سيناريو الحرب البرية بين حزب الله وإسرائيل.. «لن ينتصر أحد»
تصعيد متزايد بين حزب الله وإسرائيل في الأيام الأخيرة، خلط كثيراً من الأوراق وتجاوز قواعد المناوشات المعتادة، ليقف على حافة "حرب شاملة".
وبعد أيام من تفجيرات أجهزة الاتصال اللاسلكية (بيجرز ووكي توكي) في لبنان واستهداف قادة حزب الله في ضربة إسرائيلية بالضاحية الجنوبية لبيروت، قصفت القوات الجوية الإسرائيلية 290 هدفا في جنوب البلاد، مساء السبت.
وصباح الأحد، شن حزب الله هجومه الأعمق داخل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث أطلقت الجماعة اللبنانية 150 صاروخا وقذيفة وطائرة مسيرة وصل بعضها إلى ضواحي مدينة حيفا وبينما كانت الخسائر متواضعة، واضطر آلاف المدنيين إلى البحث عن ملجأ.
ووفقا لبيانه، كشف حزب الله عن استخدام صواريخ قصيرة المدى من طراز فادي 1 و2، وذلك للمرة الأولى. كما أعلن استهداف قاعدة رامات ديفيد الجوية الإسرائيلية، على بعد 15 ميلا جنوب شرق حيفا.
سيناريوهات التوتر
وعلى الرغم من أن انخفاض عدد الصواريخ التي أطلقت والتي جرى اعتراض معظمها، إلا أن الأضرار التي لحقت بالمباني كشفت عن فشل الدفاعات الجوية الإسرائيلية التي طالما افتخرت بها تل أبيب في التصدي لجميع الصواريخ، وهو الأمر الذي يعد علامة مقلقة، وفقا لما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية.
فيما تشير كثافة الهجمات الإسرائيلية المتزايدة إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو غير مستعدة لقبول أي شيء يفعله حزب الله ردًا على عملية "بيجر ووكي توكي" واغتيال القائد البارز بالجماعة اللبنانية إبراهيم عقيل، وقال نتنياهو "إذا لم يفهم حزب الله الرسالة، فأنا أعدكم أنه سوف يفهمها".
واعتبرت "الغارديان" أنه من الخطير الاعتقاد بأن إسرائيل ستنتصر بشكل حاسم إذا تصاعد القتال، لكن في الوقت نفسه يرى قادة إسرائيل أن أشهرًا من القصف المتبادل على الحدود لم يجلب السلام وما زال نحو 65 ألف إسرائيلي نازحين من منازلهم.
والتصعيد الأخير من حزب الله كان متوقعا وحتميا في الوقت نفسه بعد الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي دفعت نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم للإعلان عن أن الجماعة اللبنانية دخلت مرحلة جديدة في صراعها مع إسرائيل وهي المرحلة التي وصفها بأنها "معركة حساب مفتوحة".
تصريحات نتنياهو وقاسم تعني أن كلا الجانبين غير مستعد للتراجع، الأمر الذي يثير التساؤلات حول المدى الذي ستصل إليه وتيرة القصف عبر الحدود.
ووفق الغارديان، قد يؤدي أي صاروخ لحزب الله إلى مقتل العديد من الإسرائيليين سواء حدث ذلك عن عمد أو كنتيجة لخطأ في التقدير، لكن في كل الحالات سيدفع هذا السيناريو إسرائيل إلى رد فعل أكبر، وبالتالي المخاطرة بسقوط المزيد من الضحايا المدنيين في لبنان.
"الأمل الوحيد"
والأمل الوحيد قد يكون في رغبة كلا الجانبين في تجنب حرب برية ستكون أكثر دموية، لكن الأجواء المشحونة لا تسمح بالتأكد من ذلك، على حد قول الصحيفة.
ورغم انخراط القوات الإسرائيلية منذ ما يقرب من عام في قتال مستمر ضد حركة حماس في قطاع غزة إلا حدة الصراع تراجعت ونقلت تل أبيب الأسبوع الماضي الفرقة 98 من غزة إلي الشمال، وهو الأمر الذي يشير إلى احتمال أن يتوصل زعماء البلاد إلى استنتاج مفاده أن السبيل الوحيد لوقف الهجمات الصاروخية لحزب الله هو دخول جنوب لبنان، وذلك على الرغم من أن هذا السيناريو محفوف بالمخاطر خاصة وأنه لن يجعل إسرائيل قادرة على وقف الهجمات الصاروخية.
وتشير التقديرات إلى أن حزب الله لديه ما بين 30 ألفاً و50 ألف مقاتل جاهزين وعدد مماثل في الاحتياطي وهو ما يعني أنه قوة عسكرية أكبر وأكثر قدرة من حماس التي لا تزال في غزة رغم القصف الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.