محادثات الكوريتين.. هل هي فخ لتحالف واشنطن- سول؟
خبراء أكدوا أن ما يبدو كتحول جذري في الدبلوماسية الكورية الشمالية وأمل في انفراج، قد لا يكون في الواقع أكثر من فخ نصب لواشنطن وسول.
ما يبدو أنه تحول جذري في الدبلوماسية الكورية الشمالية وأمل في انفراج قد لا يكون في الواقع أكثر من فخ نصب لواشنطن وسول، كما يرى محللون مقتنعون بأن بيونج يانج تسعى إلى ضرب تحالف يبلغ عمره 70عاما بين البلدين.
مفاجأة.. ومؤشرات إيجابية:
بعد سنتين من الجمود بسبب تسارع البرنامجين الكوريين الشماليين الباليستي والنووي تطور الوضع فجأة إلى درجة أن ممثلي الشمال والجنوب سيلتقون الثلاثاء المقبل، في أول محادثات بينهما منذ سنتين.
وفي خطابه بمناسبة رأس السنة، أكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج-أون أن "الزر النووي" يبقى في متناول يده، لكنه سرعان ما فجر مفاجأة بمبادرة انفتاح تمثلت باقتراحه إرسال وفد إلى دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية في بيونج شانج بكوريا الجنوبية.
وعقب التحول الجذري للزعيم الكوري الشمالي اقترحت سول إجراء مفاوضات، واستأنف الشمال والجنوب خط الاتصال الهاتفي بينهما، وقررت واشنطن وسول تأجيل مناوراتهما الكبرى.
وفي خطوة غير اعتيادية تحدثت كوريا الشمالية -التي تهدد باستمرار بتحويل سيول الى رماد- باحترام عن "الرئيس" في جارتها الجنوبية مون جاي-إن.
وأكدت وزارة الوحدة بكوريا الجنوبية، الجمعة، أن الكوريتين ستجريان محادثات رسمية في 9 من يناير/كانون الثاني، بعد أن أرسلت بيونج يانج بيانا أعلنت فيه قبول عرض سول إجراء محادثات الأسبوع المقبل.
وقال بايك تاي-هيون، المتحدث باسم الوزارة، خلال بيان صحفي، إن جدول الأعمال سيتضمن دورة الألعاب الشتوية التي تقام في بيونج تشانج، إضافة إلى قضايا أخرى محل اهتمام مشترك من البلدين.
لعبة.. وضرب للتحالف
رغم التحالف بينهما، فإن سول وواشنطن لا تتبنيان مواقف متطابقة تماما، فالرئيس مون يدعو إلى الحوار حتى منذ ما قبل وصوله إلى السلطة في مايو/أيار الماضي، بينما يطالب البيت الأبيض بيونج يانج بإجراءات ملموسة لنزع سلاحها كشرط مسبق لأي حوار.
ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة هاندونج بارك وون-جون "من الواضح أن خطاب كيم في رأس السنة يهدف إلى ضرب التحالف بين الولايات المتحدة والجنوب". وأضاف "بالنسبة للجنوب.. عليه ألا يساير الشمال خصوصا في لعبته".
وفي الإطار نفسه، قال مستشار ترامب للأمن القومي هيربرت ريموند ماكماستر إن من يجد أن خطاب الزعيم الكوري الشمالي في رأس السنة مطمئن "يكون قد أفرط في التفاؤل خلال الأعياد".
ويرى جون وولفستال، مدير مراقبة التسلح في مجلس الأمن القومي الأمريكي في عهد باراك أوباما، أن الولايات المتحدة لم تترك لمون خيارا آخر سوى أن "يتبع الطريق الذي يريده". وكتب على "تويتر" إنه: "من السهل على كيم إطلاق حملة استمالة كوريا الجنوبية من أجل شق التحالف".
لكن خبراء آخرين يرون أن كوريا الشمالية تقوم بهذه الخطوة لأن نظام بيونج يانج يجد نفسه تحت ضغط العقوبات وسياسة العزل الأمريكية.
ورأى كيم دونج-يوب من جامعة كيونجنام في سول إن الشمال "بانتهازه فرصة ألعاب بيونج شانج يلتقط أنفاسه في مواجهة العقوبات الخانقة والضغوط".