ماذا يعني إطلاق كوريا الشمالية صاروخا باليستيا قادرا على بلوغ أمريكا؟
في رسالة تحذير «قوية»، أطلقت كوريا الشمالية، صاروخا باليستيا عابرا للقارات يعمل بالوقود الصلب من طراز «هواسونغ-18».
وأفادت وسائل إعلام كورية شمالية رسمية الثلاثاء أنّ الزعيم كيم جونغ-أون أشرف الإثنين شخصياً على «تجربة إطلاق» صاروخ باليستي عابر للقارات من طراز «هواسونغ-18»، والذي يعد الأقوى على الإطلاق في ترسانة بيونغ يانغ والقادر نظرياً على بلوغ البرّ الأمريكي.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية إنّ «تجربة إطلاق الصاروخ الباليستي العابر للقارات هواسونغفو-18 أجريت كعملية عسكرية مهمّة لكي نُظهر للأعداء بوضوح الرغبة الساحقة للقوات النووية الاستراتيجية لكوريا الديمقراطية وقوتها التي لا مثيل لها».
ونقلت الوكالة عن كيم قوله إنّ هذه التجربة أرسلت «إشارة واضحة إلى القوى المعادية»، مشيرة إلى أن كيم «حدّد مهامّ جديدة مهمّة لتطوير القوات النووية الاستراتيجية لكوريا الديمقراطية».
وقال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون، إن عملية الإطلاق أظهرت الخيار الذي سيتخذه عندما تتخذ واشنطن قرارا خاطئا.
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أنه تم إطلاق الصاروخ كإجراء تحذيري قوي في ظل الوضع الخطير، حيث إن التهديد العسكري للقوات المعادية ضد كوريا الشمالية أصبح مكشوفا وخطيرا على نحو متزايد.
وطار الصاروخ مسافة 1,002.3 كيلومتر لمدة 4,415 ثانية (73 دقيقة و35 ثانية) على أقصى ارتفاع يبلغ 6,518.2 كيلومترا قبل سقوطه بدقة في المياه المستهدفة في أعالي البحار في البحر الشرقي وفقا للوكالة.
وأفادت بأن الزعيم كيم أعرب عن رضاه العميق عن عملية الإطلاق، قائلا إنها عرض عملي للحالة الفعلية والموثوقية للقدرات الضاربة الهائلة والردع المطلق للحرب النووية الذي تمتلكه القوات المسلحة الكورية الشمالية.
وقال كيم إن عملية الإطلاق كانت مناسبة لإظهار العمل الذي استعدت له كوريا الشمالية بوضوح والخيار الذي ستتخذه عندما تتخذ واشنطن قرارا خاطئا ضدها، مؤكدا على أن التدريبات أظهرت مرة أخرى بشكل واضح إرادة كوريا الشمالية في اتخاذ أقوى الإجراءات المضادة وقوتها الساحقة.
وقالت الوكالة إن كيم شدد أيضا على ضرورة أن يواجه الشمال بقوة التهديدات العسكرية للأعداء بمزيد من الأعمال الهجومية من خلال تبني طريقة أكثر تطورا وتهديدا عندما يواصل الأعداء اتخاذ خيار خاطئ.
وكانت كوريا الجنوبية قالت يوم الإثنين إنّ الصاروخ الذي أطلقته بيونغ يانغ هو صاروخ باليستي عابر للقارات يعمل بالوقود الصلب وهي تقنية تجعل نقل الصواريخ أسهل وإطلاقها أسرع مقارنة بتلك التي تعمل بالوقود السائل.
والتجربة التي أجرتها كوريا الشمالية الإثنين هي الثالثة التي تختبر فيها الدولة النووية صاروخاً باليستياً عابراً للقارات يعمل بالوقود الصلب، بعد تجربة أولى في أبريل/نيسان وثانية في يوليو/تموز الماضي.
ماذا تعني تلك التجارب؟
رأى محلّلون في تتالي هذه التجارب إشارة إلى جهود متواصلة تبذلها بيونغ يانغ لتحسين هذه التكنولوجيا.
وأعلنت كوريا الشمالية العام الماضي نفسها قوة نووية على نحو «لا رجعة عنه»، مؤكدة أنّها لن تتخلّى عن برنامجها النووي الذي يعتبره النظام ضرورياً لبقائه.
جاءت هذه التجارب الصاروخية المحظورة بموجب قرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي في أعقاب تبادل اتهامات بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من جهة وكوريا الشمالية من جهة أخرى.
وعقدت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في واشنطن الجمعة جلستهما الثانية للمجموعة الاستشارية النووية والتي ناقش فيها البلد ملف الردع النووي في حال نشوب نزاع مع الشمال.
والسبت، وجّهت واشنطن وسيول تحذيراً شديد اللهجة إلى بيونغ يانغ من أنّ أيّ هجوم نووي قد تشنّه على الولايات المتحدة أو كوريا الجنوبية سيعني نهاية النظام الكوري الشمالي.
وانتقد متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الشمالية الأحد خطط البلدين لتوسيع تدريباتهما العسكرية المشتركة السنوية العام المقبل لتشمل تدريبات على عمليات نووية.
وأجرت كوريا الشمالية هذا العام عدداً قياسياً من التجارب العسكرية المحظورة. وفي نوفمبر/تشرين الثاني، وضعت كوريا الشمالية بنجاح في المدار قمراً اصطناعياً للتجسّس العسكري.
وتؤكّد بيونغ يانغ أنّ هذا القمر يمدّها بصور لمواقع عسكرية في الولايات المتّحدة وكوريا الجنوبية.