البحر الشرقي.. قصة المستقر الأخير للصواريخ الكورية الشمالية
أعادت كوريا الشمالية كَرَّتها بإطلاق صاروخ جديد أسرع من الصوت باتجاه البحر الشرقي لتعيد لأمواجه ذكريات نزاع تاريخي مأساوي.. فما قصته؟
قبل أي شيء، اعتادت كوريا الشمالية إجراء تجاربها الصاروخية في اتجاهين رئيسيين أولهما البحر الشرقي وثانيهما الشمال حيث الحدود مع الصين.
جغرافيا يقع البحر الشرقي غربي المحيط الهادئ، لكنه يحمل نفس ملامح البحر الأبيض المتوسط في عدم وجود أمواج مدية فيه نتيجه انغلاقه التام.
ظلت هذه البقعة المائية محل نزاع لسنوات بين تسميتين هما بحر اليابان وتتمسك به طوكيو، والبحر الشرقي وتقف وراء تسميته كوريا الجنوبية.
ويتشكل البحر بين مجموعة من الجزر اليابانية (هوكايدو - هونشو - كيوشو) إضافة إلى الجزيرة الروسية ساخالين إلى الشرق.
وسجّل البحر مواجهات عسكرية قديمة بين اليابان وكوريا انتهت باحتلال الأولى للأخيرة (من عام 1910 إلى 1945)، ومنها ظهر الخلاف على أصل تسميته بين البحر الشرقي وبحر اليابان.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2020، انتهت المعركة اليابانية الكورية الجنوبية طويلة الأمد على تسمية البحر باعتماد المنظمة الهيدروغرافية الدولية نظاما رقميا جديدا له.
وتوصلت المنظمة الدولية إلى نظام رقمي لرسم البحر بين شبه الجزيرة الكورية واليابان في خريطة محيطات العالم لاعتماده لاحقا لتنتهي بذلك معركة بدأتها سيؤول في عام 1997 لاعتماد مسمى البحر الشرقي.
غير أن طوكيو قللت وقتها من أهمية قرار المنظمة الهيدروغرافية الدولية، مؤكدة أن اسم "بحر اليابان" سيبقى على خريطة المحيطات للمنظمة في النسخة المطبوعة.
ويعود الفضل في هذا الحل إلى وساطة أمريكية بريطانية توصلت في أبريل/نيسان 2019 إلى استخدام رقم رمزي للبحر بين الكوريتين واليابان.
كانت طوكيو قد أطلقت اسم "بحر اليابان" على تلك المنطقة البحرية منذ أواخر القرن التاسع عشر ثم جرى تسميته بـ"بحر جوسون" أي بحر كوريا ثم سمّته سيؤول البحر الشرقي.
وما بين الخلاف الياباني - الكوري الجنوبي على تسمية البحر تُصدر بيونج يانج أزمة ثانية أكثر حدة بإطلاق صواريخها الباليستية أسرع من الصوت في تهديد مباشر لجارتيها طوكيو وسيؤول.
aXA6IDMuMTQ1LjYyLjM2IA== جزيرة ام اند امز