زعيم كوريا الشمالية يصيب هدفا سياسيا بصاروخ بلا وجهة محددة
في عالم يشهد متغيرات جيوسياسية على خلفية الأزمة في أوكرانيا، نجح الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون في إصابة هدف سياسي بصاروخ بلا وجهة محددة.
وقالت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية وخفر السواحل الياباني اليوم الأربعاء إن كوريا الشمالية أطلقت صاروخا باليستيا واحدا على الأقل قبالة ساحلها الشرقي، وذلك قبل ساعات فقط من اجتماع متوقع للزعيم كيم جونج أون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في روسيا.
ولم تصدر أي تفاصيل حول حجم الصاروخ أو مداه حتى الآن، لكن بعد حوالي خمس دقائق من التحذير من الإطلاق، أفاد خفر السواحل الياباني بسقوط الصاروخ.
ودأبت كوريا الشمالية المسلحة نوويا على تنفيذ عمليات إطلاق لأنواع مختلفة من المقذوفات بدءا من الصواريخ قصيرة المدى وصواريخ كروز إلى الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي يمكن أن يوصلها مداها إلى الولايات المتحدة.
وجميع أنشطة كوريا الشمالية المتعلقة بالصواريخ الباليستية والأسلحة النووية محظورة بموجب قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي كان آخر تمرير لها بدعم من شركاء لبيونغ يانغ في الصين وروسيا في 2017.
ومنذ ذلك الحين، دعت بكين وموسكو إلى تخفيف العقوبات على كوريا الشمالية لدعم المحادثات الدبلوماسية وتحسين الوضع الإنساني.
لكن مع تغير المشهد الدولي على وقع الانقسام العالمي الحاصل على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بات تعزيز العلاقات بين بيونغ يانع وموسكو وبكين أولوية للزعيم الكوري الشمالي من أجل تخفيف حدة أزماته.
أشاد الزعيم الكوري الشمالي بـ"الأهمية الاستراتيجية" للعلاقة مع روسيا بعد وصوله إلى أراضيها في زيارة نادرة إلى الخارج، وسط تحذيرات أمريكية من صفقة أسلحة محتملة لدعم العملية الروسية في أوكرانيا.
وبتعزيز القدرات العسكرية يرفع الزعيم الكوري الشمالي من قيمة بلاده وأهميتها بالنسبة إلى موسكو التي تحتاج حشد الحلفاء في ظل صراعها الحالي مع حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ويقوم كيم الذي غادر بيونغ يانغ مساء الأحد على متن قطار مصفّح، بأول رحلة له إلى الخارج منذ بداية جائحة كوفيد-19. وفي رحلته الأخيرة، التقى ببوتين في فلاديفوستوك في العام 2019.
وهذه المرة سيلتقي الزعيمان هذا الأسبوع في مكان لم يتم الكشف عنه في أقصى الشرق الروسي، حسبما نقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف. لكنّ السلطات الروسية لم تحدد المكان والزمان.
وأكّد المتحدث أنهما سيبحثان بشكل خاص في "مواضيع حساسة" في الأيام المقبلة، بحسب وكالة "ريا نوفوستي".
إلا أن وسائل إعلام روسية عرضت لقطات تظهر استقبال كيم في محطة خاسان للقطارات القريبة من حدود روسيا مع كوريا الشمالية، بمشاركة وفد رسمي وحرس الشرف.
وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية إنّ كيم أبلغ مستقبليه أنّ زيارته "تعبير صريح" عن "الأولوية التي توليها (بلاده) للأهمية الاستراتيجية" لعلاقاتها مع روسيا.
ولم تذكر الوكالة الكورية الشمالية أي تفاصيل بشأن اللقاء المرتقب بين كيم وبوتين، واكتفت بالإشارة إلى أن الزعيم الشمالي "غادر إلى وجهته" بعد الاستقبال الذي أقيم له بعيد وصوله.
وكانت وسائل إعلام روسية عرضت لقطات تظهر استقبال كيم في محطة خاسان للقطارات القريبة من الحدود، بمشاركة وفد رسمي وحرس الشرف.
وبحسب حاكم منطقة بريمورسكي أوليغ كويمياكو، التقى الزعيم الكوري الشمالي خلال هذا التوقف بوزير البيئة والموارد الطبيعية ألكسندر كوزلوف.
وكتب عبر تليغرام إن "زيارة من هذا المستوى هي رسالة جيدة بشأن تنمية.. التواصل المباشر مع زملائنا في كوريا الشمالية".
ولم يُسأل بوتين الموجود حاليا في فلاديفوستوك لحضور المنتدى الاقتصادي السنوي الذي ينتهي الأربعاء، عن زيارة الزعيم الكوري الشمالي، على الرغم من جلسة الأسئلة والأجوبة المطوّلة.
واكتفى الرئيس الروسي بالقول إنه سيزور قريباً قاعدة فوستوشني الفضائية، التي تبعد ألف كيلومتر عن فلاديفوستوك، لكنه رفض الإفصاح عمّا يعتزم القيام به هناك.
وقال "لدي برنامج مناسب هناك، وعندما أصل إلى هناك ستعرفون ذلك".
وأكد بيسكوف أن لقاء بوتين وكيم سيبحث في مواضيع "حساسة" من دون الالتفات إلى "التحذيرات الأمريكية".
وتخشى واشنطن أن تحصل موسكو على أسلحة تستخدمها في أوكرانيا، من بيونغ يانغ الخاضعة بدورها لعقوبات بسبب برامجها النووية والصاروخية.
وقال بيسكوف "في بناء علاقاتنا مع جيراننا، بما في ذلك كوريا الشمالية، ما يهم بالنسبة لنا هو مصالح بلدينا، وليس تحذيرات واشنطن".
وباستنادها إلى الدعم الروسي المعزز يمكن لكوريا الشمالية المضي قدما في تجاربها الصاروخية والنووية دون الالتفات كثيرا إلى التعقيدات التي تفرضها العقوبات الغربية.
aXA6IDMuMTQ0LjIzNS4xNDEg جزيرة ام اند امز