نصف احتياطي كبريت العالم في العراق.. ثروات معطلة
يمتلك العراق نحو أكثر من نصف احتياطي العالم من الكبريت، غير أنها ثروة معطلة وغير مستغلة على النحو الأمثل.
وفي تقديرات كشفت عنها إحدى الشركات العراقية المختصة بمجال الثروات الطبيعية، فإن البلاد تمتلك أكثر من نصف احتياطي العالم من الكبريت الرسوبي.
وقال مدير عام الشركة العامة لكبريت المشراق، عبد المنعم نائف عبوش الجبوري، إن "احتياطي حقول المشراق 1 و2 و3 بمحافظة نينوى يقدر بـ354 مليون طن من مجموع احتياطي العالم البالغ 600 مليون طن من الكبريت الرسوبي".
والكبريت الرسوبي المنجمي هو ترسبات تراكمت عبر ملايين السنين، ويختلف عن الكبريت المنتج المصاحب لعمليات استخراج النفط والغاز، حيث إن الأول يضم العديد من المواد العضوية، وبالتالي يدخل في صناعات الأسمدة الفوسفاتية وحامض الكبريتيك والبارود والأدوية، كما يعد مبيدا نشطا للحشرات والآفات الزراعية.
أضاف الجبوري، أنه "تم استثمار حقول كبريت المشراق ضمن اتفاقية التعاون العراقية- البولونية من قبل مؤسسة (سنتروزاب) بداية سبعينيات القرن الماضي"، مشيراً إلى أن الشركة تنتج مواد "الكبريت المصفى" بشكل رئيس و"الشب" المستخدم في تصفية المياه و"الكبريت الزراعي المطحون" و"حامض الكبريتيك".
وأوضح أن "خط إنتاج الكبريت المصفى توقف منذ عام 2003 بسبب تعرض الشركة لأعمال السلب والنهب إبان أحداث التخريب التي رافقت الحرب على العراق"، مبيناً أن الشركة وضمن تخصيصاتها من الخطة الاستثمارية الخاصة بوزارة الصناعة والمعادن، عملت على إعادة تشغيل خط إنتاج الكبريت منذ عام 2010 وتعاقدت آنذاك مع إحدى الشركات العالمية المتخصصة في تجهيز حفارات آبار تخصصية للكبريت وتجهيز معمل لتصفيته.
وتأسست الشركة العامة لكبريت المشراق التابعة لوزارة الصناعة العراقية عام 1969، وبدأ إنتاج الكبريت من خلال عقد استثماري مباشر مع إحدى الشركات البولونية في 28 ديسمبر/كانون الأول عام 1971، وهو اليوم الذي اعتبر بعد ذلك عيد المناجم العراقية، واستمرت الشركة البولونية بالعمل حتى عام 1990.
وأبدى الجبوري، عن أسفه لـ"توقف أعمال تأهيل وتشغيل خط إنتاج الكبريت المصفى بعد احتلال عصابات "داعش" الإرهابية للمحافظة"، لافتاً إلى أن "وصول هذا الخط إلى العراق عام 2015 وإيداعه لدى الشركة العامة لصناعة الأسمدة الجنوبية في محافظة البصرة".
وأكد أن إدارة شركته "وضعت خطة منذ العام الماضي لإعادة تشغيل خط إنتاج الكبريت، بعد الحصول على الموافقات اللازمة من قبل الوزارة لنقل ونصب معمل التصفية الذي يعد الحلقة الأساسية لخط الإنتاج، والذي استورد من قبل شركة (ديفكو) الأمريكية بكلفة تقديرية بلغت 90 مليار دينار، وهي الآن بصدد إعادة تشغيله".
وكانت حقول كبريت المشراق تعرضت إلى 3 حرائق كبيرة ، في عام 2003 وكذلك 2016 عندما أحرق عناصر تنظيم داعش فضلات الكبريت في محاولة لعرقلة تقدم القوات الأمنية، وفي صيف 2019 امتدت ألسنة اللهب الناتجة عن حرائق حقول القمح والشعير لتصل إلى حقول الكبريت، ما تسبب بتلوث بيئي كبير.