشأة للأمن الإلكتروني تابعة للجيش الألماني "نجري محادثات ونستعد للسيناريوهات المختلفة بخيارات متنوعة".
وأضاف أن المسؤولين عن الانقلاب في النيجر تعهدوا بالالتزام بالاتفاقيات الدولية، لكنه أضاف أن هذا لم يتأكد بعد.
وأعلنت برلين اليوم تعليق مساعدتها الإنمائية ودعمها المالي للنيجر بعد الانقلاب العسكري.
اتهامات وشكوك
وفي غضون ذلك، اتهم العسكريون الانقلابيون في النيجر فرنسا الإثنين بالرغبة في "التدخل عسكريا" لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى مهامه، غداة قمة إيكواس أمهلت المجموعة العسكرية الانقلابية أسبوعاً لإعادة الانتظام الدستوري إلى البلاد، مؤكدة أنها لا تستبعد "استخدام القوة".
ويشدّد شركاء النيجر الغربيين والأفارقة الضغط على الانقلابيين الذين استولوا على السلطة في 26 يوليو/تموز، سعيا لإعادة "النظام الدستوري" إلى هذا البلد الذي يعتبر محورياً في مكافحة الحركات الإرهابية الناشطة في دول الساحل منذ سنوات.
وتنشر فرنسا نحو 1500 جندي في النيجر بينما تنشر الولايات المتحدة 1100 جندي يشاركون في القتال ضد التنظيمات الإرهابية.
وتبدو فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة في النيجر والداعمة للرئيس بازوم، الهدف الأساسي للعسكريين الانقلابيين.
واتهم الانقلابيون فرنسا في بيان الإثنين بالرغبة في "التدخل عسكريا" لإعادة بازوم إلى مهامه، وبإطلاق الغاز المسيل للدموع الأحد على متظاهرين مؤيدين للمجموعة العسكرية أمام سفارة فرنسا في نيامي.
جاء في البيان "في إطار بحثها عن سبل ووسائل للتدخل عسكرياً في النيجر عقدت فرنسا بتواطؤ بعض أبناء النيجر، اجتماعاً مع هيئة أركان الحرس الوطني في النيجر للحصول على الأذونات السياسية والعسكرية اللازمة".
وفي بيان آخر اتهم الانقلابيون "أجهزة أمنية" تعود إلى "قنصلية غربية"، بدون تحديد هويتها، بإطلاق الغاز المسيل للدموع الأحد في نيامي على متظاهرين مؤيدين للمجموعة العسكرية، "ما أدى إلى إصابة ستة أشخاص، نقلوا إلى مستشفيات" في العاصمة.
وتوعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد الانقلابيين بالرد "فوراً وبشدّة" على أي هجوم يستهدف مواطني فرنسا ومصالحها في النيجر، بعدما تظاهر آلاف الأشخاص أمام سفارة باريس في نيامي.
وحاول بعض هؤلاء اقتحام المبنى قبل أن يتم تفريقهم باستخدام الغاز المسيل للدموع.
إلى ذلك، دعا الكرملين الإثنين "جميع الأطراف إلى ضبط النفس" والعودة إلى "الشرعية" في النيجر، بينما يلوح المتظاهرون المؤيدون للمجموعة العسكرية الانقلابية بأعلام روسيا في نيامي.
والنيجر بلد يقع في منطقة الساحل الصحراوية ويبلغ عدد سكانه 20 مليون نسمة، وهو من أفقر دول العالم رغم موارده من اليورانيوم.