"بن إنوونوو" يحطم رقمين قياسيين بسوق الفن المعاصر
آلاف الزوار يتنقلون من معرض "آرت إكس" إلى بينالي لاجوس للفن المعاصر، وأسبوع الموضة في لاجوس، و"لاجوس فوتو".
تشهد سوق الأعمال الفنية في نيجيريا طفرة كبيرة، تمثلت أخيراً بتحطيم رقمين قياسيين للوحتين من توقيع "عراب" الحداثة الأفريقية الرسام النيجيري بن إنوونوو، في تأكيد على موقع القارة السمراء، كإحدى أكثر الأسواق دينامية في العالم حالياً.
وبيعت في 16 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لوحة للرسام النيجيري بن إنوونوو، تحمل اسم "كريستين"، مقابل 1.1 مليون جنيه إسترليني، ما يوازي 7 أضعاف السعر المتوقع لها، وقبلها في عام 2018، بيعت لوحة رسمها "إنوونوو"، وتحمل اسم "توتو" بـ1.2 مليون جنيه إسترليني، وهو رقم قياسي للفنان الذي توفي في 1994.
وقبل عقد، كان الفنانون الأفارقة البارزون غائبين إلى حد كبير عن المزادات العالمية لكن القارة السمراء أصبحت عامل جذب رئيسياً في الفن المعاصر والحديث.
ولم يسطع نجم إنوونوو إلا في عام 1994 بعد وفاته، ما يدل على الصناعة المتنامية والقيمة للفن. فقد باعت "بونهامز" و"سوذبيز"، وهما من أبرز دور المزادات في لندن، التحفتين اللتين أنجزهما الفنان النيجيري.
وقال جايلز بيبيات، مدير الفن الأفريقي في "بونهامز": "تعد أفريقيا واحدة من أسرع الأسواق نمواً في عالم الفن اليوم، ونيجيريا على رأس جنوب أفريقيا" في هذا المجال.
وكانت هذه الدار من بين أوائل دور المزادات في أوروبا التي راهنت بشكل كبير على القارة منذ عام 2007، حين نظم مزاد للفن الأفريقي بعنوان "آفريكا ناو".
وفي لاجوس العاصمة التجارية النابضة بالحياة، التي يسكنها 20 مليون شخص، يتوج الموسم الثقافي من أزياء ومهرجانات ثقافية وفنية هذا الأسبوع مع المعرض الدولي "آرت إكس".
وبعد 3 سنوات على بدايته، أصبح هذا المعرض واحداً من أبرز الأحداث الفنية التي تنظم في القارة، إذ يضم مجموعة غنية من الفن الأفريقي الحديث والمعاصر.
موناليزا الأفريقية
وفي نسخته من العام الماضي، جذبت "توتو" وهي لوحة بورتريه للأميرة إيفي أديتوتو أديميليوي لقبت "موناليزا الإفريقية"، التي كانت "ضائعة" لحوالي 40 عاماً، واكتشفت في عام 2018 عن طريق الصدفة في شقة في لندن، آلافاً عدة من الأشخاص، وفي نهاية العام أصبح المركز الاقتصادي لنيجيريا زاخراً في البريق والفنون.
ويتنقل آلاف الزوار من معرض إلى آخر، من معرض "آرت إكس" إلى بينالي لاجوس للفن المعاصر، وأسبوع الموضة في لاجوس، و"لاجوس فوتو"، وكلها تنظم بين شهري أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني.
وتشهد نيجيريا، أكبر اقتصادات القارة السمراء والعملاق النفطي في غرب القارة، توسعاً للطبقة المتوسطة وازدهاراً لنشاطات مصرفيين وصناعيين أثرياء، مع تنامي الشهية على اقتناء الأعمال الفنية المعاصرة.
ولا تزال أهم الأحداث الفنية تنظم في أوروبا، التي تتميز سوقها بهيكلية أفضل، وحماية أقوى من الأعمال الفنية المغشوشة، لذلك غالباً ما يقصد هواة الجمع لندن أو نيويورك لشراء الأعمال الفنية ونقلها إلى أفريقيا، بحسب جيس كاستيلوت، مدير متحف "ييميسي شيلون" الخاص للفنون، الذي يفتح أبوابه العام المقبل في ضواحي لاجوس.
وقال كاستيلوت: "ثمة هواة جمع ومحبون للفنون يريدون إعادة الصلة مع ثقافتهم وإرثهم"، لافتاً إلى أن مستثمرين جادين أبدوا اهتماماً بالفنون.
وفي نيجيريا كما في جنوب أفريقيا، ظهرت صناديق استثمارية بملايين الدولارات، مع توجه خاص إلى حيازة الأعمال الفنية وإعادة بيعها بأغلى ثمن ممكن مع التعويل على ارتفاع الطلب على الأعمال الفنية.
وأوضح كاستيلوت: "الأثرياء النيجيريون الذين كانوا ينفقون 250 ألف جنيه إسترليني (323 ألف دولار) على ساعة أو سيارة فارهة، باتوا يفضلون استثمار أموالهم في اللوحات أو المنحوتات".