الإرهاب يتمدد نحو أبوجا النيجيرية.. وواشنطن تخشى الأسوأ
خطر الهجمات الإرهابية يتصاعد في العاصمة النيجيرية أبوجا عقب فرار المئات من المساجين، ما دفع واشنطن لسحب دبلوماسييها غير الأساسيين.
ومؤخرا، أوصت سفارات غربية عدة رعاياها بالحد من تحركاتهم في نيجيريا، وذلك على خلفية هروب جماعي، قبل أشهر، من سجن كوجي بضواحي العاصمة.
لكن واشنطن اضطرت على ما يبدو للمرور من التوصيات إلى الأمر، حيث دعت، الخميس، دبلوماسييها غير الأساسيين وعائلاتهم لمغادرة أبوجا، بسبب "تصاعد خطر الهجمات الإرهابية"، وفق ما ورد في بيان لخارجيتها.
ويأتي التحول في اللهجة الأمريكية على خلفية قراءات استشرافية تتوقع انتقال المد الإرهابي المتمركز حتى وقت قريب شمال شرقي نيجيريا إلى مناطق أخرى على تخوم العاصمة.
وبناء على ذلك، تخشى واشنطن استهداف سفاراتها في أبوجا، خصوصا أن تنظيم بوكو حرام الناشط بالبلد الأفريقي يناهض الغرب في أدبياته، وهذا ما جعلها تمر سريعا، وفي غضون يومين، من التوصيات إلى الأمر.
وكانت واشنطن سمحت الثلاثاء لدبلوماسييها غير الأساسيين بمغادرة المدينة إذا رغبوا بذلك، قبل أن تصدر أمرا بسحبهم فورا من العاصمة تحسبا لما قالت إنها "هجمات خطيرة" قد تستهدف المدينة.
أبوجا تحبس أنفاسها
والمخاوف لا تنتاب الدبلوماسيين الغربيين فقط، بل تحاصر أيضا سكان أبوجا والمناطق المحيطة، فجميعهم يحبسون أنفاسهم منذ إعلان هروب أكثر من 400 سجين، بينهم عشرات المدانين بالإرهاب، من سجن كوجي بضواحي العاصمة.
ومع أن الشرطة والجيش النيجيريين أعلنا تعزيز الإجراءات الأمنية في العاصمة ومحيطها، لكن موقع أبوجا وسط مناطق جبلية وغابية يصعب تأمينها، يرفع منسوب المخاوف، خصوصا عقب التحذيرات الغربية الأخيرة.
وفي محاولة لطمأنة السكان والتمثيليات الدبلوماسية، أكدت السلطات النيجيرية "اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة"، ومع ذلك، لا يزال شبح الإرهاب يطوق يوميات السكان، ويدفع الكثيرين للنزوح والاختباء في القرى المجاورة.
وسابقا، كانت نيجيريا تكافح تنظيم "بوكو حرام" الذي يتخذ من المناطق الشمالية الشرقية معقلا له، لكن مع إعلان تنظيم داعش، في يوليو/ تموز الماضي، مسؤوليته عن هجوم على السجن، بات البلد الأفريقي بمفترق طرق الإرهاب.
وقالت السفارة الأمريكية في نيجيريا، إن "هناك احتمالا متزايدا بوقوع هجمات إرهابية وتحديدا في أبوجا"، موضحة أن مراكز التسوق ومنشآت إنفاذ القانون ومقرات المنظمات الدولية من بين الأماكن المعرضة للخطر أيضا.