نسرين أكيوز.. أول مدربة رياضية بطرف اصطناعي في الشرق الأوسط
أثبتت الشابة نسرين أكيوز أنه لا يوجد شيء مستحيل أمام الإرادة، فما يعتقده البعض ضعفاً صنعت منه قوتها.
ومن خلال قدم واحدة أثبتت نسرين أكيوز نفسها في عالم الرياضة بلبنان لتصبح أول مدربة رياضية بطرف اصطناعي في الشرق الأوسط، حتى أصبحت عنواناً لمقولة "لا فشل مع التصميم والعزيمة والمثابرة".
لم تسمح نسرين لرصاصة طائشة أصابتها بعمر السنتين أن تقعدها، تقبلت الأمر وسارت بخطوات ثابتة نحو هدفها، وفي حديث مع "العين الإخبارية" عادت بذاكرتها إلى سنة 1992 حين كانت تقف على شرفة منزلها يوم الانتخابات وإذ بطلقة نارية تخترق ساقها أدت إلى (غرغرينا) ما استدعى بترها ومع ذلك لم تضعف عاشت طفولتها من دون أن تشعر بالفرق عن زملائها لكن "لاحظت أحياناً أن سرعتي خلال حصة الرياضة أقل من غيري، أو أنني لا أستطيع القيام بحركات كما البقية من دون أن أدرك فكرة أن لدي طرفاً اصطناعياً، لكن سنة 1998 تعرضت لكسر في رجلي المبتورة عندما كنت ألعب كرة السلة، عندها استوعبت أنه لا يمكنني ممارسة كل ما يقوم به التلاميذ وفي عمر الـ11 سنة تعرضت لكسر ثان، حينها توقفت عن ممارسة الرياضة".
رغم كل الذي مرت به نسرين الا أن حبها لكرة السلة لم يتوقف وقالت: "اقتصر الأمر على مشاهدة زملائي يلعبون وعندما أتحمس وألعب معهم أنتبه كثيراً" وأضافت: "دخلت الجامعة وحصلت على شهادة إخصائية تغذية، لم أشعر أنه الاختصاص الذي أحبه، إذ كان شيء ينقصني، قررت أن أتخصص في التدريب الرياضي، وبالفعل حصلت على شهادة من الجامعة اليسوعية، ومن خلال ذلك اعتبرت أن بامكاني الوصول إلى حلمي وإن كان بطريقة ثانية، فبدلاً من أن أكون اللاعبة في الملعب ألعب دوراً في إعداد اللاعبين".
لم تكن الطريق على نسرين سهلة، فحتى خلال دراستها الجامعية سمعت الكثير من التعليقات السلبية منها أنها ستصل إلى طريق مسدود بسبب طرفها الاصطناعي، وعن ذلك تقول "حتى عندما كنت أتحدث عن الرياضة كان من حولي يستغربون، سمعت الكثير من الكلمات الجارحة، ما دفعني إلى الكشف عن طرفي المبتور سنة 2017 من خلال صورة، وذلك كردة فعل ورسالة أن ما ترونه نقطة ضعفي هو بالنسبة لي نقطة قوتي".
تمكنت نسرين من المشاركة في تدريب الفريق التركي "فنربخشة" الذي يلعب في أوروبا لتكون أول مدربة رياضية بطرف اصطناعي في الشرق الأوسط وقالت: "كل ما عانيته في لبنان من تنمر وإزعاج وجدت عكسه تماماً في الخارج، حيث تم تقديري لتصميمي على تحقيق حلمي، شجعوني وعاملوني كإنسان طبيعي أي من دون كلمات الشفقة، ما أعطاني قوة إضافية".
وبعد أن عادت نسرين إلى لبنان واجهت من جديد الرفض من قبل مسؤولي النوادي الرياضية وشرحت "بعد معرفتهم بوضعي يتم التحجج بأمور عدة لتبرير رفضي منها أني أحمل الجنسية التركية وإن كانت والدتي لبنانية، لذلك قررت أن أبحث عن فرصة جديدة في الخارج وإن كانت جائحة كورونا تشكل عائقاً الآن".
وإلى ذوي الحاجات الخاصة توجهت نسرين بالقول: "لا تعتبروا أي أمر يشكل عائقاً أمامكم، ولا تقبلوا أن يحسسكم أي إنسان بالشفقة، كونوا أقوياء، آمنوا بحلمكم وبأنفسكم وستصلون بالتأكيد إلى حيث تشاؤون".