مقتل بائع نيجيري في إيطاليا.. هل يبث اليمين سموم العنصرية؟
فى رسالة أقرب لأن تكون سياسية، خرج مئات الأشخاص في بلدة بوسط إيطاليا مطالبين بالعدالة في جريمة قتل بائع متجول نيجيري.
في هذه الأثناء يحقق المدعون العامون في هجوم على امرأة نيجيرية في حادثة منفصلة.
وحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فقد أثار مقتل أليكا أوجورشوكو، (39 عامًا)، وكذلك قضية بيوتي ديفيس، التي يُزعم أن رئيسها صاحب المطعم صفعها في وضح النهار، بعد أن طلبت الأجور المستحقة لها، نقاشًا عنصريًا في إيطاليا وسط حملة انتخابية تعتبر فيها الهجرة موضوعا مركزيا لتحالف يضم حزبين يمين متطرف وهو يميل إلى الفوز.
وقبل نحو أسبوع، تعرض أوجورشوكو للضرب حتى الموت فى بلدة، على ساحل البحر الأدرياتيكي، على يد رجل إيطالي، قالت التحقيقات أنه رد بعنف بعد أن حاول أوجورشوكو بيعه علبة مناديل.
واعتقل الجاني فيما بعد وقيل إنه يعاني من مشاكل نفسية، على الرغم من أن ماتيو لوكوني، نائب مفوض الشرطة، استبعد "الكراهية العنصرية" كدافع، وقال أن رده العنيف على البائع النيجيري كان بسبب "طلب ملح من أوجورشوكو للحصول على صدقة".
مسيرات تؤكد على الدافع العنصري
وخرجت احتجاجات في مدينة تشيفيتانوفا ، في مقاطعة ماشيراتا، كما خرجت مسيرة بقيادة إيطاليين سود من جميع أنحاء إيطاليا ، تطالب السلطات بالاعتراف بأن قتل النيجري كان بسبب العنصرية، وأكد منظموها أنهم سينضمون إلى الاتهام كمدعين مدنيين باسم الأشخاص الذين يتعرضون للعنصرية.
وفى غضون ذلك، يحقق المدعون العامون أيضا فى واقعة صفع ديفيس، 25 عامًا ، والتى تعمل كغسالة أطباق في مطعم بمنتجع شاطئي في المنطقة الجنوبية من كالابريا. ووقع الحادث فى وضح النهار عندما طلبت من صاحب عملها دفع أجرها المستحق. وزعمت أن الرجل لم يدفع لها أجرًا إلا لمدة ثلاث ساعات في اليوم، عندما كانت تعمل أكثر من 10 ساعات.
تعبئة اليمين
ونقلت "الجارديان" عن لورا بولدريني، وهي سياسية من الحزب الديمقراطي يسار الوسط، ألقت باللوم في الحوادث على "سنوات من الدعاية من قبل أقصى اليمين (رابطة إخوان إيطاليا)" التي "وصفت دائمًا المهاجرين بأنهم يشكلون تهديدًا لأمن الإيطاليين، مثل القتلة والمغتصبين، وبالتالى "فيمكنك استغلالهم، ودفع القليل من المال، وإهانتهم وضربهم".
ويقود حزب إخوان إيطاليا، وهو حزب ذو جذور فاشية جديدة برئاسة جورجيا ميلوني، ائتلافًا يضم رابطة ماتيو سالفيني وفورزا إيطاليا بقيادة سيلفيو برلسكوني والتي من المتوقع أن تفوز في الانتخابات في 25 سبتمبر/أيلول المقبل.
وفى وقت سابق، قال سالفيني إنه يأمل في أن تكون العقوبة ضد مهاجم أوورشوكو "أقصى حد ممكن" ، وردا على الهجوم على ديفيس ، قال: "إذا هاجم شخص آخر ، فهو مجرم. لسوء الحظ ، هناك مئات من الإيطاليين يهاجمون كل يوم ... لسنا هنا لتصنيف ما إذا كان العدوان أبيض أم أسود أم أصفر ".
وعلى الرغم من أن إيطاليا أصدرت تشريعًا في عام 1993 يحظر العنف العنصري وخطاب الكراهية، إلا أنه نادرًا ما يعترف القضاة بدافع العنصرية إذا وصلت القضية إلى المحكمة، وفقا للجارديان.