كوريا الشمالية.. معركة جديدة في الحرب التجارية بين الصين وأمريكا
المحللون يتوقعون أن تصبح شبه الجزيرة الكورية ساحة معركة دبلوماسية مكثفة بين بكين وواشنطن.
يبدأ الرئيس الصيني شي جين بينج أول رحلة له إلى كوريا الشمالية منذ 14 عاما، يوم الخميس، في الوقت الذي تسعى فيه بكين إلى إظهار نفوذها على نظام الأسلحة النووية السري قبل قمة العشرين الأسبوع المقبل.
وبحسب ما ذكرته شبكة أخبار "سوهو" الصينية، تأتي هذه الزيارة التي تستغرق يومين، قبل أسبوع واحد فقط من اجتماعه المحتمل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإجراء محادثات على هامش قمة مجموعة العشرين في اليابان، حيث يسعى شي لاستخدام الزيارة لتعزيز النفوذ الدبلوماسي الصيني على الجبهة النووية لكوريا الشمالية، ما يعزز يدها في التعامل مع الولايات المتحدة.
وأشار تشاو تونغ، وهو باحث تابع لمركز كارنيجي تسينغهوا للدراسات السياسية، ومقره بكين، إلى أن توقيت الرحلة يمثل فرصة للرئيس الصيني لتذكير ترامب بسيادة الصين على البرنامج النووي لبيونج يانج بعد الانهيار المفاجئ للمحادثات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة خلال قمة عقدت في هانوي في فبراير/شباط الماضي.
في حين لمّح ترامب إلى إمكانية عقد اجتماع آخر مع كيم بعد تلقيه ما سماه "خطابا جميلا" من الزعيم الكوري الشمالي الأسبوع الماضي.
وقال لي دو هون، كبير المفاوضين النوويين في كوريا الجنوبية، إن الولايات المتحدة كانت على اتصال مع كوريا الشمالية.
وسترسل واشنطن أيضا ستيفن بيجون، الممثل الخاص للولايات المتحدة لشؤون كوريا الشمالية، إلى كوريا الجنوبية، الأسبوع المقبل، بعد أيام من زيارة شي لبيونج يانج، لمواءمة موقفها بشأن كوريا الشمالية مع حليفتها.
وفي الوقت نفسه، أكد ترامب أنه سيجتمع مع شي لإجراء محادثات في أوساكا الأسبوع المقبل، وقال في تغريدة يوم الثلاثاء إنهم "أجروا محادثة هاتفية جيدة للغاية وسيعقدون اجتماعا ممتدا في قمة مجموعة العشرين"، حيث من المتوقع أن يحاولوا تهدئة التوتر على مدى حرب تجارية دامت قرابة عام.
ويتوقع محللون أن تصبح شبه الجزيرة الكورية ساحة معركة دبلوماسية مكثفة بين بكين وواشنطن، حيث قال تشا دو هيونغ، وهو باحث تابع لـمعهد آسان للدراسات السياسية في سيؤول، إن الصين والولايات المتحدة تتنافسان على التأثير على شبه الجزيرة.
إلا أنه أكد أن من غير المرجح أن يكون لدى الصين ما يسمى "المنافسة الاستراتيجية" مع الولايات المتحدة -أي أنها لن تتحدى نظام العقوبات الذي تقوده الولايات المتحدة وهدفها في تحقيق نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية.
وكانت قد طالبت بيونج يانج برفع العقوبات المفروضة على نظامها في أعقاب تجاربها النووية والصاروخية، وقالت بكين إن سبل عيش الكوريين الشماليين يجب ألا تتأثر، إلا أن واشنطن أصرت على ضرورة فرض عقوبات كاملة.
كما أعربت الولايات المتحدة عن شكوكها بشأن امتثال الصين للعقوبات، وفي قمة أمنية عُقدت في سنغافورة في وقت سابق من هذا الشهر، قدّم باتريك شاناهان، رئيس البنتاجون الأمريكي بالإنابة -الذي تنحى يوم الأربعاء عن منصبه وسط ادعاءات الإساءة الداخلية- صورا بالأقمار الصناعية تُظهر سفنا تابعة لكوريا الشمالية تنقل النفط بالقرب من الساحل الصيني.
وهبطت الصادرات من كوريا الشمالية إلى الصين، التي تمثل الجزء الأكبر من تجارتها، بنسبة 87% العام الماضي مقارنة بعام 2017، وقد واجهت البلاد مشاكل اقتصادية أخرى في وقت تعهد كيم فيه بتحقيق نمو اقتصادي.
وقال مصدر دبلوماسي إنه من المتوقع أن تقدم الصين كمية كبيرة من المساعدات الإنسانية، مثل الغذاء والأسمدة، إلى كوريا الشمالية، ما قد يضعف من تأثير العقوبات.
وقالت صحيفة الشعب اليومية الناطقة بلسان الحزب الشيوعي، عبر حسابها على وسائل التواصل الاجتماعي، إن شي سيناقش التعاون الاقتصادي والتجاري مع كيم خلال الزيارة.
ونقلت الصحيفة عن تشنغ جي يونغ، مدير مركز الدراسات الكورية بجامعة فودان بشانغهاي، قوله إن بيونج يانج اتخذت خطوات لإصلاح اقتصادها وعرضت مخطط التصنيع الصيني.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، اقترحت بكين بناء خط للسكك الحديدية من مدينة داندونغ، في مقاطعة لياونينغ بشمال شرق الصين، يصل إلى بيونج يانج (العاصمة الكورية) ثم إلى سيؤول وبوسان في الجنوب.
وقال لو تشاو، خبير الشؤون الكورية الشمالية في أكاديمية لياونينغ للعلوم الاجتماعية، إن التعاون الاقتصادي واسع النطاق بين الصين وكوريا الشمالية من غير المرجح بسبب العقوبات، لكن التحركات الأصغر كانت ممكنة.
على سبيل المثال، قد تصدر الصين الضروريات اليومية إلى كوريا الشمالية، وإذا لزم الأمر، فمن المرجح أن تقدم الصين مساعدة غذائية لكوريا الشمالية.