مسيرات بوينغ يانغ "المتسللة".. مفاجأة كيم "غير السارة" للغرب
يرى تحليل حديث أن كوريا الشمالية طورت استراتيجية بالغة الأهمية في استعمال الطائرات بدون طيار "الطائرات المسيرة".
واعتبر التحليل -الذي نشره موقع "إن كيه نيوز" المتخصص في شؤون كوريا الشمالية- أن إخفاق الجيش الكوري الجنوبي في اعتراض أو إسقاط خمس طائرات مسيرة كورية شمالية دخلت المجال الجوي للبلاد هذا الأسبوع أظهر القيمة الاستراتيجية البالغة الأهمية التي توفرها تلك القدرات لبيونغ يانغ.
إذ يقول خبراء متخصصون في هذه الطائرات، إن كوريا الشمالية أحرزت تقدما كبيرا في الدفع بتلك التطويرات كأدوات للحرب.
وقالت المحاضرة بجامعة سنغافورة بيريل بونغ إن "القدرة على التكيف" التي تتمتع بها الطائرات المسيرة تعتبر جزءًا مهما من جاذبيتها لدى دول مثل كوريا الشمالية، حيث تقوم بكل من مهام الاستطلاع والقدرة على توصيل حمولات مدمرة، بطريقة تختلف عن الأنظمة العسكرية الأخرى.
وأضافت بونغ لموقع "إن كيه نيوز": "نظرًا لأن الطائرات المسيرة متعددة الاستخدامات، غالبا ما يتم نشرها لهدف أو وظيفة محددة، لكن يمكن أن يتغير ذلك عندما تكون في مسارها بالفعل وفي الجو"، مضيفة "حتى وإن لم يتم استخدامها بطريقة تنطوي على تهديد، الاحتمال موجود".
وبينما أشارت كوريا الشمالية بوضوح إلى اهتمامها طويل الأمد بتطوير المسيرات، يظل الكثير غير معروف عن برنامجها للطائرات دون طيار.
وتأتي معظم المعلومات المتوفرة عن الطائرات المسيرة الكورية الشمالية خلال السنوات الأخيرة من اكتشافات لعمليات توغل مشابهة عبر الحدود، مصحوبة بتقارير إعلامية كورية جنوبية لم يتم التحقق منها في كثير من الأحيان تستشهد بمصادر عسكرية دون تسميتها.
ونادرا ما تعرض كوريا الشمالية علانية قدرات طائراتها المسيرة في فعاليات مثل العروض العسكرية.
ويقال إن وزارة الدفاع الكورية الجنوبية تقدر أن كوريا الشمالية لديها ما يتراوح بين 300 وألف طائرة مسيرة، مما قد يساعد في تعويض بعض الضعف في قوتها الجوية المتقادمة.
وفي الغالب تستخدم الطائرات دون طيار في الاستطلاع، بحسب تقرير صدر عام 2020 عن الجمعية الوطنية الكورية الجنوبية حول الطائرات المسيرة القتالية، لكن تم أيضا تكييف بعض تلك المسيرات لحمل حمولات تتراوح بين 20 و25 كيلوغراما من المتفجرات.
وأجرت وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية تقييما مشابها عام 2021 في تقريرها عن القوة العسكرية لكوريا الشمالية.
وقبل عمليات التسلل لهذا الأسبوع، كانت قدرة المسيرات الكورية الشمالية على التحليق لفترات متواصلة والعودة إلى الديار غير معروفة.
برنامح متطور
وسقطت آخر مسيرة كورية شمالية تم اكتشافها جنوب الحدود في يونيو/حزيران عام 2017 بسبب عطل بعد تحليقها لحوالي خمس ساعات ونصف.
وترجح الحادثة الأخيرة أنه تم إحراز تقدم كبير منذ ذاك الحين، وإذا فعل زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون ما يريده، سيكون هناك المزيد.
وبحسب "إن كيه نيوز"، تفيد التقارير بأن البرنامج المحلي لبيونغ يانغ لتطوير الطائرات المسيرة يعود إلى نهاية الثمانينيات مع استيراد مسيرات "دي-4" من الصين.
وبحلول بداية التسعينيات على ما يبدو بدأت تصنيع سلسلة "بانغهيون" من الطائرات المسيرة الاستطلاعية، والتي تتضمن "بانغهيون-1" و"بانغهيون-2"، بعد الهندسة العسكرية لـ"دي-4".
ويقال أيضًا إنها بدأت تطوير طائرات دون طيار هجومية بناء على مسيرات "دي-5" الصينية في نفس الوقت تقريبا.
وبحسب دانيال بينكستون، محاضر العلاقات الدولية بجامعة تروي والمقيم في سول، استخدمت المسيرات الأولى لكوريا الشمالية في الأساس للتدريب على القتال الجوي.
وبمرور الوقت بدأت توسيع قدراتها لتضم المهام الاستطلاعية والهجمات البرية، وقال إن كوريا الشمالية من شبه المؤكد تعمل على عدة أنواع من الأنظمة الجوية غير المأهولة، كما هو الحال مع الصواريخ.
لكن بحسب تقرير الجمعية الوطنية الكورية الجنوبية لعام 2020، تفتقر الطائرات المسيرة الكورية الشمالية للقدرة على تنفيذ ضربات دقيقة مثل الطائرات دون طيار الموجودة لدى الجيوش الأكثر تقدما.
وبالتالي، يظل الهدف الرئيسي لبرنامج كوريا الشمالية للطائرات دون طيار هو الاستطلاع، رغم أن هذا قد يتغير بسبب مرونة الطائرات دون طيار وانخفاض تكلفة التطوير.
وقالت بيريل بونغ إن الطائرات المسيرة تمثل خطرا ضئيلا نسبيا على الطيارين أو المشغلين، الذين يمكن أن يكونوا بعيدين عن موقع العنف مقارنة بالقتال التقليدي.
وتتمثل الميزة الواضحة الأخرى للطائرات المسيرة هو عدم وجود تدابير مضادة قائمة ضد الأنظمة الجوية غير المأهولة، كما اتضح من عدم قدرة كوريا الجنوبية على إسقاط مسيرات كوريا الشمالية هذا الأسبوع.
aXA6IDMuMTQ5LjIzLjEyNCA= جزيرة ام اند امز