شارع نيوجيه، المعروف أيضًا باسم "شارع البقر"، يعد واحدًا من الأماكن البارزة في بكين التي يعرفها جميع سكان العاصمة الصينية.
هذا الشارع من ضمن الوجهات السياحية المهمة في بكين، فهو لا يُعتبر مجرد شارع عادي، بل يحمل تاريخًا عميقًا وثريًا، وهو مرتبط كثيرًا بالثقافة العربية.
يُعتبر شارع نيوجيه موطنًا لأكبر تجمع سكني للمسلمين في بكين، وربما حتى في الصين بأكملها، وهو يجسد التنوع الثقافي والديني في البلاد، إذ يضم مساجد ومتاجر ومطاعم تقليدية تقدم طعامًا حلالاً وتعكس تراث المسلمين الصينيين من مختلف القوميات.
لا تقتصر جاذبية شارع نيوجيه على السكان المحليين فحسب، بل يستقطب العديد من الزوار الأجانب الذين يرغبون في استكشاف الثقافة الصينية المسلمة.
ومع الأسواق النابضة بالحياة والمأكولات الشهية التي يُقدمها، يعد شارع نيوجيه وجهة لا يمكن تفويتها لمن يزور بكين، خصوصًا أنك تلتقي فيه بالعديد من الطلاب الذين يلقون عليك السلام باللغة العربية.
ويرجع تاريخ شارع نيوجيه إلى أكثر من ألف سنة، ويمثل رمزًا للتنوع الثقافي والديني في بكين.
ويعتبر مسجد نيوجيه، الذي بُني قبل أكثر من ألف سنة، أقدم مسجد في بكين، حيث بدأت أعمال بنائه في عام 996 ميلادي.
وفي فترة أسرة مينغ، كان المسلمون يتجمعون في "شارع المسجد"، الذي يُعرف اليوم بشارع نيوجيه، وفي فترة أسرة تشينغ، أُطلق عليه اسم "شارع الرمان" نظرًا لوجود كثير من أشجار الرمان فيه، مما جعل الناس يسمونه "شارع البقر" بالصينية بسبب التشابه في النطق بين "نيو" (البقر) و"شي ليو" (الرمان).
على مر السنين، شهد شارع نيوجيه تطورًا هائلًا، حيث أصبح وجهة للعديد من المتاجر والمطاعم ذات الطابع القومي والإسلامي. ومع تزايد عدد السكان، تحسنت البيئة المعيشية بعد عمليات إصلاح وترميم في عام 2001، حيث تم توسيع الشارع وتحسين بيوته، وزادت مساحة السكن للأسر وتم تحسين البنية التحتية بشكل كبير.
اليوم، يُعتبر شارع نيوجيه واحدًا من أبرز الوجهات الإسلامية في بكين، حيث يضم أكبر متجر إسلامي والمستشفى الوحيد ذو الخصائص الإسلامية في المدينة، إلى جانب مرافق أخرى تسهل حياة سكانه.