زعيم كوريا الشمالية و"ميشا الفظ".. ما سر الاستمتاع؟
لم تكن زيارة زعيم كوريا الشمالية إلى روسيا حتى الأمس، هادئة، فما بين قاذفات وصواريخ وطائرات كان جدوله حافلا بالمحطات الاستراتيجية والمثيرة.
فبعد يوم من تفتيش القاذفات الروسية ذات القدرة النووية وغيرها من الأسلحة المتقدمة، كان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في وضع أخف، الأحد.
إذ شوهد وهو يقوم بجولة في متحف بريمورسكي المائي "أكواريوم"، بمدينة فلاديفوستوك في جزيرة روسكي، وهو أكبر حوض للأحياء المائية في روسيا، حيث شاهد عروضا تضم الحيتان البيضاء والدلافين، وفقمات الفراء وحيوان "ميشا الفظ" الذي بدا أنه يستمتع به بشكل خاص، وفقا لوسائل إعلام روسية.
وحيوان "ميشا الفظ" يزن حوالي طن، ويعتبر من أكبر الثدييات البحرية، وله أنياب طويلة وشارب، فضلا عن أنه يلتهم حوالى 30 كيلو سلمون أحمر يوميًا.
في هذه الأثناء، نشرت وكالة أنباء ريا نوفوستي الروسية مقاطع فيديو لكيم - وهو يرتدي بدلة سوداء ويرافقه كبار مسؤوليه - يتحدث مع المسؤولين الروس من خلال مترجمين أثناء سيره في حرم جامعة الشرق الأقصى الفيدرالية في جزيرة روسكي.
وأظهر مقطع فيديو نشره وزير الموارد الطبيعية الروسي ألكسندر كوزلوف، زعيم كوريا الشمالية وهو محمي من المطر الخفيف أثناء عرضه في أنحاء الحرم الجامعي.
وأخبر كوزلوف كيم أن هناك كوريين شماليين يدرسون، وأن الجامعة ستكون سعيدة باستقبال طلاب كوريين شماليين يدرسون الطاقة الكهرومائية، وفقا لوسائل الإعلام الرسمية الروسية.
وسلطت رحلة كيم، التي أبرزتها قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الأربعاء الماضي، الضوء على مدى توافق مصالح البلدين في مواجهة المواجهات المنفصلة والمكثفة مع الغرب.
وقال مسؤولون أمريكيون وكوريون جنوبيون إن كوريا الشمالية يمكن أن تقدم ذخائر تشتد الحاجة إليها في حرب روسيا على أوكرانيا، مقابل تكنولوجيا أسلحة روسية متطورة من شأنها تعزيز طموحات كيم النووية.
وبعد يوم من زيارة مصنع ينتج أقوى الطائرات المقاتلة الروسية، سافر كيم، يوم السبت إلى مطار بالقرب من فلاديفوستوك، حيث أطلعه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وغيره من كبار المسؤولين العسكريين عن قرب على القاذفات الاستراتيجية الروسية والقوات الجوية، وطائرات حربية أخرى.
وسبق أن عقد بوتين اجتماعا مع كيم، في القاعدة الفضائية الرئيسية في روسيا، وهو الموقع الذي أشار إلى رغبته في الحصول على مساعدة موسكو في جهوده للحصول على أصول الاستطلاع الفضائية وتكنولوجيات الصواريخ.
ويقول خبراء إن التعاون العسكري المحتمل بين البلدين يمكن أن يشمل جهودا لتحديث القوات الجوية الكورية الشمالية التي عفا عليها الزمن، والتي تعتمد على طائرات حربية أرسلت من الاتحاد السوفيتي في الثمانينيات.
كما أعاد كيم التركيز في الأشهر الأخيرة على تعزيز القوات البحرية للبلاد، والتي يقول محللون إنها قد تكون مدفوعة بطموحات الحصول على التقنيات الروسية المتطورة لغواصات الصواريخ الباليستية والغواصات ذات الدفع النووي، فضلا عن بدء تدريبات بحرية مشتركة بين البلدين.
روسيا تبدد مخاوف الغرب
لكن موسكو، بددت مخاوف الغرب القلِق، وذلك بإعلانها عدم توقيع أية اتفاقات بشأن المسائل العسكرية خلال زيارة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
والجمعة الماضية، قال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، إنه لم تكن هناك خطة لتوقيع أية اتفاقيات رسمية خلال الزيارة، التي شهدت إجراء كيم محادثات ثنائية مع الرئيس فلاديمير بوتين.
وفي اليوم نفسه، كد بوتين أن روسيا لن تنتهك أية اتفاقيات تتعلق بكوريا وذلك عند اجتماعه مع الزعيم الكوري الشمالي، في أقصى شرق روسيا.