الحائز على نوبل الاقتصاد: مطورو الذكاء الاصطناعي يسيرون في اتجاه خاطئ
«لا جدوى كبيرة من ابتكارات تتخلى عن البشر بدلا من تطويرهم»
على الرغم من كل الحديث حول الذكاء الاصطناعي وتأثيره الكبير على العالم، فإن آثاره الاقتصادية لن تكون مجدية ما دام يسير في اتجاه استبدال البشر بدلا من تطويرهم، وفقا لما يراه دارون عجم أوغلو الاقتصادي الأمريكي الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد في عام 2024.
وفي مقابلة نشرها موقع "تكنولوجي ريفيو"، قال عجم أوغلو إنه على الرغم من بعض التوقعات التي تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي سيضاعف نمو الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة، فإن الناتج المحلي الإجمالي قد لا يزيد إلا بنسبة تتراوح بين 1.1% و1.6% خلال السنوات العشر المقبلة، مع زيادة سنوية تقريباً في الإنتاجية تبلغ 0.05%. كما أنه من وجهة نظر عجم أوغلو فإن التأثير سيكون موجهًا.
وأوضح: "سنظل نحتفظ بالصحفيين، وسنظل نحتفظ بالمحللين الماليين، وسنظل نحتفظ بالعاملين في الموارد البشرية".
وتابع: "سيؤثر ذلك في مجموعة من الوظائف المكتبية التي تتعلق بتلخيص البيانات، والمطابقة البصرية، والتعرف على الأنماط، وما إلى ذلك. وهذه الوظائف تمثل في الأساس نحو 5% من الاقتصاد".
وأضاف عجم أوغلو أن التكنولوجيا لديها إمكانيات أكبر، لكنه يشعر بالقلق من أن شركات الذكاء الاصطناعي حتى الآن ركزت على الابتكارات التي قد تستبدل العمال البشريين على حساب تلك التي يمكن أن تجعلهم أكثر إنتاجية.
وتابع: "حجتي هي أننا نتبع الاتجاه الخطأ في الذكاء الاصطناعي حالياً.. نحن نستخدمه كثيرًا في الأتمتة وليس بما فيه الكفاية لتوفير الخبرة والمعلومات للعمال".
تصحيح مسار الابتكار
ويعتقد العالم الاقتصادي أن الابتكارات التي تحافظ على بقاء الناس في وظائفهم يجب أن تدعم النمو بشكل أفضل. لكنه يقول: "لا أعتقد أن الاستخدامات التكميلية للذكاء الاصطناعي ستظهر من تلقاء نفسها إلا إذا خصصت الصناعة طاقة ووقتًا كبيرين لتطويرها". وحتى في هذه الحالة، فإنه من غير المؤكد أن العمال أنفسهم سيستفيدون.
ونظرًا إلى هذا المزيج من الفوائد والمساوئ، يعتقد عجم أوغلو أنه قد يكون من الأفضل اعتماد الذكاء الاصطناعي بشكل أبطأ مما قد يفضله أنصار السوق الحرة. بينما يعتبر التنظيم الحكومي إحدى الطرق لتشجيع هذا الإيقاع المدروس، فإنه يعتقد أيضًا أنه إذا تراجع "الضجيج" حول الذكاء الاصطناعي، فإن التسرع في استخدامه "سيتباطأ بشكل طبيعي."
وتابع: "أعتقد أن هذا الضجيج يجعلنا نستثمر بشكل سيئ من حيث التكنولوجيا".
وأضاف: "كلما تقدمت بسرعة أكبر، وزاد الضجيج، أصبحت التصحيحات في المسار أقل احتمالًا. فمن الصعب جدًا، إذا كنت تقود بسرعة 200 ميل في الساعة، أن تقوم بالانعطاف 180 درجة".
aXA6IDMuMTQ0LjE4OC4xNyA= جزيرة ام اند امز
