هل يمكن مكافحة نووي كوريا الشمالية بلحم البقر والأرز؟
مع تزايد حجم الترسانة النووية لكوريا الشمالية، باتت الولايات المتحدة تشعر بالقلق، مما طرح سؤالا: هل تستطيع أمريكا التعايش مع كوريا الشمالية نووية؟
إلا أن السؤال الذي لا تريد واشنطن طرحه، سيتطلب من أمريكا اتخاذ بعض الإجراءات للحد من مخاطر تلك الأسلحة، وعلى وجه الخصوص، سيتعين عليها كبح جماح إنتاج كوريا الشمالية للأسلحة النووية؛ لأن المخاطر تتزايد بشكل كبير، بحسب صحيفة «ذا ناشيونال إنترست».
وفي حين لا تزال حكومة الولايات المتحدة تسعى إلى نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية، فقد زعم كبار المسؤولين الأمريكيين مؤخراً أن الولايات المتحدة مستعدة للتفاوض على خطوات مؤقتة لتحقيق هذا الهدف، ما يعني أن حكومة الولايات المتحدة تعتقد أنها قادرة على التعايش مع الأسلحة النووية الكورية الشمالية لفترة طويلة من الزمن.
محفوف بالمخاطر
إلا أن هذا الاعتقاد «أمر محفوف بالمخاطر لأسباب عديدة»، تقول الصحيفة الأمريكية، مضيفة: إذا كان لدى زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، ما بين خمسة إلى عشرة أسلحة نووية فقط ودولة مستقرة للغاية، فسيكون هذا شيئًا واحدًا، لكن من المرجح أن كيم يمتلك بالفعل ما بين خمسين إلى مائة سلاح نووي أو نحو ذلك، ويبدو أنه يسعى لإنتاج المئات منها بمعدل متزايد بشكل كبير.
وحذرت من أن عدم الاستقرار في كوريا الشمالية والمخزون المتزايد من الأسلحة النووية يمكن أن يشجعها على تنفيذ هجمات محدودة بالقوة التقليدية على الجنوب، وربما حتى هجمات نووية، ما يضع الولايات المتحدة في موقف صعب لأن؛ أي رد عسكري على مثل هذه الاستفزازات يمكن أن يتصاعد إلى الاستخدام الكامل للأسلحة النووية من قبل كوريا الشمالية.
وأعربت عن اعتقادها، من أن كيم يأمل أن يؤدي تأثير «الظل النووي» هذا إلى تقويض التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، مشيرة إلى أن الأخيرة تشعر بالقلق إزاء تهديد كيم بإبادة كوريا الجنوبية، أو على الأقل احتلالها وضمها.
فـ«بمجرد بدء الصراع العسكري، قد لا تتمكن الولايات المتحدة من السيطرة على التصعيد اللاحق»، تقول الصحيفة الأمريكية، مشيرة إلى أن عدم الاستقرار في كوريا الشمالية من شأنه أن يشكل عاملاً مؤثراً في سلوك كيم، وقد يؤدي عدم الاستقرار هذا إلى زيادة استخدامه للاستفزازات لصرف انتباه الكوريين الشماليين عن ظروفهم المعيشية.
عناصر مارقة
خطر آخر من وصول كوريا الشمالية إلى عتبة الدول النووية، يتمثل في احتمال حصول بعض العناصر المارقة في الشمال على سلاح نووي مع تزايد المخزون النووي لدى كوريا الشمالية بمرور الوقت، بحسب الصحيفة الأمريكية، التي قالت إنه غير معروف ما إذا كانت كوريا الشمالية لديها تدابير وقائية مثل الولايات المتحدة المصممة لمنع تفجير سلاح نووي دون موافقة الزعيم.
وأشارت إلى أنه سيكون لدى النظام الكوري الشمالي العديد من الأسباب للادعاء بأن أي تفجير نووي مارق أو حادث سلاح نووي كان في الواقع هجومًا نوويًا أمريكيًا على كوريا الشمالية، ما سيتيح للأخيرة بعد ذلك أن تشن ضربة نووية انتقامية على الجنوب و/أو الولايات المتحدة.
