أقمار ترصد تسارع ذوبان أنهار الهيمالايا الجليدية
العلماء يخشون من أن تناقص المياه في المناطق كثيفة السكان في الهند وباكستان والصين قد يشعل توترات محلية ودولية.
حذرت دراسة نُشرت نتائجها في دورية ساينس أدفانسيس الأمريكية من أن الأنهار الجليدية بجبال الهيمالايا تذوب منذ بداية القرن الحالي بوتيرة أسرع مرتين مما كانت عليه، ما يبرز التهديد الذي تمثله أزمة المناخ على إمدادات المياه لمئات الملايين من سكان قارة آسيا.
- الأمم المتحدة تجدد توجيهاتها لاحتواء غازات الاحتباس الحراري
- الفقمة والحيتان تغير عاداتها الغذائية بسبب الاحتباس الحراري
ونشرت الدراسة الجديدة المستقاة من صور التقطتها أقمار تجسس صناعية أمريكية ورفعت عنها السرية، في وقت اجتمعت فيه حكومات في بون بألمانيا لإجراء محادثات تهدف إلى دفع جهود الحد من انبعاثات الكربون بموجب اتفاق باريس للمناخ لعام 2015.
وأوضحت الدراسة التي شملت عمليات رصد بالأقمار الصناعية عبر الهند والصين ونيبال وبوتان، على مدار 40 عاما، أن الأنهار الجليدية تفقد ما يعادل أكثر من قدم ونصف القدم عموديا من الجليد سنويا منذ عام 2000، ويمثل ذلك ضعف المعدل المسجل بين عامي 1975 و2000.
وكذلك توقعت الدراسة أن يزول جليد جزيرة جرين لاند، في شمال شرق كندا بين منطقة القطب الشمالي والمحيط الأطلنطي، وهي الأكبر في العالم، بحلول الألفية الثالثة إلا إذا حدث تخفيض كبير في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ورأى الباحثون أن جرين لاند وحدها قد تسهم في ارتفاع مستوى مياه البحار والمحيطات بين 5 إلى 33 سنتمترا بحلول 2100.
وقال جوشوا مورير المشرف على الدراسة والمرشح لنيل درجة الدكتوراه بمرصد لامونت دوهرتي للأرض بجامعة كولومبيا، في بيان: "هذه أوضح صورة حتى الآن لمدى سرعة وسبب ذوبان الأنهار الجليدية بجبال الهيمالايا خلال هذه الفترة الزمنية"، وذكر أن الأنهار الجليدية ربما فقدت ما يصل إلى ربع حجمها خلال الأربعين عاما الماضية.
ورغم أن ذوبان القمم الجليدية بالقطبين الشمالي والجنوبي يزعزع بالفعل استقرار النظام المناخي، فإن لتراجع الجليد بجبال الهيمالايا تداعيات مباشرة بدرجة أكبر على 800 مليون شخص يعتمدون على المياه الذائبة.
وتزداد على ما يبدو التدفقات الموسمية لجريان المياه في الوقت الحاضر مع انحسار الأنهار الجليدية، ولكن يخشى العلماء مما سيحدث على الأرجح بمرور الوقت وهو تناقص تدريجي لإمدادات المياه لمناطق السهول الكثيفة السكان في الهند وباكستان والصين، ما قد يشعل توترات محلية ودولية.
aXA6IDMuMTQ1LjE1NS4xNDkg جزيرة ام اند امز