صحوة "المارد" من سباته.. تجربة كوريا الشمالية تعيد "الزعيم" للواجهة
منذ سنتين ابتعد الزعيم الكوري الشمالي عن الأضواء ولم يبد اهتماما شخصيا بتجارب صاروخية أجريت في غيابه لكن الحال اختلف مطلع هذا العام.
غياب الزعيم كيم جونج أون النسبي خلال العامين الماضيين، فتح الأبواب على الشائعات، وكرّس التكهنات حول صحة الرجل القوي.
كما سلطت التقارير الأضواء على وزنه، بل ذهبت إلى حد الحديث عن انسحابه من الحياة العامة لفترة، كما هو حال صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية، مؤخرا.
لكن الحال تبدل، والتكهنات توقفت على الأقل بشأن الحياة الشخصية لزعيم كوريا الشمالية، وانصبت هذا الأسبوع على تجارب جديدة للصواريخ الباليستية، التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، والجديد هذا العام حضور كيم جونج أون بنفسه للإشراف على التجربة.
وكانت هذه هي المرة الأولى منذ مارس/آذار 2020، التي يحضر فيها كيم رسميًا اختبارًا صاروخيًا.
فقد أعلنت كوريا الشمالية، اليوم الأربعاء، أنها اختبرت بنجاح صاروخا "فرط صوتي"، هو الثاني الذي تطلقه هذه الدولة الواقعة شرق آسيا في أقل من أسبوع.
وقالت وكالة أنباء كوريا الشمالية المركزية الرسمية، إنّ الزعيم كيم جونج أون، أشرف على اختبار الصاروخ الذي حمل "رأساً حربيا انزلاقيا فرط صوتية أصاب هدفاً يبعد ألف كيلومتر".
وأوضحت وسائل إعلام رسمية أن الصاروخ الجديد الذي أطلق أمس الثلاثاء، نجح في الدوران قبل أن يصيب هدفه في البحر على بعد نحو ألف كيلومتر.
ويمثل هذا الاختبار، التجربة الثانية التي تم الإبلاغ عنها لكوريا الشمالية، وتتعلق بصاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت، ويمكن أن يتجنب الكشف عنه لفترة أطول من الصواريخ الباليستية.
وكانت التجربة الأولى لصاروخ فرط صوتي، في سبتمبر/ أيلول 2021.
"المارد يخرج من عزلته"
ويعلق المحللون على وجود كيم شخصيا خلال عرض التجربة، بأنه يشير إلى تحسن التكنولوجيا الكورية الشمالية، وهو النصر الذي أخرج الزعيم المارد من عزلته الطويلة عن عيون العالم.
وكتب عنكيت باندا؛ الزميل البارز في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ومقرها الولايات المتحدة، على تويتر: "وجوده هنا سيوحي باهتمام خاص بهذا البرنامج".
أما تشاد أوكارول؛ الرئيس التنفيذي لمجموعة كوريا ريسك التي تراقب كوريا الشمالية، فقد صرح لرويترز: "هذا يعني أن كيم غير مهتم بالارتباط شخصيًا (مع) اختبارات التكنولوجيا الجديدة الرئيسية. ولا يهتم كيف ترى الولايات المتحدة ذلك".
وتلفت تقارير إعلامية إلى أن "الزيادة الأخيرة في الاختبارات تدعم أهداف كيم المعلنة في العام الجديد، حيث تعهد بتعزيز القدرات الدفاعية لكوريا الشمالية".
التوجه الجديد الذي يقطع حبال الوصل بين بيونج يانج وسيؤول وواشنطن، ظهر في إشادة وكالة الأنباء المركزية الرسمية في كوريا الشمالية بالتجربة، قائلة إن "القدرة الفائقة على المناورة" للصاروخ تم التحقق منها بشكل مذهل من خلال تجربة الإطلاق النهائية".
ويشير مراسل شبكة "بي بي سي"، الأمني فرانك جاردنر، إلى خطوة التجارب الجديدة، بالقول، إن هذه الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، تثير القلق؛ لأنها تترك الدول أيضًا تخمن ما إذا كانت تحمل رأسًا حربيًا تقليديا شديد الانفجار، أو رأسًا نوويا.
وتنضم كوريا الشمالية إلى عدد صغير من الدول بما في ذلك الولايات المتحدة والصين، في محاولة تطوير صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت.
ويبدو أن كيم ماضٍ في تطوير الترسانة الهجومية لبلاده، فقد ذكرت وسائل إعلام رسمية هناك، اليوم الأربعاء، أن الزعيم الكوري الشمالي دعا إلى تعزيز القوات العسكرية الاستراتيجية في البلاد، وذلك أثناء مراقبته لاختبار التجربة، في حضور رسمي لإطلاق صاروخ للمرة الأولى منذ ما يقرب من عامين.
ووفق وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الشمالية، فإن الزعيم كيم حث العلماء العسكريين ، بعد مشاهدة الاختبار، على "زيادة تسريع الجهود لبناء القوة العسكرية الاستراتيجية للبلاد بشكل مطرد من حيث النوعية والكمية ، ومواصلة تحديث الجيش".
ورصدت السلطات في كوريا الجنوبية واليابان، أمس الثلاثاء، عملية الإطلاق المشتبه بها ، الأمر الذي أثار إدانة من السلطات في جميع أنحاء العالم، فضلا عن قلق الأمم المتحدة والذي جاء على لسان أمينها العام أنطونيو غوتيريش.
ويترجم الاختبار الثاني لـ"صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت" في أقل من أسبوع، تعهد كيم بمناسبة العام الجديد بتعزيز الجيش بأحدث التقنيات في وقت تعثرت فيه المحادثات مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.