فهل تمتلك الولايات المتحدة التكنولوجيا اللازمة لإثبات سريع (في غضون ساعات؟) أن الانفجار النووي في كوريا الشمالية كان في الواقع سلاحًا نوويًا كوريًا شماليًا وليس سلاحًا نوويًا من الولايات المتحدة؟ وهل يتم فحص مثل هذه الإجراءات التحليلية من قبل المجتمع الدولي للحصول على الدعم الدولي؟
تساؤلات طرحتها الصحيفة الأمريكية، دون أجوبة، مشيرة إلى أنه مع نمو المخزون النووي لكوريا الشمالية، فقد يميل كيم إلى بيع بعض الأسلحة النووية لأطراف ثالثة، ما يعني أن واشنطن قد لا تكون في وضع يسمح لها بمنع مثل هذه المبيعات.
تساؤلات طرحتها الصحيفة الأمريكية، دون أجوبة، مشيرة إلى أنه مع نمو المخزون النووي لكوريا الشمالية، فقد يميل كيم إلى بيع بعض الأسلحة النووية لأطراف ثالثة، ما يعني أن واشنطن قد لا تكون في وضع يسمح لها بمنع مثل هذه المبيعات.
فهل يمكن كبح جماح كوريا الشمالية؟
تقول «ذا ناشيونال إنترست»، إن هناك العديد من الإجراءات المحتملة من جانب الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية؛ أحدها تقديم عرض أحادي بتزويد كوريا الشمالية بخمسين طناً من الأرز وعشرة أطنان من لحم البقر كل شهر إذا تم فتح محطة كانغسون للتخصيب النووي للتفتيش ثم إغلاقها.
وأشارت إلى أن كيم قد يرفض مثل هذا الاقتراح بسرعة، لكن مع تسرب المعلومات حول الاقتراح إلى النخب الكورية الشمالية، فقد يكون هناك بعض الضغوط بين النخب لقبوله.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية شن حملة إعلامية أكثر عدوانية ضد كوريا الشمالية، تبدأ بالتركيز على الأخبار الخارجية وموسيقى البوب الكورية، على غرار البث الدعائي الذي استأنفته كوريا الجنوبية مؤخرًا عبر المنطقة المجردة من السلاح.
وقد وصف كيم موسيقى البوب الكورية بأنها «سرطان خبيث» يمكن أن يتسبب في انهيار النظام، وهي فرصة واضحة للضغط لدعم اقتراح أحادي الجانب لتجميد أجزاء من إنتاج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية على النحو المقترح أعلاه.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإنه من الممكن -أيضاً- أن تهدد كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بقصف كوريا الشمالية بقصص عن والدة كيم ووالدها إذا لم يغلق كيم منشأة يونجبيون لتخصيب اليورانيوم، مشيرة إلى أن كيم حساس لأن والدته ولدت في اليابان وكانت راقصة وكان والدها متعاونًا يابانيًا دعم المجهود الحربي الياباني في الحرب العالمية الثانية - وهي معلومات من شأنها أن تجعل والدته عضوًا في أدنى طبقة في نظام الطبقات السياسية في كوريا الشمالية، مما سيشكك في شرعية كيم كزعيم لكوريا الشمالية.
واختتمت الصحيفة الأمريكية بالتأكيد على أن «مخاطر التعايش مع الأسلحة النووية الكورية الشمالية، خاصة مع تزايد أعدادها، مرتفعة»، مشيرة إلى أنه إذا قررت الولايات المتحدة القيام بذلك، فإنها بحاجة إلى بذل كل جهد ممكن لإبطاء أو وقف نمو مخزون الأسلحة النووية لكوريا الشمالية للحد من هذه المخاطر، كما تحتاج إلى وضع استراتيجية استجابة مرنة مع سياسات ردع واضحة للتعامل مع كل من هذه الاحتمالات.
aXA6IDE4LjExOS4xMDYuNjYg جزيرة ام اند امز