نيهون هيدانكيو.. كل ما تريد معرفته عن المنظمة الحائزة على نوبل للسلام
سلط إعلان فوز منظمة نيهون هيدانكيو اليابانية بجائزة نوبل للسلام الأضواء على المنظمة الوحيدة التي تضم ناجين من القنبلة الذرية في هيروشيما وناغازاكي.
وقال رئيس لجنة نوبل النرويجية يورغن واتني فريدنيس لدى إعلانه اسم الفائز، إن اللجنة اختارت تكريم المنظمة "لجهودها المبذولة من أجل عالم خالٍ من الأسلحة النووية ولإثباتها، عبر شهادات، أن الأسلحة النووية يجب ألا تستخدم مجددا بتاتا".
ما منظمة نيهون هيدانكيو؟
وتأسست المنظمة في 10 أغسطس/آب وتضم في عضويتها منظمات فرعية في جميع المحافظات اليابانية الـ 47، وبالتالي تمثل جميع الهيباكوشا (هي كلمة ذات أصل ياباني لوصف الأشخاص الذين تأثروا بالقصف الذري على هيروشيما وناغازاكي لعام 1945).
جميع مسؤوليها وأعضائها من الهيباكوشا. حتى مارس/ آذار 1999 بلغ العدد الإجمالي للهيباكوشا الناجين الذين يعيشون في اليابان حوالي 300 ألف. وتتعاون منظمة هيدانكيو مع منظمات منع الانتشار النووي في عملها من أجل الدفاع عن حياة وحقوق هؤلاء الناس.
وتلعب منظمة هيدانكيو دوراً رئيسياً في الحركة ضد القنابل الذرية والنووية. ولا تشارك المنظمة في عدد من فعاليات السلام خلال الصيف فحسب، بل ترسل ممثلين لها في جميع أنحاء اليابان، الذين يشهدون على تجاربهم مع القنبلة الذرية، ويساعدون في الترويج للرأي العام من أجل حظر الأسلحة النووية والقضاء عليها.
على المستوى الدولي، ترسل منظمة هيدانكيو العديد من الهيباكوشا إلى بلدان أخرى، الذين يناشدون بمنع الحرب النووية وإلغاء الأسلحة النووية، ويبلغون الناس في جميع أنحاء العالم بالأضرار الناجمة عن القنبلة الذرية، وبالتالي المساعدة في تطوير حركة السلام في كل مكان في العالم. وبفضل هذه المساهمات، تم ترشيح هيدانكيو مرتين لجائزة نوبل للسلام، في عامي 1985 و1994.
الأهداف الرئيسية للمنظمة:
1) منع الحرب النووية والقضاء على الأسلحة النووية، بما في ذلك التوقيع على اتفاقية دولية للحظر الكامل والقضاء على الأسلحة النووية. وعقد مؤتمر دولي للوصول إلى هذا الهدف يشكل جزءًا من المطلب الأساسي لمنظمة هيدانكيو.
2) تعويض اليابان عن الأضرار التي سببتها القنبلة الذرية. وضرورة الاعتراف بمسؤولية الدولة عن شن الحرب التي أدت إلى الأضرار التي سببتها القنبلة الذرية، ويجب تقديم تعويضات.
3) تحسين السياسات والتدابير الحالية بشأن حماية ومساعدة الهيباكوشا.
مجالات النشاط الرئيسية
1) إجراءات لمنع الحرب النووية والحظر الكامل للأسلحة النووية
سرد قصص الهيباكوشا لتعريف الناس بتجارب الأسلحة النووية والأضرار الفعلية والآثار المترتبة على القصف الذري، سواء داخل اليابان أو خارجها؛ وإرسال ضحايا القنبلة الذرية إلى الأمم المتحدة والدول النووية وغيرها من البلدان والمناطق حول العالم؛ والمساعدة في تطوير عمال السلام في المستقبل من خلال تعريفهم بتجارب المعاناة من القصف الذري.
2) إجراءات لسن قانون لمساعدة الهيباكوشا يوفر تعويضات حكومية للهيباكوشا أنفسهم وأسرهم المفجوعة، فضلاً عن ضمان عدم تعرض أي شخص في العالم لمثل ما عانوا منه. وتشمل هذه الأنشطة حملات التوقيعات والمسيرات والاعتصامات والعديد من الأشكال الأخرى.
3) تقديم المشورة والمساعدة الأخرى للهيباكوشا في الصعوبات التي يواجهونها فيما يتعلق بالصحة والمعيشة.
الأنشطة الرئيسية منذ تأسيس هيدانكيو
تنظم هيدانكيو عشرات الحملات كل عام لحث الحكومة اليابانية والبرلمان على اتخاذ خطوات لتعريف المجتمع الدولي بالبعد الكامل للضرر الناجم عن القصف الذري.
كما تطالب هيدانكيو الحكومة اليابانية بالاعتراف بمسؤولية الدولة اليابانية عن شن الحرب، والتي أدت في النهاية إلى القصف الذري، وضرورة تقديم تعويضات حكومية لأسر الضحايا، وكذلك للمصابين الذين لحقت بهم أضرار صحية (من خلال سن قانون مساعدة الهيباكوشا).
ورغم رفض الحكومة اليابانية وأجهزة الدولة الأخرى الاعتراف بمسؤوليتها عن الحرب، فقد اضطرت إلى الرضوخ لمطالب الهيباكوشا، مثل: سن "قانون الرعاية الطبية لضحايا القنبلة الذرية" في عام 1956 و"قانون التدابير الخاصة (للضحايا)" في عام 1967. وفي ديسمبر/كانون الأول 1994، تم إقرار قانون باسم "قانون مساعدة الهيباكوشا"، على الرغم من أن هذا القانون لا يوفر تعويضات من الدولة ولا يعترف بمسؤولية الدولة عن الحرب. وتواصل منظمة هيدانكيو حملتها التشريعية، مطالبة بنظام للتعويض من الدولة.
ومن بين المشاريع الرئيسية التي شاركت فيها منظمة هيدانكيو التحضير لندوة المنظمات غير الحكومية الدولية عام 1977، وخلال وبعد ثمانينيات القرن العشرين.
وفي إطار الحركة الرامية إلى إرساء قانون مساعدة الهيباكوشا، قامت منظمة هيدانكيو بجمع التوقيعات من أكثر من ثلثي أعضاء البرلمان الياباني، فضلاً عن القرارات التي تبنتها نحو 75% من جميع الجمعيات المحلية اليابانية. وبلغ عدد التوقيعات التي تم جمعها على مستوى البلاد في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين أكثر من 20 مليون توقيع.