نورة الكعبي من الموصل: إعمار الجامع النوري رسالة إنسانية وحضارية (فيديو)

أكدت نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة دولة بدولة الإمارات، أن إعادة افتتاح الجامع النوري والمئذنة الحدباء في مدينة الموصل العراقية يمثل "رسالة إنسانية وحضارية تؤكد أن الحياة تعود من جديد حين يجتمع الناس حول ثقافتهم وهويتهم".
وقالت الكعبي، في كلمة لها خلال الاحتفالية الكبرى التي شهدتها الموصل اليوم الإثنين، إن نجاح مشروع إعادة الإعمار لم يكن ليتحقق لولا دعم الحكومة العراقية ووزير الثقافة وأهالي الموصل الذين "بهمتهم وإيجابيتهم شجعوا على إنجاز هذا المشروع الذي يعيد الحياة لمعالم تاريخية وثقافية بارزة".
وأضافت أن دولة الإمارات، بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، نظرت إلى هذا الإعمار باعتباره "مسؤولية دولية وإنسانية مشتركة"، مشيرة إلى أن المشروع جرى تنفيذه بالشراكة مع العراق ومنظمة اليونسكو والوقف السني ووزارة الثقافة العراقية.
وأوضحت أن إعادة إعمار الجامع النوري لم تقتصر على "إحياء الحجر" بل "إحياء الروح أيضا"، حيث أصبح رمزا للتعايش والتعددية، وفتح فرصا للشباب العراقي في العمل والتدريب، وأعاد للمدينة ثقتها بنفسها باعتبارها أرض حضارة وانفتاح.
وشددت على أن "إعادة الحياة للتراث تعني إعادة الثقة بالمستقبل"، مؤكدة أن الحفاظ على الإرث الإنساني "مسؤولية أخلاقية ونهج ثابت في رؤية قيادة دولة الإمارات".
وتابعت الكعبي أن المشروع الذي تضمن إعادة إعمار الجامع النوري والكنائس التاريخية في الموصل "نجح بفضل روح الشباب الموصلي وقيادة العراق والشراكة الدولية"، معتبرة أن صون هذا التاريخ هو "واجب واحتفال بالتعددية التي تجعل الموصل مدينة زاهية".
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قد افتتح اليوم الجامع النوري والمئذنة الحدباء بعد إعادة إعمارهما، في احتفالية شارك فيها رجال دين من مختلف الطوائف وشخصيات سياسية وأكاديمية وشيوخ عشائر. كما شمل الافتتاح كنيستي الطاهرة للسريان الكاثوليك والساعة للآباء الدومينيكان اللتين تضررتا بفعل إرهاب داعش.
ويعود تاريخ الجامع النوري إلى عام 1172م حين شيده نور الدين زنكي، ويعد من أبرز معالم الموصل التاريخية. وفي عام 2014 أعلن زعيم داعش المقتول أبو بكر البغدادي من منبره ما سماها "الخلافة"، قبل أن يقدم التنظيم على تفجيره بالكامل عام 2017 مع تقدم القوات العراقية لاستعادة المدينة.
وفي إطار مبادرة "إحياء روح الموصل" التي أطلقتها اليونسكو عام 2018، تكفلت دولة الإمارات بتمويل مشروع إعادة إعمار الجامع ومئذنته بميزانية بلغت أكثر من 50 مليون دولار، في خطوة جسدت التزامها بدعم العراق والحفاظ على التراث الإنساني في مواجهة محاولات الطمس والتدمير التي خلفها الإرهاب.