جائزة نوبل في الكيمياء.. لماذا خاصمت الأردني عمر ياغي مجددا؟ (خاص)
منذ فترة طويلة يتم وضع العالم الأردني الأمريكي عمر ياغي، ضمن ترشيحات الحصول على جائزة نوبل في الكيمياء، لكنه لا يحصل عليها.
ويرى ماهر القاضي، الأستاذ المساعد في قسم الكيمياء والكيمياء الحيوية بجامعة كاليفورنيا-لوس أنجلوس الأمريكية، أن حصول ياغي على الجائزة هو "مسألة وقت".
ووضع ياغي اللبنة الأساسية لما يعرف بـ"مواد الأطر المعدنية العضوية البلورية"، والتي وصل عددها الآن إلى 90 ألف مركب، ويمكن تطويعها للدخول في كثير من مجالات الحياة من تخزين الطاقة إلى تحلية المياه وتنقيتها، وغيرها من المجالات.
ويقول القاضي لـ"العين الإخبارية": "حصول مادة بهذه الأهمية على الجائزة هو مسألة وقت، لأن صاحبها دائما ما يكون موجودا بين الترشيحات، لكن الملاحظ أن أغلب جوائز نوبل في الكيمياء تذهب إلى مجالي الكيمياء الجزيئية والكيمياء الجزيئية الحيوية، وذلك وفقا لدراسة إحصائية نشرت مؤخرا بدورية نيتشر".
وينتمي مجال البروتينات الذي منح جائزة هذا العام إلى مجال الكيمياء الجزيئية الحيوية، لذلك لم يكن مستغربا حصوله على الجائزة، ولكن كانت المفاجأة بالنسبة للمجتمع العلمي هو منح العلم المبني على الذكاء الاصطناعي جائزة نوبل في الكيمياء بعد ساعات من منحه جائزة نوبل في الفيزياء.
ويقول القاضي: "صحيح أنه حقق اختراقات كبيرة، لكن لا تزال أدواته حديثة بعض الشيء، وتحتاج لبعض الوقت لتقييم تأثيرها، وذلك إذا ما تم مقارنتها بمواد مثل (الأطر المعدنية العضوية البلورية)، وهو مجال بدأه عمر ياغي منذ 30 عاما، ولا يزال يتطور كل يوم".
وكانت الجائزة قد ذهبت لثلاثة علماء، أولهم ديفيد بيكر الذي نجح في تطوير برنامج ساعده على إنجاز شبه مستحيل لبناء أنواع جديدة تماما من البروتينات، فيما طور ديميس هاسابيس وجون جامبر نموذجا للذكاء الاصطناعي لحل مشكلة عمرها 50 عاما، وهي التنبؤ بالهياكل المعقدة للبروتينات.
وتتكون البروتينات عموما من 20 حمضا أمينيا مختلفا، التي يمكن وصفها بأنها لبنات بناء الحياة، وفي عام 2003، نجح ديفيد بيكر في استخدام هذه الكتل لتصميم بروتين جديد لا يشبه أي بروتين آخر، ومنذ ذلك الحين، أنتجت مجموعته البحثية إبداعا بروتينيا مبتكرا تلو الآخر، بما في ذلك البروتينات التي يمكن استخدامها كأدوية ولقاحات ومواد نانوية وأجهزة استشعار صغيرة.
ويتعلق الاكتشاف الثاني بالتنبؤ بهياكل البروتين، وفي البروتينات، ترتبط الأحماض الأمينية معا في خيوط طويلة تنطوي لتكوين بنية ثلاثية الأبعاد، وهو أمر حاسم لوظيفة البروتين، ومنذ سبعينيات القرن العشرين، حاول الباحثون التنبؤ بهياكل البروتين من تسلسلات الأحماض الأمينية، لكن هذا كان صعبا للغاية، وقبل أربع سنوات، كان هناك اختراق مذهل.
وفي عام 2020، قدم ديميس هاسابيس وجون جامبر نموذجا للذكاء الاصطناعي يسمى (AlphaFold2)، وبمساعدته، أصبح من الممكن التنبؤ ببنية جميع البروتينات البالغ عددها 200 مليون بروتين تقريبًا.
ومنذ هذا الاختراق، تم استخدام (AlphaFold2) من قبل أكثر من مليوني شخص من 190 دولة، ومن بين عدد لا يحصى من التطبيقات العلمية، يمكن للباحثين الآن فهم مقاومة المضادات الحيوية بشكل أفضل وإنشاء صور للإنزيمات القادرة على تحلل البلاستيك.
aXA6IDMuMTM3LjIxOC4xNzYg جزيرة ام اند امز