لماذا اعتذر ملادينوف عن مهمته في ليبيا؟.. خبراء يجيبون
كشف خبراء لـ"العين الإخبارية"، أسباب اعتذار السياسي البلغاري نيكولاي ملادينوف، عن منصب المبعوث الأممي إلى ليبيا.
وأكد الخبراء أن ملادينوف انسحب قبل دخوله في معركة كبرى من عدة دول متداخلة في الأزمة الليبية، توقع أن يخسرها في النهاية، وأشاروا إلى أنه كانت له رؤية واقعية للملف لا تتماشى مع تعقيدات المشهد الليبي خارجيا وداخليا، لذلك قدم اعتذاره.
وكان السياسي البلغاري، أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، الثلاثاء، بالاعتذار عن منصب المبعوث الأممي إلى ليبيا.
الخوف من الفشل
عضو مجلس النواب الليبي خليفة الدغاري، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن ملادينوف وجد نفسه قد يواجه صعوبات في مهمته في ليبيا، لاحتدام الصراع بين القوى المتداخلة في الشأن الليبي.
وأضاف الدغاري، أنه رغم الدعم الدولي الظاهري للمبعوث الجديد، إلا أنه وجد نفسه بين المطرقة والسندان، ما جعله يعلن عن انسحابه حتى لا يقع ضحية التجاذبات وتقاطع مصالح الدول التي تتدخل بشكل سلبي وبطريقة فجة في الشأن الليبي، محذرًا من "حرب شرسة" لا تبقي ولا تذر.
المحلل السياسي الليبي ناصف الفرجاني قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن ضغوطًا دولية وراء اعتذار نيكولاي، مشيرًا إلى تخوفه من سعي قطر وتركيا لتقويض محاولات الوصول إلى حل وإعادة الأزمة إلى نقطة الصفر، في ظل عدم وجود ردع دولي، ما سيفشل مهمته قبل أن تبدأ. وتابع أن ملادينوف شعر بتقليص دوره بعد اقتراح بتكليف وسيط يحمل صفة رئيس الدائرة السياسية إلى جانب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا والتي أوكلت إلى دبلوماسي أفريقي.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، قرر مجلس الأمن الدولي فصل مهمة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وتعيين ممثل خاص لتنفيذ العملية السياسية والمفاوضات الدولية ومنسق منفصل للقيام بالأنشطة اليومية للبعثة.
قراءة واقعية
المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن ملادينوف أدرك منذ البداية أن مهمته ستكون شاقة، وسيكون مصيرها حتمًا الفشل.
وأكد المرعاش، أن ملادينوف أدرك أن قوى عظمى تسعى للاستئثار بالملف الليبي على حساب أخرى، ما سيعرضه لضغوط كبيرة لعدم إظهار المرونة والحيادية اللازمة التي يقتضيها عمله كمبعوث أممي للوصول إلى تسوية النزاع الذي امتد لأكثر من تسع سنوات.