رحيل «الرئيس السابق» لكوريا الشمالية.. من هو كيم يونغ-نام؟
برحيله عن عمر ناهز 97 عاماً، أسدل الستار على واحد من أكثر الوجوه السياسية ثباتاً في تاريخ كوريا الشمالية، والذي كان يعرف بـ«الرئيس».
إنه كيم يونغ-نام، «كبير الدبلوماسيين»، وواحد من أقدم رجال النظام الذين خدموا تحت ثلاثة أجيال من عائلة كيم الحاكمة.
من هو كيم يونغ-نام؟
لم يكن كيم يونغ-نام مجرد سياسي بارز، بل شكّل أحد أعمدة النظام الكوري الشمالي منذ تأسيسه تقريباً.
خدم تحت قيادة المؤسس كيم إيل-سونغ، ثم الزعيم الراحل كيم جونغ-إيل، وأخيراً الزعيم الحالي كيم جونغ-أون، جامعًا بين الانضباط الحزبي والحنكة الدبلوماسية.
تدرّج في المناصب داخل وزارة الخارجية منذ خمسينيات القرن الماضي، حتى أصبح وزيراً للخارجية عام 1983، ثم انتُخب عام 1998 رئيساً للجنة الدائمة لمجلس الشعب الأعلى — أي ما يعادل منصب رئيس الدولة الشرفي.

ممثل النظام في العالم
وخلال عهده الطويل، كان كيم يونغ-نام الوجه الخارجي الرسمي لبيونغ يانغ، وممثلاً للزعيم في المحافل الدولية.
أدار معظم العلاقات الدبلوماسية رفيعة المستوى نيابة عن كيم جونغ-إيل الذي كان نادراً ما يغادر البلاد، وشارك في قمم عدة مع قادة العالم، أبرزهم في الصين وروسيا وإيران.
وفي عام 2018، مثّل كوريا الشمالية في الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغتشانغ بكوريا الجنوبية، في واحدة من اللحظات النادرة التي شهدت تقارباً دبلوماسياً بين الكوريتين.
وداع رسمي بمشاركة كيم
وبحسب وكالة الأنباء المركزية الكورية، فقد زار الزعيم كيم جونغ-أون نعش الراحل في الساعة الواحدة فجراً من يوم الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2025، مرتدياً بذلة سوداء ورابطة عنق قاتمة، في لفتة نادرة تعبّر عن الاحترام العميق لرجل الدولة المخضرم.
وأُقيمت جنازة رسمية برعاية اللجنة الدائمة للبرلمان ومجلس الوزراء، بمشاركة كبار المسؤولين، بينهم رئيس الوزراء باك تيه-سونغ، ورئيس البرلمان الحالي تشوي ريونغ-هيه، وعدد من القادة العسكريين والحزبيين.
وقالت الوكالة الرسمية في نعيها: «الرفيق كيم يونغ-نام، الثوري من الجيل القديم الذي ترك إنجازات استثنائية في تاريخ تطور حزبنا وبلدنا، انتهت حياته النبيلة عن عمر يناهز 97 عاماً».
مسيرة استمرت ستة عقود
وكان كيم يونغ-نام تقاعد في عام 2019، بعد أكثر من 60 عاماً من الخدمة العامة، ليطوي بذلك فصلًا طويلاً من التاريخ السياسي الكوري الشمالي الذي اتسم بالانغلاق والصلابة الأيديولوجية.
وبرحيله، تفقد بيونغ يانغ آخر رموز الجيل الذي رافق بناء الدولة وكرّس حياته لتثبيت سلطة الحزب الحاكم، جامعاً بين الولاء المطلق لعائلة كيم والدور الدبلوماسي الذي حفظ للنظام موقعه في المشهد الدولي رغم العزلة الطويلة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTIg جزيرة ام اند امز