قاعدة سرية لكوريا الشمالية قرب حدود الصين.. ماذا يدور فيها؟
كشفت صور للأقمار الصناعية عن قاعدة صاروخية سرية لكوريا الشمالية قرب الحدود الصينية في وقت تتواصل التجارب الصاروخية لهذا البلد المغلق.
وبحسب صحيفة "التايمز" البريطانية فإن الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن حذر من مواجهة بلاده أزمة حال استئناف جارتها الشمالية اختبارات الصواريخ الباليستية طويلة المدى.
وتتزامن تصريحات الرئيس الكوري الجنوبي مع تصاعد القلق إزاء البرنامج الصاروخي لكوريا الشمالية، التي اختبرت بالفعل صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى هذا العام أكثر من العام الماضي.
ولا تزال بيونغ يانغ ملتزمة بالوقف الطوعي لاختبارات الرؤوس الحربية النووية والصواريخ الباليستية العابرة للقارات لكنها أكدت يناير/كانون الثاني الماضي أنها قد تستأنف الاختبارات.
وهذه الخطوة من شأنها أن تتسبب في زيادة كبيرة في التوترات الدولية
وقال الرئيس مون ردًا على الصحفيين في سول: "إذا امتدت سلسلة كوريا الشمالية الخاصة بإطلاق الصواريخ إلى حد إلغاء الوقف الطوعي لتجارب الصارويخ طويلة المدى قد تعود شبه الجزيرة الكورية فورا إلى حالة الأزمة التي واجهناها منذ خمسة أعوام".
وفي عام 2017، أثار اختبار كوريا الشمالية لقنبلة هيدروجينية وصاروخ باليستي عابر للقارات تهديدات دونالد ترامب بـ"النار والغضب".
ورأى مون أن "منع مثل تلك الأزمة من خلال الحوار المتواصل والدبلوماسية ستكون المهمة التي يجب على القادة السياسيين في البلدان المعنية إنجازها معا".
وأقر بأنه كان هناك بصيص أمل لمزيد من الدبلوماسية المباشرة مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، قبل أن يتولى رئيس كوري جنوبي جديد المنصب في انتخابات الشهر المقبل.
كما أعرب عن أسفه لعدم متابعة التقدم الذي تم إحرازه خلال لقاء القمة الماضية بين كيم وترامب، قائلًا: "من المؤسف انتهاء القمة بدون اتفاق في حين كان يجب ضمان مواصلة الحوار على الأقل. إنها مهمة جبارة لوضع حد لعلاقة عدائية وتصادمية التي تشكلت على مدار فترة طويلة امتدت لأكثر من 70 عاما وإرساء نظام جديد للسلام. ومع ذلك، لا يمكننا تحمل عواقب التخلي عن هذه المهمة."
وجاءت تحذيراته بعد ظهور صور للأقمار الصناعية لقاعدة صاروخية لكوريا الشمالية لم تكن معروفة من قبل، يمكنها استيعاب أسلحة باليستية طويلة المدى وقادرة على ضرب البر الرئيسي للولايات المتحدة.
وقدم تقرير صادر عن مركز أبحاث في واشنطن وصفا تفصيليًا لسمات قاعدة هوجونج ني، التي يوجد بها مخابئ محصنة تحت الأرض وتبعد 16 ميلا فقط عن الحدود الصينية.
ونقل التقرير الصادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، المنشور على موقعه الخاص المعني بشؤون كوريا الشمالية، عن مصادر مطلعة بالاستخبارات الأمريكية اعتقادها بأن أقوى أسلحة بيونغ يانغ القادرة على حمل رؤوس حربية نووية، سيتم نشرها بالقاعدة.
وطبقًا للتقرير، تغطي مداخل قاعدة هوجونج ني الأشجار والنباتات الأخرى.
وتتكون القاعدة من مخبأ كبير تحت الأرض بطول لا يقل عن 375 مترًا، وملاجئ تحصنها طبقات من الخرسانة، وتستخدم لتزويد الأسلحة بالوقود وتجهيزها وصيانتها.
وبعيدا عن الحواجز المادية الثقيلة، تتمتع القاعدة بشكل آخر من الحماية، وهو قربها من الصين؛ حيث سيتردد قادة الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في استخدام، على سبيل المثال، أسلحة نووية تكتيكية ضد مثل هذا الموقع، خشية من وصولها إلى الأراضي الصينية، مما قد يجر بكين إلى الصراع.
وبدأت الإنشاءات بالقاعدة لأول مرة منذ 20 عاما، وهي واحدة من 20 قاعدة لم تعترف بها بيونغ يانغ، لكن من الواضح أنها معروفة للاستخبارات الأمريكية، وفقا للتقرير.