أزمة النيجر.. هل تنجح عقوبات "إيكواس" في إنهاء الانقلاب؟
ضغوط أفريقية وغربية تتصاعد من أجل إنهاء الانقلاب في النيجر وعودة رئيس البلاد محمد بازوم إلى منصبه عبر مزيد من العقوبات الاقتصادية على الدولة الفقيرة.
إلا أن محللين اعتبروا أن العقوبات المالية تميل إلى إلحاق الضرر بالمدنيين أكثر من القادة العسكريين الذين استولوا على السلطة.
وجمدت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، التي تضم في عضويتها نيامي أصول جمهورية النيجر في البنوك المركزية للدول الأعضاء بها.
كما أوقفت إيكواس جميع المعاملات التجارية والمالية بين النيجر وجميع الدول الأعضاء فيها، وفرضت حظر سفر وتجميد أصول على المسؤولين العسكريين الضالعين في محاولة الانقلاب بالنيجر.
ولم تستبعد المجموعة استخدام القوة لتحرير بازوم وإعادة الوضع الدستوري إلى البلد الأفريقي، ومنحت العسكر أسبوعا للاستجابة إلى مطلب تحرير بازوم إعادته إلى السلطة.
وفرضت إيكواس عقوبات مماثلة على مالي وبوركينا فاسو وغينيا في أعقاب الانقلابات التي شهدتها تلك البلدان في السنوات الثلاث الماضية.
وعلى الرغم من أن العقوبات المالية أدت إلى تخلف عن سداد الديون، وعلى وجه الخصوص في مالي، فإن المتضرر الأكبر كان سكان هذه الدول.
وتمت الموافقة على جداول زمنية للعودة إلى الحكم المدني في البلدان الثلاثة، لكن لم يُحرز تقدم يذكر على صعيد التنفيذ.
وندد بانقلاب النيجر عدد كبير من دول الجوار والشركاء الدوليين، ومنهم الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وفرنسا التي استعمرت النيجر في الماضي.
ورفضوا جميعا الاعتراف بالزعماء الجدد بقيادة الجنرال عبد الرحمن تشياني، وهو قائد الحرس الرئاسي.
النيجر حليف رئيسي في الحملات الغربية التي تستهدف الإرهابيين المرتبطين بتنظيمي القاعدة وداعش في منطقة الساحل، وهناك مخاوف من أن يفتح الانقلاب الباب أمام نفوذ روسي أكبر هناك. وأُجبر الآلاف من الجنود الفرنسيين على الانسحاب من مالي وبوركينا فاسو المجاورتين بعد انقلابين.
والنيجر واحدة من أفقر دول العالم وتتلقى مساعدات تنموية رسمية تقدر قيمتها بنحو ملياري دولار سنويا، وفقا للبنك الدولي.
وتنشر الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وألمانيا قوات هناك في تدريبات عسكرية ومهام لمحاربة الإرهاب. والنيجر كذلك سابع أكبر منتج لليورانيوم في العالم، وهو المعدن المشع المستخدم على نطاق واسع في الطاقة النووية والأسلحة النووية، وكذلك لعلاج السرطان.
وقبيل قمة إيكواس الأحد، حذر القادة العسكريون في النيجر من أن مجموعة إيكواس تبحث القيام بتدخل عسكري وشيك بالتعاون مع دول أفريقية وغربية أخرى.
وقال المتحدث باسم المجلس العسكري الكولونيل أمادو عبد الرحمن "نريد أن نذكر مرة أخرى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا أو أي مغامر آخر بعزمنا الراسخ على الدفاع عن وطننا".
ونددت فرنسا بأعمال العنف أم سفارتها بالبلاد، وأكدت أن أي شخص يهاجم رعاياها أو مصالحها سيواجه ردا سريعا وحازما.
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا لإذاعة آر.تي.إل "عصر الانقلابات العسكرية في أفريقيا يجب أن ينتهي. إنها غير مقبولة. وتهدد أمن الدولة واستقرار المنطقة".
وأضافت أن الوضع في نيامي هدأ بحلول الظهيرة ولا توجد خطط في الوقت الحالي لإجلاء الفرنسيين.
وقطع الاتحاد الأوروبي وفرنسا الدعم المالي للنيجر في حين هددت الولايات المتحدة بفعل الشيء ذاته.
وشكر بيان إيكواس الأحد الدول التي عبرت عن مواقف تتماشى مع موقف المجموعة و"ندد بإعلان تأييد (الانقلاب) من بعض الحكومات الأجنبية ومتعاقدين عسكريين أجانب".
وعلى النقيض، أشاد رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين بالانقلاب ووصفه بالنبأ السار وعرض تقديم خدمات مقاتلي مجموعته.
aXA6IDMuMTQyLjEzMS41MSA= جزيرة ام اند امز